قراءة لكتاب المذكرات السياسية في اليمن لمحمد ناجي أحمد:

 قراءة لكتاب المذكرات السياسية في اليمن لمحمد ناجي أحمد:

الكتاب هو قراءة ناقدة لعدد من كتب المذكرات السياسية.

يوضح الكاتب رأيه الذي قد يخالف مؤلفي هذه الكتب، في نقاط يحددها ويذكر ما قاله آخرون في النقطة محل الخلاف.

وهو جهد يشكر عليه الكاتب، لأنه كتاب تحليلي وتوثيقي للحياة السياسية في اليمن، ويسلط الضوء على عدد من النقاط الغامضة في التاريخ السياسي اليمني، مع محاولة تصحيح ما يقع فيه الكتاب من تشويهات للتاريخ وأخطاء. قد نختلف مع المؤلف في بعض النقاط لكننا نتفق معه في الأغلب.

يتناول الكتاب الكتب التالية:

1-    حركة الأحرار اليمنيين والبحث عن الحقيقة لمحمد علي الأسودي. يصحح الكاتب ما جاء في كتاب الأسودي من اتهام للمملكة المتوكلية بالتقاعس عن تحرير الجنوب المحتل، ويذكر أن الحقيقة التاريخية هي أن الإمام يحيى لم يتوقف عن المطالبة بالجنوب حتى تعرضت قواته للقصف الذي قامت به طائرات المحتل البريطاني. كما أنه لا يوافق الأسودي في قوله إن ظهور العدنانية والقحطانية والزيدية والشافعية من ابتداع المتوكليين، ويقول أن هذه التهم هي تبرئة للدور العثماني الذي عزز الصراع الطائفي بين الشافعية والزيدية واليمن العالي واليمن الأسفل. " ويرى الأسودي أن خلق العداوة والحقد بين أبناء الشمال أنفسهم هو من صنيعة الحكم المتوكلي الذي قسم الناس إلى رعية من الدرجة الثانية وشيعة من الدرجة الأولى، والحقيقة هي أن القبائل نضير نصرتها وتأسيسها لحكم الأئمة هي التي فرضت نفسها كأنصار فوق الرعية، وحين كانت الإمامة تحاول فرض سيطرة الدولة سرعان ما تصطدم بالحقوق المكتسبة للقبائل المحاربة.

 

2-    مذكرات أحمد محمد نعمان، سيرة حياته الثقافية والسياسية، ويكشف الكاتب أن مؤلف هذا الكتاب ينسب لنفسه أعمال قام بها أخوه.

 

3-   تحت عنوان جمهورية 5 نوفمبر يقدم مذكرات الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر، ويوضح أن المشايخ استولوا على الحكم بعد أن خدعوا الناس بأن الثورة كانت من أجل تحرير الشعب رغم أن الإمام بدأ بالانفتاح ونشر التعليم، لكن المشايخ ثاروا عندما حاول الإمام مساواتهم ببقية الرعية.

 

4-   قراءة نقدية لكتاب قصة ثورة وثوار - حقائق عن ثورة 26 سبتمبر، عبد الله الراعي يحكي.

ويذكر أن الراعي ينفي خبر هروب البدر بملابس امرأة، ويبرر الراعي بأن الإعدامات بعد الثورة كانت ضرورية.

5-   قراءة نقدية في أوراق من ذكرياتي للواء حسين المسوري، ينتقد الكاتب المسوري لأنه لم يوضح ما نوع عمل والده.

 

6-   قراءة نقدية في كتاب خمسون عاما في الرمال المتحركة لمحسن العيني، ينفي الكاتب ما تردد وشاع حول المقولة الشهيرة للثلايا (لعن الله شعبا أردت له الحياة فاراد لي الموت) وينسبها للمصريين ويروي حكاية سمعها من معمري قرى العدنة الذي يحكون قصة مختلفة.

7-   مقاربة لأيام وذكريات لحسن مكي، ويرى الكاتب أن حسن مكي كان محايدا وموضوعيا في تفسيره لما حدث من خلافات بين الثوار.

 

8-   عن كتاب الثورة والنفق المظلم لعبد الملك بن محمد الطيب، الكاتب يرى أن الطيب متحيز ضد المصريين والعمري في حكاية مقتل الزبيري.

