المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف خواطر

مرض التعصب

التعصب مرض عضال وداء خطير يعصف بالعقل والعاطفة والمشاعر. المتعصب يسجن نفسه وعقله في سجن ضيق ولايرى العالم إلا من ثقب صغير، يبني تصواراته عن الآخرين دون علم ويعتمد على ظنونه وأوهامه ... هناك من يظن أنه عصري ومتحضر ويكره العنصرية ويحاربها، لكن للأسف يقع في العنصرية حتى النخاع وهو يحاربها. فهو يمارس كل أنواع التعصب والتحيز والكراهية ضد من يعتبرهم عنصريين! محاربة العنصرية ليست سبب لتكون عنصري. هذا فهم خاطئ تماما... من يكره العنصرية عليه أن يكون متسامحا مع الجميع. يعمل بقوة وبإصرار لوضع قوانين تطبق على الجميع لوأد العنصرية واجتثاثها من المجتمع. يسعى من أجل قوانين تضبط العلاقات ولا تسمح بظلم أي مواطن مهما كان جنسه أو مذهبه أو انتماؤه السياسي... أما محاربة الظلم والعنصرية بممارسة الظلم والعنصرية فهو مرض عقلي يصيب الكثيرين... شفانا الله واياكم من العنصرية والتعصب وكل أنواع الأمراض العقلية والنفسية والجسدية...

من يملك الحقيقة

تلك الحكاية الرمزية  عن الفيل والعميان الأربعة... تفترض الحكاية أن  أربعة من العميان يعيشون في بلد لا يعرف الفيلة... ذات يوم يتعرفون على فيل لأول مره... كل واحد منهم يسمح له أن يمسك جزء من الفيل فيظن ان ما مسكه هو الفيل... أمسك أحدهم بخرطوم الفيل ... والثاني تحسس بطن الفيل... والثالث أمسك ذيل الفيل... بينما الرابع أمسك الأطراف الأربعة للفيل...  كل واحد منهم ظن أن ما أمسك به هو الفيل الذي سمع عنه... الحكاية تحاول تبسيط فكرة أن لا أحد يحتكر الحقيقة... لا أحد يملك الحقيقة.. فكل منا يعرف جزء من الحقيقة وليس من حق أحد أن يدعي أنه هو وحده على حق... كما أن الحوار والنقاش والسماح للآخر بعرض وجهة نظرة يجعلنا نعرف اكثر ونقترب أكثر من الصورة الكاملة للحقيقة...  وبالتالي فكل منا يمتلك جزء من الحقيقة... وتزداد معرفتنا كلما استمعنا للمصادر الموثوقة للمعرفة..

مع أو ضد؟

عادة هناك مجموعة من الناس مع جهة معينة، ومجموعة أخرى من الناس مع جهة أخرى... كل مجموعة من الناس هي مع الجهة التي ترى أنها على حق ... وهذا شيء طبيعي ولا مشكلة فيه... لكن عندما تظن كل جهة أنها تحتكر الحق وان على الجميع أن يكون معها وإلا فهم مع الباطل، هنا يبدأ الخطأ ... هنا يبدأ العداء والكره والتكفير... صدور ضيقة ... وعقول ضيقة     

صُنع في اليمن

في طفولتي شدت انتباهي السيارات بأنواعها وألوانها…وبالرغم من هذا الأمر قد لايكون في دائرة اهتمام الفتيات، كما يظن البعض،  لكن عالم السيارات كان بالنسبة لي ساحرا، فعندما أكون في السيارة أظل أتابع السيارات الأخرى واسأل عن اسمائها وأنواعها … وهكذا بدأت بحفظ اسماء أغلب السيارات التي كانت تمر أمامي ، وبدأت أفرق بين موديلانها المختلفة وكانت أسئلتي المتعددة والملحة عن أفضل سيارة وأسرعها والفرق بين أنواعها المختلفة….  من الإجابات التي كنت أسمعها ….لاحظت أن هناك سيارات يابانية ، وأمريكية ، وفرنسية ، وألمانية، وروسية، وهكذا… لاأدري لماذا كنت طوال الوقت عندي شعور أن هناك سيارة يمنية، أي صنعت في اليمن… كانت مفاجأة قاسية جدا لي عندما أكتشفت أن كل تلك السيارات التي كانت تثير أعجابي وتدهشني بجمال موديلاتها لايوجد فيها سيارة واحدة صنعت في اليمن… لم أستطع أن أستوعب الأمر وبشكل مزعج ظللت أكرر السؤال : هل السيارة المرسيدس صنعت في اليمن؟ وأتلقى نفس الإجابة: لا…المرسيدس صنعت في ألمانيا، واكرر السؤال مع كل نوع وتأتيني نفس الإجابة والتي تفيد انه لاتوجد سي