من أوراقي القديمة



وأنا افتش ملفاتي القديمة وجدت هذه المقالة والتي لم ترى النور ...كتبتها كنوع من الاحتجاج والذي احببت ان يكون ايجابيا حتى لانكون ممن يصمت عند حدوث الخطأ فنساهم من حيث  لا ندري في استمرار الأخطاء في حياتنا ...
عملت معلمة في المدرسة السعودية في روما ...كانت تجربة رائعة لكن حدث تغيير لمدير المدرسة ...
المدير السابق كان مثالا للمدير الذي يفهم عمله ويتعامل بحب وذوق واسلوب راق مع كل العاملين في المدرسة ...
لكن المدير الجديد كان مختلف تماما ...كان ابعد مايكون عن الذوق أو التعامل الراقي مع العاملين في المدرسة ...كان متغطرسا ....مغرورا متسلطا ويبذل جهد كبير للسخرية من المدير السابق مما يثبت انه يعاني من عقدة نقص...فقررت ترك العمل في المدرسة وقدمت استقالتي للمدير...
كانت المقالة ستنشر في صحيفة باللغة العربية في العاصمة الايطالية روما ...وكان الهدف منها لفت الانتباه لما يحدث في المدرسة العربية ليتمكن اصحاب الشأن من انقاذ ما يمكن انقاذه ....
لكن تم حجب المقالة بحجة ان المملكة العربية السعودية في تلك الفترة تتعرض لهجوم اعلامي في ايطاليا وليس من المناسب ان تظهر مقالة في هذا الوقت ....
صرفت النظر عن عملية النشر لكنني ارسلت المقالة لأحد المشرفين الذي كان يزور المدرسة في زيارة تفقدية وشعرت أنني ارحت ضميري ....
فيما يلي ما جاء في تلك المقالة والتي كانت  بتاريخ 2005م :  


بسم الله الرحمن الرحيم


                                          المدرسة السعودية... إلى أين؟؟                          


عملت معلمة لمادة الفيزياء  لمدة عامين دراسيين في المدرسة السعوديةقبلها كنت  أعمل في المجال التربوي منذ 17 عاما - وتركت المدرسة طوعا" بعد مرور اقل من شهرين في ذلك العام عندما شعرت باستحالة استمراري  في جو بدا لي يتنافى مع مبادئ أؤمن بضرورة توفرها في مؤسسة تعليمية وتربوية  تلعب دورا جوهريا وهاماً في تنشئة جيل سيحاسبنا الله سبحانه وتعالى إن قصرنا في واجبنا تجاهه،  ولن يغفر لنا الاستخفاف بعقول بريئة أوكل إلينا أهاليهم تعليمهم مطمئنين بأنهم وضعوا أبنائهم في أيد أمينة وهي مسؤولية خطيرة ولا شك.  
تركت المدرسة لأنني لا أرضى عما يحدث وليس لي سلطة لإصلاح ما لا أوافق عليه - خاصة في مدرسة تعمل بمبدأ لا صوت يعلو على صوت الحزب اقصد المدير الجديد صاحب السلطة الوحيدة والمطلقة  -  فلم أجد  أمامي سوى أضعف الإيمان وهو ترك العمل في وسط لا يشجع على الإبداع والإتقان ، وسط بدا لي يساوي بين المُخطئ والمصيب ويتعامل مع الجميع بأنهم متهمون ولن تثبت براءتهم. إن العمل في مدرسة ُيعين ُمديرها موظف خاص لمراقبة المعلمين ورصد  تحركاتهم يؤدي لإشاعة البلبلة وإثارة الأعصاب خاصة عندما يُفتح باب حجرة الصف الدراسي أكثر من مرة  للتأكد من تواجد المعلم داخل الصف  ويحدث هذا ببساطة شديدة أثناء حصة زمنها لا يزيد عن 45 دقيقة . لماذا ؟ لا ادري! البعض قال أنه لضبط المعلمين المتلاعبين !!!
سأسرد ما حدث في المدرسة كشاهدة عيان - وسأتجنب الحديث تماماً عما حدث لغيري حتى لا أحرج أحدا- لمن يهمه الإطلاع على ما يجري في المدرسة.
حيث بدأ العام الدراسي  غريباً نوعاً ما لأن الإدارة الجديدة استغنت عن عدد من المعلمين دون توضيح أسباب الاستغناء مما فتح الباب على مصراعيه للتأويلات والتخمينات عن أسباب ما حدث . فليس من الخطأ أن لا تجدد الإدارة عقد معلم ما، لكن الخطأ أن هذا المعلم لا يعرف إلى الآن سبب الاستغناء عنه. ، مما سبب إدخال المدرسة في قضايا كان بالإمكان تجنبها لو أن الإدارة الحالية تصرفت حسب قانون البلد الذي تتواجد فيه المدرسة.  
في البداية كان اللقاء الأول بالمدير الحالي في العام الماضي حيث أجتمع بأعضاء هيئة التدريس وألقى أوامره الصارمة وقراراته وهو بادي الغضب والانفعال الشديد وخرجنا من هذا اللقاء بتوصية واحدة فقط " من اليوم فصاعدا يمنع منعا باتا الابتسامة في وجه الطالب !! لأن التعامل الحسن مع الطالب من شأنه حمل الطالب على التمرد والعصيان والتطاول على المعلمين !!"