 

9-   شذرات عن مذكرات اللواء علي صلاح، ويشير الكاتب إلى ما قاله مؤلف الكتاب عن نظام الرهائن باليمن والذي هو في الأصل نظام شرقي يمتد إلى عهود سابقة، لكنه كان في عهد الاستعمار التركي لليمن من أسوأ أنظمة الرهائن مهانة، فلقد كانوا يأخذون رهائن مثلثة، اي إحدى الزوجات والبنت والأخت، ولأن في هذا النوع من الرهائن إذلالا اجتماعيا فقد قلصه الإمام يحيى إلى رهينة واحدة، وهو عبارة عن أصغر أبناء مشائخ الضمان حتى لا يفسدوا على الدولة، وكان الإمام يقوم بتعليمهم، ويأمر لهم بريال كل يوم. ويشير علي صلاح أنهم بعد الثورة وفي عهد الجمهورية كانوا يأخذوا رهائن ممن يعلن انضمامه للصف الجمهوري للتأكد من صدقه.

 

10-  إطلالة على مذكرات اللواء محمد عبد الله الإرياني، أحداث من الذاكرة، يسرد الإرياني لماذا تم نفي الفريق العمري وقصة المصور محمد الحرازي الذي قتله العمري. ويرى الإرياني أن المشائخ كان من مصلحتهم التخلص من العمري، وكذلك من مصلحة السعودية. ويشير لسبب اغتيال الحجري.

11-   قراءة نقدية في كتاب: شخصية الإمام أحمد حميد الدين ورجالات عصره للواء محمد علي الأكوع، الكاتب يرى أن الأكوع غير منصف، ويكره الإمام، ويقول أن الأكوع كان أحد الضباط الذي انقلبوا على الإمام وأمروا بإطلاق النار على القصر في تعز ورفضوا تسليم الجنود للمحاسبة وهرب إلى عدن. ويكشف الكاتب كيف يصور الأكوع الإمام أحمد بصورة مشوهة فيتعسف الحقائق التاريخية حين يتحدث عن مواجهة الإمام للثلايا بعد اعتقاله من قبل المواطنين، وتلك الحكاية المشوهة يحكيها الأكوع رغم أنه لم يحضر الحادثة وكان يومها في مصر.

كما يشير الكاتب لما قام به الأكوع عندما وضع هوامش لكتاب رحلة الإمام أحمد إلى روما والذي كتبه الدكتور جوزيبي جاسبريني، فعمد لوضع أفكاره هو ونسبها للمؤلف الإيطالي.

12-   قراءة في ثورة 14 أكتوبر اليمنية من الانطلاقة حتى الاستقلال لراشد محمد ثابت أحد قيادي الجبهة القومية، ويذكر:" على غير ما هو شائع من دور الاستعمار البريطاني في تطوير الجنوب، نجد الاحتلال أبقى عدن مجرد ميناء ترانزيت لاستقبال البضائع وتمويل السفن بالبترول والفحم، فباستثناء المصفاة، لم توجد في عدن حركة صناعية وانتاجية، والأرياف كانت بائسة بدون شبكة مواصلات وبدون تعليم  وبدون خدمات صحية ، لقد انحصر دور الاحتلال في إيجاد قدر من التطور العمراني وشبكة المواصلات داخل مدينة عدن وذلك لاستيعاب الحجم المتزايد للقوات البريطانية واحتياجاتها من النشاط الإداري على صعيد الخدمات وبناء الطرق وتوسيع الخدمة في الميناء".

13-  المطيع دماج والانتماء لقيم الثورة، يرى الكاتب أن دماج كان ضد استخدام الدين في السياسة، وكان مستوعبا لخطر توظيف الرجعية والاستعمار للدين من أجل ضرب العروبة.

14-  شذرات من كتاب دفاعا عن الحرية والإنسان لهايل منصور (كتبها الدكتور أبو بكر السقاف)

"المشكلة أننا نتشبه بالمصريين منذ عهد الفراعنة في السياسة والفساد ولا نتشبه بهم في الانتاج والثقافة"

يسرد الكاتب كثير من الاقتباسات من الكتاب لآراء الدكتور السقاف التحليلية للوضع في اليمن. " القضية اليمنية لن تحل بانتعاش الهويات الوهمية، ولكن بالسير قدما نحو هوية جامعة تحترم التنوعات لكنها لا تغرق في أوهامها"

ويختم الكتاب بعدد من المقالات التي نشرها عن الأوضاع في فترة 2011 وما بعدها. 

 


 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الصمت عار

فيلم Alpha

الكرد في اليمن، دراسة في تاريخهم السياسي والحضاري 1173 - 1454م لدلير فرحان إسمايل