المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف أدب

كتاب: عودة الوعي لتوفيق الحكيم

صورة
  كتاب رائع لأنه يحمل فكرة مهمة ... فكرة إعادة النظر فيما حدث...التفكير العقلاني بعيد عن العواطف والتقديس أو التدنيس للشخصيات... بل تفكير يبحث عن الحقيقة ... نعلم أن أغلب الحقائق مغيبة ...وكما قال توفيق الحكيم: " إن المهمة الكبرى لحامل القلم والفكر هي الكشف عن وجه الحقيقة" في ظل حكم ديكتاتوري يستحيل قول الحقيقة ...لكن هذا لايمنع من البحث عن الحقيقة عندما تتاح الفرصة ... وهذا ما يوضحه الكاتب: " إني لا أكتب لحساب الماضي. وإنما أنقد لحساب المستقبل" "لابد من فتح كل ملف ثورة 1952"   عنوان الكتاب رائع لأن الوعي غائب حتى اليوم...وهو بحاجة للعودة ... "ولكن هناك خسارة لا شك فيها ولا يعدلها عندى مكسب، ذلك هو ضياع وعى مصر ..... هذه الحالة العجيبة التي أصابتنا يجب أن تكون يوما محل دراسة وتحقيق" ولن يعود الوعي إلا بمعرفة الحقيقة حتى لا تتكرر الأخطاء ..   الكاتب أثار عدد من الأسئلة المهمة منها على سبيل المثال: "وفي الجملة هل ثورة 1952كانت ذات فائدة حقيقية لمصر والبلاد العربية أو أنها فترة معترضة لسيرها معرقلة لنهضتها؟ وهل كانت نظاما طبيعيا أو نظاما مصنوع

قراءة لرواية صراع حول نافذة السماء - الرحلة الأولى، لعبد الوهاب بغدادي:

صورة
  الرواية تأخذ القارئ في رحلة عبر الزمن، فيسافر مع شخصياتها إلى أعماق التاريخ، إلى فترة بناء الهرم الأكبر حيث يمتزج الخيال بالتاريخ بالأساطير... هي رواية خيال علمي، النوع الأدبي الذي لا يلق اهتمام كبير في الأوساط الثقافية العربية، رغم أن له الكثير من العشاق والمتابعين. في البداية يوصي المؤلف القارئ بقراءة النبذة العلمية والتاريخية عن الحضارة المفقودة وهرم خوفو الأكبر في نهاية الرواية، لكن تلك المعلومات يستطيع القارئ استيعابها من خلال الرواية بطريقة ذكية عبر حوارات الشخصيات. استطاع المؤلف ببراعة أن يرسم ملامح تلك الشخصيات مما يسهل تخيلها ومتابعة أحداث الرواية كشريط فيلم سينمائي. تبدأ الرواية بالفصل الذي أطلق عليه الفصل ما قبل الأول عام 2110م بمدينة السادس من أكتوبر غرب القاهرة، بحادث انفجار غريب وظهور كرة عملاقة معلقة في الفضاء. لتنتقل الأحداث في الصفحات التالية إلى العام 2135م بمنتجع الكرة المعلقة السياحي. ويبدأ الفصل الأول ليعيد القارئ إلى العام 2064 بنفس المكان حيث تبدأ فصول الحكاية. الخيال والانتقال بين الأزمنة من المستقبل للحاضر إلى الماضي رائع ويشد القارئ ليتابع الأحداث

قراءة لرواية: والله إن هذه الحكاية لحكايتي لعبد الفتاح كيليطو:

صورة
  رواية ممتعة لمن قرأ حكايات ألف ليلة وليلة لأنها تربط بطل الرواية حسن ميرو ببطل أحد حكايات ألف ليلة وليلة حسن البصري الذي أحب جنية وأخفى ثوب الريش الذي تتحول به إلى طائر، لكنها تجده ذات يوم وتغادر تحمل معها طفليها... فحكاية حسن ميرو تشبه حكاية حسن البصري إلى حد ما، وكذلك الكاتب الأمريكي يوليوس موريس...لكن الرواية لا تكتفي بهذه الشخصيات فهناك الراوي ... لتفهم حكاية حسن ميرو عليك أن تفهم حكاية حسن البصري.. وتزدحم الرواية بعناوين الكتب وأسماء الكتاب والأساطير المتنوعة... عنوان الرواية الذي يقف عنده القارئ، عنوان يحمل شيء من سحر التراث، سحر الحكايات والاصرار على حكيها...   صورة الغلاف لامرأة تطير، فما هي حكاية طيران النساء في هذه الحكايات؟ لكن الرواية لا تكتفي بحكاية الجنية التي تطير بثوب الريش بل تأخذ القارئ لحكايات أخرى مليئة بالسحر والغرائب فهناك إشارة لجازون الذي فاز بالفروة الذهبية وهي إحدى القصص الإغريقية، وإشارة أخرى لأرثر غوردون بيم ورفيقه بيتر وهما بطلا رواية لإدغار الآن بو. وهناك أسطورة الغورغون والأخوات الثلاث ذوات الشعر من الأفاعي ونظراتهن تمسخ الرائي إلى حجر ...   ويقتبس الرا