كان الدوام الرسمي للمعلمين لهذا العام الدراسي قد بدأ يوم الأربعاء 18/8 /2004 م، وبذلك يكون قد داوم من ألتزم بالحضور من الساعة 9 صباحاً حتى الساعة 3 عصراً دون القيام بأي عمل بانتظار تعليمات المدير الجديد التي سيعلنها خلال الاجتماع الأول مع المعلمين،  ولم يتم هذا الاجتماع إلا في يوم الخميس 2/9/2004 م دون توضيح سبب تأخير الاجتماع. وخلال الفترة   قبل الاجتماع لم تسلم الكتب للمعلمين وحدد المدير بأوامر لا تقبل النقاش أو المراجعة لكل معلم الفصول التي سيقوم بتدريسها لا أدري لماذا يتعامل المدير مع المعلمين كأنهم يشتغلون عنده وليس معه مما يسبب الشعور بالإحباط وعدم الرضا لكن الاحتجاج غير مسموح به المطلوب تنفيذ أوامر عليا فقط . وفي الاجتماع  كانت كلمات المدير صدمة للجميع لأنه ركز على عيوب ألصقها بالإدارة السابقة ووصف مستوى التعليم خلال السنتين السابقتين بالضعيف والهابط ناسياً أن طالبين من طلاب الصف الثالث الثانوي للمدرسة في أول سنة لافتتاحها حصلا على المستويين السادس والسابع علي مستوى المدارس السعودية خارج المملكة ، وفي السنة الثانية حصل طالب من طلاب المدرسة على المستوى الثاني ،  فهل نفهم من هذا  أن طلاب المدرسة لهذا العام سيحتكرون الخمسة المراكز الأولى على الأقل  بعد التطور العلمي الذي يحدث الآن في المدرسة؟؟؟؟

أكد المدير في كلمته التاريخية أن المدرسة ستقدم نموذجاً لبيئة إسلامية معاصرة حيث تم فرض زي مدرسي موحد للطلاب وآخر للطالبات  وأكد أن المدرسة لن تفرض لبس الحجاب على الطالبات أو المعلمات في المدرسة ورفض أي نقاش في هذا الأمر الذي أسماه حرية شخصية ولا أدري لماذا أصر على تسمية البيئة المدرسية بالإسلامية.هل الإسلام الحديث يستلزم تغيير ثوابت وأصول في الدين ليست مجال للجدال والنقاش ؟

أكد على إنشاء موقع للمدرسة على الإنترنت بثلاث لغات وسيتم تحديثه كل شهر، ولكن الصفحة الخاصة بالمدرسة  www.rassr.it  ، تم وضعها من قبل الإدارة السابقة وحتى كتابة هذا المقال لم تتغير أويتم إضافة شيء إليها.

