صُنع في اليمن


في طفولتي شدت انتباهي السيارات بأنواعها وألوانها…وبالرغم من هذا الأمر قد لايكون في دائرة اهتمام الفتيات، كما يظن البعض،  لكن عالم السيارات كان بالنسبة لي ساحرا،
فعندما أكون في السيارة أظل أتابع السيارات الأخرى واسأل عن اسمائها وأنواعها …

وهكذا بدأت بحفظ اسماء أغلب السيارات التي كانت تمر أمامي ، وبدأت أفرق بين موديلانها المختلفة وكانت أسئلتي المتعددة والملحة عن أفضل سيارة وأسرعها والفرق بين أنواعها المختلفة…. 

من الإجابات التي كنت أسمعها ….لاحظت أن هناك سيارات يابانية ، وأمريكية ، وفرنسية ، وألمانية، وروسية، وهكذا…
لاأدري لماذا كنت طوال الوقت عندي شعور أن هناك سيارة يمنية، أي صنعت في اليمن…

كانت مفاجأة قاسية جدا لي عندما أكتشفت أن كل تلك السيارات التي كانت تثير أعجابي وتدهشني بجمال موديلاتها لايوجد فيها سيارة واحدة صنعت في اليمن…
لم أستطع أن أستوعب الأمر وبشكل مزعج ظللت أكرر السؤال : هل السيارة المرسيدس صنعت في اليمن؟ وأتلقى نفس الإجابة: لا…المرسيدس صنعت في ألمانيا،
واكرر السؤال مع كل نوع وتأتيني نفس الإجابة والتي تفيد انه لاتوجد سيارة من تلك السيارات تمت صناعتها في اليمن!
 
كبرت الطفلة ولكن لايزال السؤال: لماذا لاتوجد سيارة، من بين تلك الأنواع المختلفة والتي تملأ الشوارع، صنعت في اليمن؟

بماذا يتفوق عنا الياباني أو الألماني أو غيره من البشر، ليصنع وينتج ونحن نعجز عن ذلك؟

لماذا هو يصنع ويبدع وينتج ويبتكر ونحن لانفعل شيئا سوى الاستهلاك؟

هل ميزهم الله سبحاته وتعالى بميزات خاصة وحرمنا من تلك الميزات؟

جاء النفط في بلاد العرب وهو نعمة من النعم التي أنعم الله بها على العرب ولكن لايزال العرب يعيشون بنفس العقلية قبل النفط. عقلية المستهلك لمنتجات غيره.

عندما ينتهي النفط يوما ماذا سيحل ببلاد العرب؟

لا توجد مراكز علمية ولابحثية ولا قواعد صناعية!

الأنعام خلقها الله لتأكل وتشرب وتتزاوج‘  فبماذا نفرق عن تلك المخلوقات إذا كان همنا لا يختلف عن همومها؟

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الصمت عار

فيلم Alpha

الكرد في اليمن، دراسة في تاريخهم السياسي والحضاري 1173 - 1454م لدلير فرحان إسمايل