رواية: صنعاء ..الوجه الآخر للدكتور إبراهيم إسحاق

صورة
  استوقفني غلاف الرواية ...غلاف الرواية هو المدخل الأول للعمل الأدبي ...يحمل دلالات لها علاقة بمحتوى الرواية.... هنا الغلاف يهيئ القارئ لجو الرواية ...وزمنها...صنعاء في زمن محدد .. هناك دور نشر لا تشرك المؤلف في عملية اختيار صورة الغلاف ويعتمد اختيار الغلاف على عامل التسويق والترويج للرواية فيضلل القارئ لأن صورة الغلاف في الغالب لا علاقة لها بمحتوى الرواية ... لكن هنا الإبداع بدأ من صورة الغلاف الذي ينقل القارئ لزمن الرواية ... العنوان يحدد مكان العمل الروائي هنا ...ويترك للقارئ مهمة اكتشاف الوجه الآخر للمدينة... السرد مؤثر لأن اختيار أن يكون السرد على لسان الطفل بطل الرواية يجعل الحكاية أكثر تأثيرا ...   طفل لا يعرف حقيقة ما يحدث لكنه يعيش آثار تلك الأحداث التي تغير مصير عائلته ...ونعيش معه تفاصيل حياته اليومية... أبدع المؤلف ، والذي اقرأ له اول عمل، في جذب القارئ لينغمس في الأحداث التي يسردها الطفل لحياته البسيطة والتغيرات التي طرات على المدينة بعد قيام الثورة وأثر ذلك على أفراد أسرته المحسوبه على النظام السابق ... فيعدم جده ويلقى القبض على والده وعمه ...رغم أن عمه الصغير من ضباط ال
صورة
  الأرطلان طائر مغرد يتواجد في جميع أنحاء أوروبا...وأجزاء من غرب آسيا .. يتغذى ليلا ...لذلك عادة ما يتم تسمين الطيور المأسورة بالدخن عن طريق إبقائها في أقفاص في ظلام دائم...   ويبلغ طوله حوالي 6 بوصات ويزن أربع أوقيات، ولونه يميل إلى اللون الأخضر والأصفر بلمسة حمراء ياقوتية في أجزاء مختلفة في جسمه.   وتعتبر فرنسا، موطناً لأكبر تجمعات طائر الأرطلان. الطريقة التقليدية التي يأكل بها الذواقة الفرنسيون الأرطلان هي طريقة غريبة جدا، تتم بتغطية رؤوسهم ووجههم بمنديل كبير أو منشفة أثناء تناول الطائر.    يدعي البعض أن المنديل ضروري للاحتفاظ بالرائحة القصوى مع النكهة لأنهم يأكلون الطائر بأكمله في وقت واحد ... وذكر آخرون أن التقليد يفرض أن هذا التصرف يهدف - التخفي من أعين الله - بسبب هذا العمل الفاضح والمشين... وآخرون قالوا أن المنشفة أو المنديل، تخفي ببساطة وجوه الذين يبصقون العظام بعد التهام الطائر دفعة واحدة بكل أجزائه ...   وبسبب هذا التقليد العجيب، يقتل الصيادون الآلاف من طيور الأرطلان بطريقة غير شرعية سنوياً، فيما يقدر الاتحاد الدولي للمحافظة على الطبيعة أن أعداد هذا النوع من الطيور قد انخ

لم أخرج من ليلي لآني إرنو:

صورة
  كتاب مؤلم ومحزن وصادم.. أسلوب مختلف في الكتابة ... يوميات مختصرة ... ما يميز كتابات آني إرنو هو الدخول مباشرة للموضوع دون الحاجة للمقدمات... هذا الكتاب الثاني عن أمها...بعد كتاب امرأة لكن في هذه المرة تعود للمذكرات أو اليوميات التي كتبتها أثناء فترة وجود أمها في دار المسنين... فتكتب آني إرنو عن التحولات التي تحدث لأمها من يوم دخولها دار المسنين ... لكنها لا تكتب تفاصيل كثيرة ...بل كلام مختصر... تضع تاريخ واسم اليوم وأسطر قليلة ... قليل من الكلمات لزيارة تتم أحيانا مرة في الشهر أو أكثر من مرة ... العنوان هو العبارة الأخيرة التي كتبتها الأم: لم أخرج من ليلي... "إنها أمي ...ولم تعد أمي" ترصد التدهور الذي يصيب الأم ... "أعطيها قطعة بريوش باللوز، إنها عاجزة عن أن تأكلها وحدها، شفتاها ترضعان الفراغ. في تلك اللحظة أود لو تموت ، أود ألا تكون في هذا التحلل" الإحساس الذي ينتابها أنها هي أمها.. جسد أمها هو جسدها...ورفضها أن تكون هذه حال أمها... "ملامحها هي ملامحي" كل تصرف من أمها يذكرها بنفسها...بطفولتها... "إنها تطيعني بخوف" تصوير مؤلم ومحزن... "عن

قراءة لرواية المنتهكون لسمية هندوسة:

صورة
  العنوان:  يبدأ السؤال من لحظة قراءة العنوان...  المنتهكون، من هم؟ أي انتهاك ستدور حوله الرواية؟ مدخل الرواية جميل، يشد القارئ بشخصية الخير مختار الذي يرتبط معه القارئ عاطفيا. ولادة طفلته الأولى شكلت ولادة حلم بحياة جديدة ومستقبل أفضل، حلم مشرق.  وتزدحم الرواية بالشخصيات التي تتحاور وتتفاعل مع بعضها في بيئة سودانية فنغوص في التفاصيل الصغيرة والحميمة للطقوس النسوية ، والحوارات باللهجة السودانية والتي تضفي نكهة مميزة للرواية. ونجحت الكاتبة بتأثيث الرواية بكل ما هو سوداني الداية وتوزيع الحلويات، ومستلزمات السماية ومصطلحات الحياة اليومية وهموم الناس البسطاء الممزوجة بالأساطير والمخاوف. ناقشت الرواية عدد من القضايا المهمة، الانتهاكات بصور مختلفة، انتهاك الطفولة، التحرش والاغتصاب، سيطرة الثقافة الخرافية في المجتمع على ثقافة العلم والوعي، زواج الصغيرات أو بمعنى أدق بيع الفتيات ودفع أخريات لبيوت الدعارة، والظروف التي تدفع الشباب للتورط مع الجماعات المتطرفة في بيئة لا تمنح الحب والاحتضان. وتسلط الرواية الضوء على ما يسمى بالقضايا المسكوت عنها، تلك التي لا يحب أحد أن يعترف بوجودها ويهي

المكان لآني إرنو:

صورة
عمل أدبي مختلف لكاتبة فازت بجائزة نوبل للأدب... الكاتبة تتميز بكتابة تفاصيل دقيقة وعميقة لا يكتبها الكتاب عادة. الغريب وضع الحرف الأول فقط لأسماء الأماكن ... الترجمة باللغة العربية الفصحى، لكن الحوارات باللهجة المصرية تشعر القارئ بالغرابة عند تخيل شخصيات فرنسية تتحدث باللهجة المصرية .. اختيار غير موفق للترجمة ... الكاتبة تحاول تسليط الضوء على شخصية والدها ...تفسير تصرفاته والصعوبات التي عاشها وهي صعوبات تواجه الطبقات الفقيرة التي ينتمي إليها... لست متأكدة هل ينطبق على هذا النص مسمى رواية... يشبه كتابة مذكرات مختصرة ... يبدأ الكتاب بموت الوالد ...وتتداعى الذكريات التي تحاول الكاتبة تجميعها عنه... انتهت صفحات الكتاب 81 صفحة ...هل يعقل أن ذلك كل شيء!!! الكتابة مختصرة ، القارئ يتعاطف مع وضع الوالد ومجمل التعاسة التي عاشها، ويخيم شعور الكاتبة بالذنب لأنها تركت عائلتها لتنتقل للعيش في مستوى اجتماعي أفضل...مكان آخر ... عندما وصلت مرحلة المراهقة وهي مرحلة صراع نفسي... وجدت نفسها في صراع بين الانتماء لطبقة عائلتها وشعورها بالانفصال التدريجي عن تلك الطبقة، والتعليم يكسبها معرفة تعزلها عن ذلك ا

رواية أفراح القبة - نجيب محفوظ:

صورة
  هل يكفي اسم الروائي ليكون العمل رائعا؟ الرواية قصيرة لكنها غنية بالمعاني، يفسرها القارئ كيف يشاء ...   الرواية مكونة من أربعة فصول: في كل فصل نسمع صوت أحد الشخصيات الرئيسية...أي رواية متعددة الأصوات ...نسمع الحكاية من أربع وجهات نظر مختلفة، كل شخصية تحكي الحكاية من وجهة نظرها... ولأن كل شخص في الحياة يرى ويحكي ويفهم من زاوية مختلفة لهذا سنسمع الحكاية من زوايا مختلفة...   الفصل الأول الذي يحمل اسم الشخصية الأولى طارق رمضان وهو ممثل في المسرح سيلعب دور البطولة في مسرحية تحمل عنوان أفراح القبة...يؤكد الممثل أن مؤلف المسرحية عباس يحكي في المسرحية حكاية حقيقية ويعترف بجريمة قتل زوجته ...ونفهم أن المسرحية تكشف أحداث حقيقية وشخصياتها هم من العاملين في المسرح. إذا الرواية عن مسرحية، ومؤلف المسرحية كتب الواقع، ما حدث كما حدث، ويختفي. لا تكتمل الصورة أمام القارئ إلا بعد قراءة الفصل الرابع ، وهو الجزء الأجمل حيث يعرف القارئ لماذا كتب عباس المسرحية. أسلوب السرد في الرواية رائع ومدهش....الكاتب لا يصف ...لا يشرح لا يقول إلا قليلا ...يترك فراغات كثيرة لخيال القارئ ...   عند الانتهاء من الرواية وجد

قراءة لرواية كوتسيكا لغادة العبسي:

صورة
  تتناول الرواية أحداث تواجه الشخصيات على امتداد فترة زمنية طويلة من حكم الخديوي توفيق تقريبا من عام 1882، حتى قيام ثورة يوليو 1952 وبداية حكم العسكر، الذي عملوا على تشويه التاريخ السابق ووصفه بالعهد البائد... تبدأ بداية مشوقة جدا:  "جايه تعملي إيه في الدنيا يامره!!" العبارة الموجهه للوليدة الأنثى التي انزلقت للتو من رحم أمها لكف شوقة التي تعرف أن الأم تنتظر مولود ذكر يلخص كثير من ثقافة المجتمع ومكانة المرأة فيه ونظرة المرأة الدونية لذاتها ولبنات جنسها ... الرواية تتناوب فيها الفصول بين عائلة مصرية وأخرى يونانية عائلة تيوخاري كوتسيكا الذي تسرد الرواية كيف تحول لأحد أغنياء الجالية اليونانية وأنشأ أول مصنع كحوليات في منطقة طره ... عبر تلك الفصول نتعرف على الشخصيات المصرية واليونانية وظروف حياتها،أفراحها، وأحزانها،وأساطيرها، وتأثير الأحداث السياسية في تلك الفترة على حياة شخصيات الرواية.  تتناول الرواية الوجود اليوناني في مصر ووجود جاليات أجنبية أخرى وتعايش اليهود مع المسيحيين والمسلمين في بلد واحد...وأدوار تلك الشخصيات في تأسيس الاقتصاد والصناعة ودور بريطانيا لتدمير

قراءة لرواية القناق (البيت الكبير) – كامل سياريتش

صورة
رواية تتناول مرحلة تاريخية مهمة من تاريخ البوسنة، بداية أفول الحُكم العثماني في منطقة البلقان، وتنازُع السلطة مع الصرب.  فيها سرد لتفاصيل حياة أحد الإقطاعيين في بيته الكبير المسمى بالقناق على لسان أحد خِصيانه. حياة حافلة بالمُعطيات، والأحداث، والتفاعلات، والقدرة على تصوير النفس البشرية وهي في لحظة انحسار وكبد.      لا تتعرض الرواية لأحداث تاريخية حدثت في تلك المرحلة التاريخية، بل تركز على تأثير تلك الأحداث على حياة عدد من الشخصيات تعيش في بيت كبير يسمى القناق لإقطاعي تابع للدولة العثمانية مع خدمه وجواريه.      أي لا يتوقع القارئ رواية تاريخية، فالرواية تسرد مناجاة بطل الرواية الخصي الذي يناجي الحكيم الفارسي شيران، عبر كتابة مذكرات يومية، يكتب ليناجيه كل ليلة ويمحو ما يكتب ثم يكتب من جديد، لهذا تكون هناك فجوات في السرد، ربما يترك الكاتب الفرصة لخيال القارئ ليبحث ويملأ تلك الفجوات، ولكن لماذا يمحو السارد ما يكتب ليلا هل يخاف ان يطلع أحدهم على ما يكتب؟ هل تلك إشارة للحياة القلقة التي يعيشها بطل الرواية؟  تلك المناجاة الليلية تحفر في أعماق الخصي، حيث يظهر جزء من الألم والجراحات العميق