أكد على إقامة فعاليات متعددة تظهر انفتاح المدرسة على المجتمع الإيطالي، مثل يوم التراث والذي سيقام عدة مرات خلال العام الدراسي حيث تحضر كل جالية الأكل الشعبي والمصنوعات الشعبية وستقام الفعالية من الساعة 9 صباحا حتى 5 مساء. وها قد قارب الفصل الدراسي الثاني على الانتهاء ولم يحدث شيء من هذا.
  
كما تم التأكيد في الاجتماع على إصدار مجلة باللغتين العربية والإيطالية وستكون ثقافية ، دينية، تاريخية وستوزع على الجامعات والمسئولين  في المجتمع الإيطالي وستوجه دعوة لعدد من المفكرين الإيطاليين  للكتابة في المجلة وشدد أنه لن يقع في نفس الخطأ الذي وقعت فيه الإدارة السابقة التي أخطأت كل الخطأ بإصدار العدد الأول من مجلة المدرسة في نهاية العام الدراسي ،  ومع اقتراب نهاية العام الدراسي  لم يصدر إلى الآن شيئاً.
ومن الأخطاء التي وجهت للإدارة السابقة استخدام الصالة الرياضية لأداء صلاة الظهر جماعة وصلاة الجمعة خلال الاستراحة لذلك لن تقام الصلاة في المدرسة حتى يتم بناء خيمة في ساحة المدرسة للصلاة ولإقامة فعاليات أخرى. الأمر الذي أدى إلى احتجاج أولياء أمور الطلبة ( في اليوم المفتوح ) على عدم إقامة الصلاة في المدرسة- خاصة وأن الطلاب الذين يستخدمون المواصلات العامة يصلون بيوتهم بعد المغرب .
الغريب في الاجتماع الأول هذا مع المدير أنه لم يتم التطرق إلى التعليمات الجديدة بشأن التدريس والتحضير للدروس ودفتر متابعة الطلاب وغيره... خاصة بعد الإعلان عن تغيير كل ما كان متبع في السابق.
كما طلب المدير من المعلمين عدم البدء بالتحضير خلال الأسبوع الأول من بدء الدراسة واعتبارها فرصة للتعرف على الطلاب ثم عدل عن هذا الرأي في منتصف الأسبوع بالطبع دون أي توضيح!!!
وتم تحديد يوم مفتوح مع أولياء الأمور بعد ثلاثة أسابيع من بداية الدراسة وحدد  يوم السبت بعد الحادية عشر صباحاً و لمدة 3 ساعات وأطلق عليه " يوم دراسي لأولياء الأمور " ، وأعلن أن اختياره ليوم السبت مع علمه بأنه يوم إجازة رسمية حتى لا يؤثر على سير الدراسة في المدرسة والمعلم الذي لن يحضر- كما قال لاحقا في اجتماع مع المعلمات -لا ينتمي للمدرسة ولا للعملية التربوية وسيحاسب على هذا ولن يقبل أي عذر ، بالرغم من توزيع تعميم للجميع كُتب في آخر بند فيه ان الإدارة ترحب بأي اقتراح أو رأي .  على كل حال لقد شرح المدير خطته التربوية لإدارة هذا اليوم  حيث سيدخل كل ولي أمر في نفس الصف الدراسي لأبنه أو أبنته ويجلس على نفس المقعد ليتعرف علي المعلمين الذين يقومون بتدريس أبنه أو ابنته والذين سيدخلون عليه تباعا يطلعه كل واحد على مؤهله وخبرته  وطريقته في التدريس ويقدم له تقريراً عن مستوى الطالب المعني . وليتم هذا الأمر ستوزع على المعلمين نماذج لتسجيل الملاحظات حول كل طالب ورصد سلوكياته وتعرض على الإدارة قبل الاجتماع بوقت كاف.  ولم ينس توجيه النقد للأيام المفتوحة التي عقدتها الإدارة السابقة وأكد أن الطريقة التي أقترحها سيكون لها صدى غير عادي عند أولياء أمور الطلاب. لكن ما حدث أن النماذج المشار إليها لم توزع على المعلمين وقبل الاجتماع بيوم واحد وزعت أوراق على المعلمين بأعداد كبيره قام المعلمون بتعبئتها حسب أعداد الطلاب لكل فصل ولكل معلم . أكتشف أحد المعلمين أن ولي الأمر في نهاية الأمر سيستلم أوراق مكرره من كل المعلمين فقامت الإدارة بسحب الأوراق وتغيير التعليمات وألغيت فكرة الصف الدراسي واستبدلت بتواجد معلمي كل مادة في صف ويقوم أولياء الأمور بالمرور عليهم حسب خطة معينة تضعها الإدارة  .  المدهش هو ما حدث يوم الاجتماع فبدا أن أولياء أمور الطلاب لم يعجبوا بالمسرحية التي كان لابد أن يشاركوا فيها وأكدوا أن الطريقة التي اتبعتها الإدارة السابقة كانت أفضل وعندما تم سؤالهم إن كانت هناك شكوى من المعلمين أبلغوا الإدارة أن شكواهم من الإدارة نفسها واحتجوا على إلغاء الصلاة ودروس التحفيظ قبل الطابور وأصروا على تغيير دكتور الفيزياء النووية....
    ولأن أعداد الحضور كانت أقل مما تم توقعه اضطرت الإدارة لأخذ توقيعات المعلمين الذين لهم أبناء يدرسون في المدرسة ليبدو عدد أولياء الأمور الذين حضروا مناسبا ( 80% من أولياء الأمور حضروا هذا ما دونته الإدارة رسميا! ).
ومما زاد الطين بله تعطل الحصص بسبب الاستعداد للاحتفال بيوم العيد الوطني . لا اعتراض على الاحتفال بالمناسبات الوطنية ولكن الاعتراض على العشوائية في تناول هذه الأمور. يفترض أن المدير قد خطط للمناسبات والفعاليات التي ستقام خلال العام الدراسي ووضع تصورات بحيث لا يكون هناك أي تأثير على الدراسة ولا تعطيل للحصص والتسبب في التأخر في تنفيذ الخطة الدراسية لكل مادة ويفترض أن يُعد هذا قبل بدء العام الدراسي ويتم التنسيق مع معلمي الأنشطة وغيرهم  منذ البداية فيتم الاحتفال بالمناسبات الوطنية دون التأثير على التحصيل العلمي للطلاب .  ولكن المدير أصدر  تعميم للجميع بان هذا أمر من الاداره وأن التدريس سيتوقف لحين الانتهاء من المناسبة. واستمرت الفوضى من خروج الطلاب من حجرة الدراسة لأداء البروفات والقصائد الرنانة .

