المشاركات

المرأة في القرآن

القصص القرآني يتحفنا بنموذج رائع للمرأة... ملكة سبأ ... ملكة سبأ التي تملك وتحكم، ولا تخلو من الحكمة والاستنارة مع كونها امرأة! نعم جاء هذا لقوم وفي زمن لا تزال النظرة للمرأة أنها مجرد متاع وتابع للرجل والبعض يدفنها حية...  وحديث القرآن عن ملكة سبأ  يوضح حصافتها... فهي تقول للملأ من قومها حين جاءتها رسالة النبي سليمان عليه السلام: (قالت يا ايها الملأ إني ألقي إلي كتاب كريم)   ثم استشارتهم: ( قالت يا أيها الملأ افتوني في أمري ماكنت قاطعة أمرا حتى تشهدون)   تقرأالرسالة وتطلب المشورة.. فهي ليست ملكة مستبدة برايها تفرض ماتراه هي فقط... وهذا مثال عجيب للحكم... ولكن الرجال أهل الشورى يفوضونها في التصرف... يفوضونها وهم يقولون لها اعترافا بحنكتها:  (نحن أولوا قوة وأولوا بأس شديد والأمر إليك فانظري ماذا تأمرين)   فهي عرضت عليهم اقتراحا بإرسال هدية والانتظار لما تسفر عنه تلك البعثة الودية...فضلت جس النبض أولا... وهم يذكرونها بأنهم أقوياء واصحاب باس لو ارادت الحرب لكن طاعة لها ولقناعتهم بحكمتها فهم يمتثلون لما قالت... مما يدل على استحقاقها للملك ، وربما لو كان رجل ف

هل هناك فعلا مساواة بين المرأة والرجل في الإسلام؟

تؤكد الشريعة الإسلامية المساواة بين المرأة والرجل في جميع التكاليف والأعباء الدينية في العبادات والقواعد الأساسية للدين: كالشهادة ... وإقامة الصلاة... وإيتاءالزكاة... وصوم رمضان... وحج البيت من استطاع إليه سبيلا...   إذا بكل بساطة نحن نجد المساواة بين المرأة والرجل في كافة  مظاهر العبودية لله تعالى والإمتثال لإوامره... وليس هناك مفاضلة بينهما كما في قوله تعالى: •«يا أيها الناس انا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم». مرة أخرى نفهم من الآية الكريمة أن المرأة مساوية للرجل في الإنسانية حيث يتمتعان بفطرة واحدة وسجية واحدة... وبالتالي للمرأة والرجل قدرات عقلية وفكرية متقاربة ومتشابهه.... ونفهم أيضا أن كل من الرجل والمرأة يكافئان على أعمالهما وسلوكهما وأقوالهما خيرا أو شرا دون تفريق على اساس الجنس...  وبكل تأكيد ليس هناك تفاوت بين المرأة والرجل من ناحية المستوى الإنساني في الإسلام... ولا تفضيل لأحد على الآخر إنطلاقا من امتيازات مادية، بل قد تكون المرأة المؤمنة أفضل من كثير من الرجال نتيجة

رواية موسم الهجرة إلى الشمال

صورة
رواية الطيب صالح: موسم الهجرة إلى الشمال هي من اشهر الروايات العربية ، وقد سمعت عنها الكثير. عندما قرأتها أخيرا شدتني الرواية من الصفحة الاولى. تبدأ الرواية بالحديث عند العودة إلى الوطن، وحكايات العودة للوطن يعرفها جيدا كل من غادر بلده وهزه الحنين لوطنه. فمهما كانت المغريات هناك فيبقى الحنين للوطن لا يفارق الخيال. هناك الكثير من التحليلات التي حظيت بها الرواية... هناك تحليلات متناقضة... وهناك من لم يعجبه اقحام الجنس في الرواية... لكن هذا لم يمنع تصنيف الرواية بين افضل مئة رواية في القرن العشرين... يكثر الرمز في الرواية ... النهر يتجه للشمال الشمال يمثل الغرب... السرد في الرواية اعتمد على التنقل من الخاتمة للبداية للوسط إلى البداية مجددا... لغة الرواية جميلة غنية بمفردات قوية الرواية تتحدث عن التقاء الشمال والجنوب في شخص واحد ...شخص مصطفى سعيد اعتمد الكاتب على الوصف الدقيق لبعض الأماكن في الريف السوداني...ركز على الرائحة والمناظر وبعض عادات الناس في ريف السودان... احداث الرواية تمت في مرحلة العشرينيات وحتى خمسينيات القرن الماضي... هناك مقارنة لصورة المرأة الغربية والمرأ

مع أو ضد؟

عادة هناك مجموعة من الناس مع جهة معينة، ومجموعة أخرى من الناس مع جهة أخرى... كل مجموعة من الناس هي مع الجهة التي ترى أنها على حق ... وهذا شيء طبيعي ولا مشكلة فيه... لكن عندما تظن كل جهة أنها تحتكر الحق وان على الجميع أن يكون معها وإلا فهم مع الباطل، هنا يبدأ الخطأ ... هنا يبدأ العداء والكره والتكفير... صدور ضيقة ... وعقول ضيقة     

