وقفت أمام العنوان، هل هناك أكراد في اليمن ؟
مساحة ما نجهله أكبر بكثير من تلك الخاصة بما نعرفه...
نعم هناك كرد في اليمن من زمن الدولة الايوبية....
صلاح الدين الأيوبي ارسل أخاه تورانشاه إلى اليمن بثلاثة الآف جندي من الأكراد...
كانت اليمن في ذلك الزمن تعيش فترة خلافات مذهبية، وصراعات سياسية واقتصادية، بين 4 دويلات:
بني زريع في عدن...
بني حاتم في صنعاء . .
بني مهدي في زبيد ...
وشمال اليمن بيد الإمامة الزيدية ....
تلك الخلافات تتسبب بالفوضى وعدم الاستقرار وعانى السكان من ويلات الحروب المستمرة والخراب والدمار.
عبد النبي بن مهدي قام بأعمال مخالفة للشريعة في زبيد..ظلم الناس ، وسبى النساء وقطع الخطبة عن الخلافة العباسية وأعلنها لنفسه...وكان هذا سبب كاف ليرسل صلاح الدين حملة عسكرية بعد طلب الناس الإغاثة من الخليفة في بغداد ....
يحكم اليمن على التوالي عدد من الملوك الأيوبيين:
سيف الإسلام طغتكين...
الملك المعز إسماعيل بن سيف الإسلام وهذا غير مذهبه وانتقل للمذهب الاسماعيلي ، وتنتهي حياته بالقتل بسبب هذا...
الملك الناصر سيف الإسلام...
الملك سليمان بن شاهنشاه بن أيوب ...
الملك المسعود...
يذكر الكتاب أن الوحدة السياسية بين مصر واليمن تحققت للمرة الأولى على يد الملك تورانشاه، لكنه لم تعجبه الإقامة في اليمن فغادرها عام 1175م.
كان النواب يحملون الخراج من اليمن إلى مصر.
بعد موت الملك المسعود تنتهي الدولة الأيوبية في اليمن عام 1227م.
وتبدأ مرحلة دولة بني رسول من 1128حتى 1454م، والتي قامت على أنقاض الدولة الأيوبية.
ويسرد الكاتب دور الكرد تحت حكم بني رسول واستقرارهم في اليمن...
وكان آخر ملك للدولة الرسولية عام 1452م.
الفصل الاخير يستعرض منجزاتهم في اليمن ...ومساهمات الكرد الحضارية في اليمن ...
بستان السلطان في صنعاء القديمة ...يقصد به السلطان الأيوبي ...
يبدو أن التشرذم والحروب بين الدويلات هي لعنة تاريخية لم نتعافى منها بعد ...لعنة تصيب من لا يتعلم من دروس التاريخ....
التنوع العرقي في اليمن مثير للانتباه، وهو يعدو تنوع ثقافي جميل يثري ويغني الحياة الثقافية في اليمن. عكس تخيلات المتعصبين ممن يظنوا أن هناك بلد في العالم لم يختلط بغيره من الجنسيات والأعراق . هم خارج العصر وسيتجاوزهم الزمن.