لم توفر الإدارة أي مبلغ لشراء مايلزم لعمل الوسائل التعليمية كما كان  متعارف عليه مع الإدارة السابقة في الوقت الذي  صرح فيه بأن لدية تفويض كامل لتمويل مشروع اكتشاف المواهب العلمية لدى الطلاب ، وربما لهذا السبب عين دكتور في الفيزياء النووية بالرغم من عدم حاجة المدرسة له، ولم يعلم المدير أن الطالب لا يتحول إلى مبدع فجأة لمجرد رغبة المدير في ذلك ، وأن الخطوة الأولى تبدأ بتجهيز المختبر الذي لا يحتوي حتى على شوكة رنانة واحدة أو حتى" أميتر" لقياس شدة التيار. وإن المدرسة التي مختبرها فارغ لا يحوي المواد الأساسية الواجب توافرها وخاصة في مدرسة بحجم المدرسة السعودية سيتم تدريس المواد العلمية فيها بشكل نظري معتمدا على طريقة التلقين وتحفيظ الطلاب معلومات علمية لا يستوعبونها يتم نسيان أغلبها بعد الامتحان. وخلو المعمل من الأدوات كان مفهوماً في البداية حيث المدرسة جديدة ولم ينتهي بناء المختبر إلا في بداية الفصل الدراسي الثاني من السنة الأولى لافتتاح المدرسة وكان المتوقع أن يكتمل تجهيز  الأدوات والمعدات في السنة الثانية ، المؤسف أن ذلك لم يتم لأسباب خارجة عن إرادة المدرسة وكان الأمر متعلق بضخامة المبالغ المالية التي حددتها الشركة التي ستجهز المختبر وظل الأمر بيد السفارة السعودية.
 فقبل أن يبدع الطالب يجب أن يحب المواد العلمية ويشعر بالفضول والرغبة في المعرفة والبحث عن إجابات لأسئلة تدور في ذهنه ، ويقضي وقت أطول في المختبر،  أما الطالب الذي ينفر من المادة ولا يفهمها ويشعر أنها عبارة عن ألغاز وطلاسم ويتعلم في مدرسة غير قادرة علي تمكينه من توصيل دائرة كهربائية ( المختبر لا يحتوي حتى على أسلاك كهربائية خاصة بالمختبر ) . مدير المدرسة أراح دماغه من وجع الرأس وبدلاً من أن يتخذ خطوة للأمام للإسراع بتجهيز المختبر قام بتعيين دكتور في الفيزياء النووية. , وعندما تعالت شكاوى الطلاب من دكتور الفيزياء عالج الأمر بحكمة ُمطلقا الاتهامات جزافا بالتحريض وتأليب الطلاب. الحمد لله أن الأمر لم يصل لتهمة قلب نظام الحكم.........
تم تعيين معلمة لتدريس مادة الرياضيات للمرحلة الابتدائية - في الأسبوع الرابع من بداية العام الدراسي - و بالرغم من أن تخصصها فيزياء /كيمياء وقد أبلغت الإدارة في أول يوم أنه لم يسبق لها تدريس مادة الرياضيات من قبل ولكن الإدارة أوكلت إليها المهمة دون تردد. وتكمن المشكلة في أن تعيين المعلمين البدلاء من تخصصات مختلفة( للغة الانجليزية و الفيزياء و الرياضيات و اللغة الايطالية) تم بقرار فردي من المدير دون تكليف لجان علمية داخلية متخصصة لإجراء مقابلات لترشيح المعلمين و المعلمات. وليس سرا إذا قلت انه يوجد لجان على الورق فقط، ربما لتقديمها لمفتشي الوزارة!!!! وبسؤال المعلمين الذين تعينوا مؤخرا نعلم أن من قام بالمقابلة وتحديد المستوى هو المدير وحده!
تم استحداث تدريس مادة الحاسوب للمرحلتين الابتدائية والمتوسطة إضافة إلى مادة اللغة الإنجليزية للصفوف الابتدائية هذا العام ولكن يتم تدريس مادة الحاسوب بشكل نظري دون أن يرى الطالب جهاز حاسب واحد كما ينبغي أن يكون عليه الحال في التعليم الحديث وخاصة بعد تفريغ مختبر الحاسب من الأجهزة التي كانت فيه وتوزيعها في أماكن أخرى في المدرسة انتظارا لوصول أجهزة جديدة !، أما مادة اللغة الإنجليزية للمرحلة الابتدائية فكان المقرر أن يتم عمل اختبار لتحديد مستوى الطلاب الصغار في المادة ويتم توزيعهم في مجموعات حسب ذلك ونفس الشيء سيطبق على مادة اللغة الايطالية ، بعدها يصمم الجدول الدراسي للمدرسة بحيث يتناسب مع المستويات المختلفة للطلاب في اللغتين . هذا ما تم إعلانه لكن ما حدث فعلا هو وضع طلاب الصف الأول والثالث من المرحلة الابتدائية معا  وطلاب الصفين الرابع والخامس معا أثناء اللغة الايطالية  بالرغم من وجود طلاب لا يعرفون كلمة واحدة في اللغة الإيطالية بجانب طالبة تعتبر اللغة الايطالية لغتها الأولى فبأي طريقة  تم تحديد مستويات الطلاب؟ أم أن القول شيء والفعل شيء آخر في المدرسة؟!