الآخر

الله سبحانة وتعالى خلق البشر وجعل منهم قبائل وشعوبأ... والهدف أن يتعارفوا... أن يتعايشوا... مر الانسان بمراحل مختلفة حتى وصل لمرحلة التحضر، المرحلة التي يجب أن يتعايش فيها مع الآخر دون قتال وصراع... تذكر كتب التاريخ الكثير من الحروب والغزوات على مر مراحل التاريخ المختلفة... فكل الامبراطوريات والقوى الكبيرة كانت تعطي لنفسها الحق في غزو غيرها والتفوق عليه عسكريا واخضاعه لسيطرتها... وهناك حروب كثيرة كانت تنتهي بحرق الأخضر واليابس وقتل الناس قبل مغادرة ذلك البلد المنكوب والذي تعرض لغزو قوى وحشية... القتل والدمار والخراب وأسر الناس واستعبادهم كانت أمور طبيعية ومن يملك القوة اللازمة لايتوانى عن ارتكابها... يتم تمجيد الأبطال وتقديسهم وهم الأبطال الذين مارسوا الوحشية بكل أنواعها مع الآخر ... في عصرنا تكونت حدود للدول، واصبح هناك قوانين دولية ومعاهدات  دولية تعني بحفظ الأمن الدولي وحل الخلافات الدولية وتحرم اللجوء للقوة .. وبالتالي أصبح للآخر حقوق ولم تعد حريته منتهكه، لم يعد مقبول أن يكون هناك استعباد للآخرين... وبالرغم من انه لا تزال هناك بعض الانتهاكات لتلك القوانين ، ولا تزال ال

شيفرة بلال

صورة
الرواية للدكتور احمد خيري العمري  رواية رائعة كتبت بلغة بسيطة وجميلة    رواية شيفرة بلال  تتحدث عن معاناة بلال سعيد الطفل النيويوركي الذي يعاني من السرطان  ويعرف ان هناك مشروع لانتاج فيلم عن بلال الحبشي  فيتواصل مع كاتب السيناريو ليعرف قصة الفيلم لأنه سيموت قبل أن يرى الفيلم النور.. الرواية تدفعك لقراءتها حتى آخر صفحة... قد تتساءل لماذا ابطال القصة ليسوا عرب مثلا؟  وقد تكون لديك اسئلة أخرى... مثلا لمن كتبت هذه القصة؟   لكن الجميل في الأمران القصة مكتوبة بطريقة مبتكرة... طرق بعيدة عن تلك الطرق التقليدية للكتابة عن اصحاب النبي عليه الصلاة والسلام... هنا الكاتب ببراعة شديدة يعرض جزء من سيرة الصحابي بلال ويربطها بقصة اشخاص معاصرين في امريكا... يكفي هذا لتكون الرواية هي بداية للخروج عن الخط المألوف والذي بدأ يفقد متابعيه ومشجعية...   الدكتور أحمد خيري يكتب بذكاء وبحرفية لجيل مختلف ... يكتب بعيدا عن فخ التقديس للشخصيات التاريخية والذي يحرمنا من فهم تلك الشخصيات بعد ان تم وضعها في  اطر مقدسة يمنع الاقتراب منها... هنا تم التقاط بعض القيم والمفاهيم التي في قصة حياة بلال لتكون خ

المرأة العورة

ماأن تفكر في الاستماع لمحاضرة دينية إلا وتجد أفكار عجيبة وغريبة وإصرار من البعض على أن المرأة فتنة وعورة وأن أفضل شيء للمرأة ألا ترى أحد وأن لايراها أحد ولكن إذا سلمنا بهذا المنطق نجد أن الحياة لاتستقيم وتجد نفسك في حيرة فالدين جاء لتنظيم الحياة وليس لتعقيدها والأعجب أن نجد قصة مثل قصة ” خولة بنت الأزور” في كتاب القراءة للصف الخامس ولاأدري لماذا ندرس مثل هذه الحكايات للطلاب؟؟؟؟؟؟؟؟؟ تبدأ القصة بأن التاريخ خلد سيرة العديد من النساء الشهيرات ويبدأ بالحديث عن قصة بطولة الفارسة العربية الشجاعة التي رباها أخوها ضرار على الفروسية وفنون القتال وهنا أجدني أقف عن القراءة مستغربة : كيف دربها أخوها؟؟؟؟ ألم يكن يعتبر القتال عمل خاص بالرجال، وركوب الخيل وغيره ألم يستنكر أحد هذا الأمرفي ذلك الزمان؟؟؟؟؟؟؟؟؟ من هو العصري ومن هو المتخلف؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ أم أن مقولة أن المرأة لاتصلح إلا لإعمال البيت وتربية الأطفال مقولة حديثة ظهرت في عصر الظلام بالنسبة للمسلمين العصر الذي تخلف فيه المسلمون عن ركب الحضارة وأصبحو في ذيل قائمة الأمم المعاصرة خولة بنت الأزور ظهرت وقاتلت في عهد القائد خالد بن الوليد