قراءة لكتاب: اليمن تحت حكم الإمام أحمد 1948 - 1962م للدكتور: أحمد عبيد بن دغر

 

قراءة تاريخ اليمن تتطلب الإطلاع على كل ماكتب ...
وحاليا أحاول قراءة كل ما كتب حول تاريخ اليمن الحديث والمعاصر وحتى القديم.  
اليمن تحت حكم الامام أحمد هي رسالة دكتوراة للدكتور بن دغر ...
الكتاب يسرد الكثير من الاحداث للفترة الزمنية من حكم الامام يحيى حتى قيام ثورة 26 من سبتمبر في العام 1962 .. 603صفحة ...يزخر بالمراجع الأجنبية والعربية التي نشرت وتلك التي لم تنشر ..
يبدأ الكتاب من تاريخ انتهاء الحرب العالمية الأولى وسقوط الدولة العثمانية ودخول الإمام يحيى صنعاء معلنا قيام المملكة اليمنية ...
الكتاب يضع القارئ أمام تصور واضح لتلك الفترة ..الأوضاع الاقتصادية (الإنتاج والخدمات)، وطبقات المجتمع والمجتمع القبلي ...
والمذهب الزيدي ...الحياة الثقافية والتعليم ...
ملامح سياسة الإمام والمعارضة التي طالبت بالاصلاحات...
مقتل الإمام وبدء حكم الإمام أحمد ...والعلاقات الدولية في ذلك العهد ...والعلاقات مع بقية الاقطار العربية ...
الانتفاضات المتعددة ، حتى سقوط الإمام وقيام النظام الجمهوري...
العجيب أن اسلوب نظام الحكم او الطريقة التي كانت البلاد تدار بها لم تتغير كثيرا رغم تغير النظام من ملكي إلى جمهوري ...
كثير من ملامح النظام وثقافته وأساليب الإدارة لاتزال متبعة حتى اليوم ...هذه الملاحظة الأولى...
 
الملاحظة الثانية اعتماده على مصادر تنظر للمذهب الزيدي بشكل عدائي، رغم أنه يقول أن الإمام أحمد كان يصلي في مساجد تعز بحسب مذهب الشافعي. فكان على الباحث أن يكون أقل حدة في اشارته للمذهب الزيدي، لأن التاريخ يثبت أنه لم تكن هناك حرب مذهبية في اليمن في تلك الفترة. والعداء لحكم الإمام لا ينبغي أن ينسحب على المذهب. الحاكم المستبد مشكلته الاستبداد وطريقة الحكم وإدارة البلد وليس نوع المذهب الذي يؤمن به.
 
والملاحظة الثالثة مدى دقة المعلومات في الكتاب ...
تحتاج هذه النقطة لقراءة مستفيضه في تاريخ اليمن ...
لاحظت ان الكاتب جانبه الصواب في معلومات أعرفها تمام المعرفة...
في الفصل الاخير عن قيام النظام الجمهوري وتحديدا تحت عنوان تنظيم الضباط الاحرار جاء مايلي في صفحة 538:
"كان من بين أبرز المؤسسين لمنظمة الضباط الأحرار علي عبد المغني، وعبد اللطيف ضيف الله، وحسين السكري، وعلي قاسم المؤيد، ومحمد مطهر زيد، وصالح الاشول، وأحمد الرحومي، بالإضافة إلى عبد الوهاب جحاف ، الذي عقدت الاجتماعات التمهيدية في بيته. وجميع هؤلاء كانوا برتبة ملازم ، ماعدا عبد اللطيف ضيف الله ، وحسين السكري ، الذين كانا يحملان رتبة رئيس في الجيش بحسب الألقاب اليمنية حينها".
وهنا يبدو واضحا الخلط الذي وقع فيه المؤلف ...فهو يقصد يحيى ناصر جحاف وليس عبد الوهاب ناصر جحاف ...
لأن والدي رحمه الله يحيى ناصر جحاف هو من المؤسسين لتنظيم الضباط الاحرار حيث كانت الاجتماعات تتم فعلا في منزل والدي ...ووالدي ضابط لكن عمي السفير عبد الوهاب جحاف هو مدني وليس عسكري ...كان وقتها مذيع في إذاعة صنعاء ...
ويؤكد هذا الخلط الذي وقع فيه المؤلف ما ادرجه بعد اربع صفحات، عندما عندما تحدث عن الاخرين الذين شاركوا الضباط الاحرار من المدنيين وذكر منهم : عبد الوهاب جحاف .
لا ادري سبب الخلط هذا لكن في صفحة 539 يعود لذكر اسماء الضباط المؤسسين للتنظيم فيذكر يحيى جحاف ...
قد يكون الخلط بسبب المراجع التي رجع لها الباحث ...رغم ان تناقض المعلومة لم تلفت انتباهه...
كما لا حظت أن الكاتب اكتفى بسرد وتنظيم الأحداث التي استخرجها من عدد كبير من المراجع، اكتفى بالعرض دون تحليل ومقارنة لتلك الأحداث والأخبار...وكأنه ترك ذلك للقارئ.
 
على كل حال الكتاب جدير بالقراءة ويثير شهية القارئ لقراءة المذكرات والسير الذاتية التي كتبت عن تلك الفترة لتصحيح أي معلومات متداخلة ومتناقضة، لأن في كتابة التاريخ تحدث أخطاء وتجاوزات...
 




 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الصمت عار

فيلم Alpha

الكرد في اليمن، دراسة في تاريخهم السياسي والحضاري 1173 - 1454م لدلير فرحان إسمايل