استبشر أولياء الأمور خيرا بإخراج المدير لآلة الوجبات السريعة التي كانت في فناء المدرسة فقد أرهقت بطون الطلاب وجيوب أولياء الأمور. ولكن ماذا كان البديل ياترى؟؟؟  لقد تم نقل جميع ما في الآلات من الأطعمة المعلبة والمشروبات إلى أرفف مطعم المدرسة بدل الثلاجة !! فالأطعمة هي هي والمشروبات هي هي أما الأسعار فسئلوا حارس بوابة المدرسة الذي ُكلف بعملية البيع وتركت البوابة بلا بواب.  والمطعم أو المطبخ مجهز بكافة التجهيزات لمطبخ متكامل وكان المتوقع استخدامه لإعداد وجبات حقيقية وبأسعار مناسبة للطلاب وللمعلمين الذين يقضون حوالي 8 ساعات في المدرسة والبعض سيصل إلى منزله على موعد وجبة العشاء وهم بالطبع بشر يحتاجون للطعام. علما أن مكان البيع الحالي كان مسجد المدرسة لأداء صلاة الظهر جماعة - وصلاة العصر في أيام الشتاء - حتى يتم بناء المسجد. وبالطبع إلى الآن لا يزال المسجد ينتظر الإنشاء.  

