طرق معالجة العنف التربوي

العملية التربوية ليست تلقين المعلومات والمناهج بل أنها عملية متكاملة تسعى إلى تحقيق النمو الازدهار والتكامل …..
إن ظاهرة استخدام العنف في المؤسسات التربوية،  ظاهرة اجتماعية مرهونة بمستوى تغيير الظروف الاجتماعية والاقتصادية في المجتمع ولن يتاح لنا من خلال رسم بعض الأفكار أن نؤثر كثيراً في هذه الظاهرة، إن نظامنا التربوي على المستوى الرسمي  يتبنى احدث النظريات التربوية التي تمنع استخدام العنف والضرب في المدرسة، ومع ذلك الظاهرة مستمرة وهذا يعود لأسباب اجتماعية تتعلق بالذهنية الاجتماعية والظروف الاجتماعية السائدة. فالمعلم الذي يستخدم الاستهجان والتبخيس والكلمات النابية ، فإنه يكرس العنف ويشوه البيئة النفسية للطالب ، والمدرسة عندما تتبع هذه الأساليب  من عنف وإكراه وإحباط إزاء التلاميذ تكون بمنزلة مؤسسة لتدمير الأجيال وإخفاقهم في كل المجالات ، والنتيجة شباب محبط يائس ناقم على المجتمع بدلا من أن يساهم في نهضة البلد وتقدمها. 
 ويمكن لي أن احدد بعض النقاط الأساسية في معالجة هذه الظاهرة:
1- تنمية وتطوير الوعي التربوي على مستوى الأسرة والمدرسة ، ويتم ذلك من خلال وسائل الإعلام المختلفة، ومن خلال إخضاع المعلمين والآباء لدورات توعوية وعلمية حول أفضل السبل في تربية الأطفال ومعاملتهم.
2- تحقيق الاتصال الدائم بين المدرسة والأسرة ولإقامة ندوات تربوية خاصة بتنشئة الأطفال.
-3 
تعزيز وتدعيم عمل الاخصائي الاجتماعي والتربوي في المدارس وإتاحة الفرصة أمامه من أجل رعاية  الأطفال وحمايتهم وحل مشكلاتهم ومساعدتهم في تجاوز الصعوبات التي تعترضهم ، وهكذاعلى المعلم أن ينظر إلى وسيلة العقاب كوسيلة معينة للتعلم لا قاهرة له، منبهة للغافل لا انتقامية ولا سلطوية.
ولذلك فإنني أرى أن يدرس هذا الأمر بجدية لاسيما في ظل عدم الاختيار الدقيق للمعلمين والمعلمات، أولئك الذين ينخرطون في سلك التدريس بحثاً عن الوظيفة فقط بعيداً عن حب المهنة والتفاني من أجلها.


ولنكون أكثر واقعية ولمعرفة مدى خطورة الظاهرة أقترح  إجراء عدد من الدراسات عن العنف التربوي تشمل:
مسحاً لممارسة العقاب في  رياض الأطفال
  إجراء دراسات لمعرفة
اتجاهات المعلمين ومديري المدارس والمشرفين التربويين تجاه استخدام العنف في المدارسوإجراء دراسة على الطلاب لمعرفة ما إذا كان العقاب البدني يزيد التحصيل الدراسي أم لا

تعليقات

  1. إن العملية التربوية في عالمنا العربي اعتمدت على التلقين فقط سواء للكبار أو الصغار ثم تمادى الكبار أي المعلمين في اخذ منحنى تربوي هابط بسبب الظروف المعيشية وبسبب عدم وجود خطة تربوية عملاقة تحياتي الصادقة لك

    ردحذف
    الردود
    1. كريمة سندي
      نعم لايوجد خطة تربوية عملاقة
      التعليم لا يحقق أهدافه
      لأسباب كثيره أهمها أن الأنظمة تفضل التعليم السيء حتى يسهل حكم من تستطيع خداعهم بسهوله
      تريد مواطنين هم أقرب للقطيع
      أطيب تحية

      حذف
  2. ahlam
    سمحينى هذا ثانى تعليق اكتبه ولا يظهر على الشاشة ولا اعرف السبب عموما اهلا بحبايب صنعاء مهد الحضارات
    بالنسبه للتعليم فكما كتبت فى تعليقى السابق المطول ان التعليم يجب ان يكون قائما على الترغيب وليس الترهيب

    ردحذف
    الردود
    1. فاروق فهمي
      شكرا على تفاعلك وكلماتك الطيبة
      هذا من ذوقك
      لك أطيب تحية

      حذف
  3. هذا موضوع رائع

    ردحذف
  4. موضوع رائع واتفق مع الباحثة بان تجاوز العنف في العملية التربوية يحتاج الى جهد اجتماعي مكثف ويبداء من تغيير الوضع الاجتماعي والاقتصادي والثقافي للمجتمع ،ولابد من دراسات لرصد الاثر العكسي للعنف على الطالب ،واتمنى ان تظطلع المراكز البحثية والباحثين والجامعات بهذي المهمة ،وان تعمل النقابات التعليمية على التوعية بمخاطر العنف وتبني كل ماارودته الباحثة من الاساليب في حملتها التوعوية للتعريف بمخاطر العنف وكذا العمل على تاهيل وتوعية المعلمين بمخاطر ذلك.

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا أخ عادل
      المشكلة ان الابحاث القليلة التي تتم لاتجد من يهتم بها
      فنحن نحتاج لتشجيع الباحثين على البحث وكذلك تبني نتائج ابحاثهم حتى يتم التغيير المطلوب
      اطيب تحية

      حذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الصمت عار

فيلم Alpha

الكرد في اليمن، دراسة في تاريخهم السياسي والحضاري 1173 - 1454م لدلير فرحان إسمايل