فيلم قتلة زهرة القمر Killers of the flower Moon

 

ونحن نعيش الصدمة لما يحدث من جرائم يمكن وصفها بالابادة الجماعية في غزة والتي تحدث على مرأى ومسمع من كل العالم ...
يأتي فيلم قتلة زهرة القمر ...الذي تدور أحداثه الصادمة عن جرائم إبادة عرقية أيضا....
الفيلم طويل ثلاث ساعات و نصف ...لكن المشاهد يحبس أنفاسه أمام القصة المؤلمة التي يحاول الفيلم تلخيص أحداثها ...
الإبداع ظاهر في كل شيء ...طريقة سرد الحكاية وأداء مذهل لكافة الممثلين ...
يقول ليوناردو دي كابريو والذي كان سيؤدي دور رائد المباحث الفيدرالية للتحقيق في الجرائم أنه فضل أداء دور القاتل ...
 
أحداث الفيلم عن قصة حقيقية في العشرينيات من القرن الماضي وبعد أن تم طرد الهنود الحمر وتحديدا قبيلة الاوساج إلى ولاية اكلاهوما ذات التربة الفقيرة تفجر النفط هناك وهبطت الثروة على أفراد الاوساج....
 
يبدأ الفيلم برقصة والنفط يتفجر وينساب على أجساد الراقصين...
لكن المهاجرين البيض الذي لم يكتفوا بما ارتكبوه بحق السكان الأصليين لأمريكا انتقلوا طمعا في نهب الثروة الجديدة والتخطيط لسرقتها والتخلص من مالكيها ...
يظهر الفيلم ببراعة كيف يتم التخطيط لعمليات القتل التي تلفت انتباه مكتب التحقيقات الفيدرالي حديث التأسيس لتكشف التحقيقات جرائم التصفية العرقية التي تحدث ....
يؤدي دي نيرو دور نائب العمدة ...المسؤول الذي يحبه الجميع صاحب القلب الكبير الذي يمد يد العون للجميع وهو من يخطط لكل عمليات القتل ...
 
قصة الحب بين إرنست يوركهارت الذي يؤدي دوره ليوناردو دي كابريو ومولي يوركهارت وهي ثرية من الأوساج ويتزوجها ليسلبها ثروتها باتفاق مع عمه ...قصة الحب التي توضح تناقضات المشاعر البشرية وتعقيداتها...
وهل يمكن أن نحب من يؤذينا ويتسبب في هلاكنا؟
في لقاء مع المخرج سكورسيزي يوضح أنه مع طاقم العمل حرصوا على فهم عادات وأفكار قبيلة الاوساج والذهاب إلى مناطقهم وحيث سيتم التصوير للحديث معهم ...
شارك أفراد من الاوساج في الفيلم وأيضا خلف الكواليس لاظهار العادات للقبيلة وتراثهم بشكل صحيح ودقيق ...
مثل مشاهد الاحتفال بالمولود الجديد وقيمة زهرة القمر بالنسبة لهم ...وأشرفوا على التأكد من نطق الممثليين للغة الأوساج بطريقة صحيحة ...
 
ينتهي الفيلم بمشهد مسرحي يظهر فيه المخرج وهو يحكي تطورات القصة ...
هناك من انتقد الفيلم لأنه يقدم القصة من وجهة نظر القتلة لا الضحايا ...لكنني أرى عكس ذلك فالاختيار كان ذكي وأكثر تأثير وصدمة...خاصة والمشاهد يعرف من هم القتلة ويراقب كيف تنفذ الخطة بكل برود ...لأن هذا ما يحدث فعلا في الواقع الذي يحتاج المزيد من التعرية....
القصة مؤلمة وهي تحكي قصة جرائم الإبادة التي تعرض لها الهنود الحمر من قبل البيض الذي قدموا من أوروبا وظنوا أنهم أحق بالأرض وماعليها من ثروات ولم يتورعوا عن ارتكاب أبشع الجرائم ....وهو وضع مشابه لما يحدث اليوم بالاراضي المحتلة في فلسطين ...
الملفت للنظر أن تاريخ البشرية مليء بالفظائع التي تتكرر...
لكن الفيلم دفعني للتساؤل: هل بدأ الإنسان يستوعب بشاعة تلك الأعمال ويرفض أية تبريرات لها؟
 
هل ما نراه من تجاوب ايجابي مع ما يحدث في غزة من أشخاص في العالم الغربي أحد المؤشرات على أن البشرية تسير في الطريق الصحيح لرفض القتل والتعصب والتطرف رغم وعورة هذا الطريق؟
 

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الصمت عار

فيلم Alpha

الكرد في اليمن، دراسة في تاريخهم السياسي والحضاري 1173 - 1454م لدلير فرحان إسمايل