قام المدير بتعيين دكتور في الفيزياء النووية لتدريس الصفين الثاني والثالث الثانوي مادة الفيزياء. بالرغم من أن المدرسة كان ينقصها معلم واحد فقط لمادة الرياضيات للمرحلة الابتدائية مما سبب في بقاء طلاب المرحلة الابتدائية دون معلم لمادة الرياضيات . ولأن المدير يتخذ قراراته دون دراسة وبشكل عشوائي ولا يحب التراجع عن قرار اتخذه فقدحاول حل الإشكال الذي تسبب فيه  بتعين أكثر من معلم للفيزياء تباعاً - بعد رفض الطلاب لدكتور الفيزياء - و حتى لايضطر لإعادتي لتدريس الفيزياء تحت ضغط أولياء الأمور والطلاب دفعني لترك المدرسة من خلال زيادة نصابي عن زملاء التخصص بشكل ملفت وواضح ، وتغيير موادي بعد مرور وقت من الدراسة من المرحلة الثانوية إلى الابتدائية بطريقة غير لائقة وغير مفهومة واتهامي بتحريض الطلاب مما دفعني لتقديم استقالتي التي كان ينتظرها بفارغ الصبرحيث أسند جدولي مباشرة لمعلمة فيزياء أتصل بها في نفس اليوم.
      
نجحت الإدارة السابقة بجعل المدرسة مكان للمعرفة وأوحت أن المعلم في المدرسة السعودية ينبغي أن يتمتع بصفات وأخلاق عالية فشجعت قيام دورات في القرآن والتجويد للمعلمات خلال فترة الاستراحة الثانية مما أفاد معلمات الصفوف الأولى لتدريس القرآن للطلاب الصغار بنطق آيات القران الكريم بشكل سليم مع مراعاة إخراج الحروف من مخارجها الصحيحة بعيدا عن اللهجات العامية . كما تم عمل ورش عمل قصيرة للطريقة الصحيحة للتحضير وكتابة أهداف الدروس بشكل صحيح ، استمر هذا العمل دون توقف حيث كانت ُتجمع دفاتر التحضير لمعلمي المادة الواحدة في يوم محدد من أيام الأسبوع بحيث لم يزد عدد الدفاتر في اليوم الواحد عن أربعة دفاتر فقط  مما يتيح متابعة دفاتر المعلمين وكتابة ملاحظات عليها في ورقة توضع داخل الدفتر والجلوس مع المعلم الذي يحتاج لمساعدة في كتابة الأهداف السلوكية إذا لزم الأمر وكانت لغة الاحترام والتقدير هي السائدة بين الإدارة والمعلم  . الآن تجمع كل الدفاتر لجميع المعلمين - 23 دفتر تقريبا - في يوم واحد من أيام الأسبوع،  فهل يجد المدير الوقت الكافي لمتابعة ما فعله كل معلم ؟ أم يكتفي بمجرد التوقيع من باب رفع العتب؟ وهل هناك أي برنامج للتدريب في المدرسة ليصب ذلك في مصلحة المدرسة نفسها؟

إن البحث عن أخطاء الآخرين ليست هي الطريقة الصحيحة لإثبات النجاح .والسؤال الذي يطرح نفسه أليس للمدرسة - وهي مؤسسة تعليمية سعود ية -   نظام إداري ثابت ومستقر ؟ أم أن الأمر يعتمد على شخص المدير الذي يقرر وحده ويخطط ويلغي هكذا دون حسيب أو رقيب ؟ وهل من التقاليد التربوية تسفيه ونسف كل ما قامت به الإدارة السابقة وإلصاق كل نقيصة بها ؟ وهل نفهم ان المشرفين التربويين التسعة الذين زاروا المدرسة خلال العامين السابقين تواطؤا مع المدير السابق ولم يكشفوا حقيقة الخلل الكبير الذي لا تمل الإدارة الحالية  عن الحديث عنه في كل مناسبة.

