أسباب اختلاف المسلمين


تضيق صدور المسلمين ببعضهم بالرغم من أنهم يؤمنون برب واحد يؤمنون به ويوحدونه ويتوجهون لنفس القبلة يوميا ولكن الخلافات والضيق من الرأي الاخر يدعو للعجب …فما هي اسباب الاختلاف بين المسلمين؟

يمكن تلخيص أهم أسباب الاختلاف بين المسلمين بما يلي:

1) العصبية العربية : وهي جوهر الخلاف الذي فرق أمر الأمة…هذه العصبية اختفت في عصر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وبعده لبعض الوقت ، ثم ظهرت في آخر عهد الخليفة عثمان بن عفان…وانبعاث العصبية العربية كان له أثره في الاختلاف بين الأمويين والهاشميين أولا ثم بين الخوارج وغيرهم….فالقبائل التي انتشر بينها مذهب الخوارج من القبائل الربعية لا من القبائل المضرية ، والنزاع بين هؤلاء وهؤلاء معروف في العصر الجاهلي لكن الإسلام أخفى هذا النزاع حتى ظهر بظهور الخوارج.
2) التنازع على الخلافة: تمت معالجة هذا الخلاف بحكمة عندما شب بين المهاجرين والانصار عقب وفاة النبي الكريم ….ولكنه تصاعد بعد ذلك حول من الأحق بها: قريش؟ أم أولاد الأمام علي كرم الله وجهه؟ أم المسلمين أجمعين؟…وهذا سبب قسمة المسلمين إلى خوارج وشيعة وجماعات أخرى.
3) اختلاط المسلمين بكثير من اهل الديانات القديمة: كان لدخول أهل الديانات الأخري في الإسلام ونقلهم لبعض افكارهم ومعتقداتهم إلى مجتمع المسلمين ، هو وراء نقل بعض المسائل الجديدة للفكر الإسلامي مثل ماوراء الكلام في الجبر والاختيار وصفات الله تعالى.
4) ترجمة فلسفة اليونان والرومان:  وهو ماأثر على علم الكلام وظهر في مجادلات المعتزلة وأهل السنة، والتي اعتمدت مجموعة من الأقيسة المنطقية والتعديلات الفلسفية والدراسات العقلية المجردة.
5) ورود المتشابه في القرآن: حيث اختلف العلماء في مواضع الآيات المتشابهات من القرآن ، وحاولوا تأويلها والوصول إلى حقيقة معناها فاختلفوا في ذلك اختلافا مبينا.
6) استنباط الاحكام الشرعية: اختلف الفقهاء حول الاحكام الشرعية وحول القواعد الأصولية التي تنبني عليها، والجدل الطويل حول المصالح المرسلة ، وحجية آحاديث الآحاد أو الأحاديث الضعيفة ، والأخذ بالعرف والعادة .
الاختلاف الذي حدث بين المسلمين الأوائل لم يتناول لب الدين وأصوله، ولم ينشأ عن ضعف في العقيدة أو شك في صدق ما يدعو إليه الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم كما يؤكد ذلك د. طه العلواني ، ولكن الخلاف كان تحريا للحق والرغبة في إصابة قصد الشارع من الأحكام وذلك بغية المختلفين …
في عصور الاجتهاد كان الأمر كذلك ، ولكن الأمر اختلف تماما في عصور التدهور والانحطاط التي بدأت بوادرها من القرن الرابع الهجري عندما بدأت الأمة تسير في مرحلة التقليد ووقعت فريسة للأهواء والعصبيات والبدع…ومن تلك الأبواب نفذ الاختلاف الذي بسببه تقاتل السنة والشيعة كما تقاتل أهل السنة فيما بينهم وخاصة بين الشافعية والأحناف والحنابلة، ثم تقاتل البعض مع المتصوفة ، وتقاتل آخرون مع من تمت تسميتهم بالسلفيين ، وتوالت حلقات النزاع وتبادل الاتهامات مرة بالتفسيق ومرة بالتكفير ومرة بالابتداع …وهو مانلمسه ونشاهده الآن وبتنا نشاهد المسلم يضيق تماما بالآخر الإسلامي بل ويعتبره العدو الحقيقي الواجب قتاله

تعليقات

  1. سوف يزول النزاع ويصير الكل فى واحد تحت راية الله الموحده

    ردحذف
    الردود
    1. بارك الله فيك فاروق فهمي
      جميل هذا اليقين
      نسال الله ان يكون هذا قريب
      أطيب تحية

      حذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الصمت عار

فيلم Alpha

الكرد في اليمن، دراسة في تاريخهم السياسي والحضاري 1173 - 1454م لدلير فرحان إسمايل