 إن ما يدعو للقلق أن سياسة بث الرعب والخوف في نفوس الجميع بهدف التحسين والإصلاح سيؤدي في نهاية الأمر إلى نتائج عكسية ،  فأي تعليم يرتجى من معلم لا يشعر بالأمن الوظيفي؟ إن الأجواء غير الصحية تنتعش فيها نفوس غير سليمة لها مصالح خاصة، أما مصلحة الطالب فهي آخر ما سيتم التفكير فيه، ويكون الطالب ضحية لمعلم مُحبط يشعر بالغبن فيوجه مشاعره السلبية نحو الطالب ، وبالطبع يأخذ هذا أشكال مختلفة لا مجال لسردها هنا . إن التربية بالقدوة والحب والاحترام وليست بالشدة والقسوة. ومن لا يقوم بواجبه كما يجب هو حالة فردية يستوجب التعامل معها وحدها و لا ينعكس ذلك على الجميع دون ذنب.. الإدارة الحالية تولي اهتمام كبير للشكليات والقشور وإصدار الأوامر والتعاميم دون دراسة ولا بحث  وعلى المعلمين والطلاب سرعة التنفيذ وكل ذلك على حساب المنهج والعملية التعليمية نفسها ، ويخيل للمرء أن المدرسة تحولت من مؤسسة تربوية إلى ثكنة عسكرية.  ومما يحز في النفس الاسلوب الذي يتبعه المدير الحالي في التعامل مع الجميع بفوقية واحتقار وسخرية وتعالي دون مراعاة لأية مشاعر أو أحاسيس لمعلم أو عامل في المدرسة.  كما يوحي لمن حولة بأنة الوحيد الذي يفهم ويعلم.  ناهيك عن التناقض في أقوالة فما يقوله في اجتماع ينفيه في اجتماع آخر

سأكتفي بهذا وأسال الله أن أكون قد وفقت في إيصال الرسالة وتوضيح جزء من حقيقة ما يحدث داخل المدرسة ! فالمدرسة السعودية مؤسسة تعليمية ذات صيت طيب أثبتت على الدوام نجاحها في كل بلد تواجدت فيه وهي دائما الاختيار الأول للعرب في أي بلد فيه مدرسة أو أكاديمية سعودية. ولابد من التنويه أن ما كُتب عن المدير الحالي للمدرسة لا يمثل بالضرورة حقيقة الشعب السعودي النبيل فكل من تعاملت معهم خلال عملي السابق في المدرسة خلال العامين الماضيين  من مدير ومعلمين ومشرفين تربويين يتعاملون مع الآخرين بأسلوب راقي ومتحضر وغاية في التواضع دون تجريح أو تعالي......

وفي الأخير لا بد من شكر حكومة المملكة العربية السعودية ممثلة بصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف بن عبد العزيز الذي قدم الكثير لهذا الصرح التعليمي العملاق الذي انتظرته الجالية العربية الإسلامية طويلا، ولأن القلم أمانة والله تعالى سيسألني عن كل حرف كتبته أقول لسموه: أدرك المدرسة فإنها تحتضر ....  والله من وراء القصد. 



                                                               أحلام يحيى ناصر جحاف
                                                         مشرفة تربوية لمادة الرياضيات
                                                        بكالوريوس علوم( فيزياء – رياضيات)
                                                                   ماجستير في الإدارة

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الصمت عار

فيلم Alpha

الكرد في اليمن، دراسة في تاريخهم السياسي والحضاري 1173 - 1454م لدلير فرحان إسمايل