هذا أول كتاب أجد فيه تفاصيل لما حدث في مرحلة حكم السلال ووجود القوات المصرية المسلحة في اليمن...
يستند الكاتب إلى عدد من الخطابات بين مشائخ القبائل اليمنية وعدد من الشخصيات التي لعبت دور في تلك الفترة ومراسلات مع سفراء عرب وسفارات أجنبية وكذلك مقالات في الصحف اللبنانية عما يحدث في اليمن...
هناك نقد وتحليل لموقف مصر في اليمن والأخطاء التي أرتكبت وكيف حاول عبد الناصر السيطرة على اليمن وكيف أدخل اسلوب التعذيب المرعب في السجون وحملة الإعدامات للمخالفين للسياسة المصرية ،أو لحكم السلال، دون محاكمات ...
" فالشعب يريد العدل بدلا عن الظلم، والعمل والبناء بدلا عن البطالة ، والأمن والاستقرار بدلا عن الإرهاب ، والمدارس والمستشفيات بدلا عن السجون، والمصانع والإصلاح بدلا عن التدمير، والإخوة والرخاء بدلا عن الفقر والاختلافات..."
" حكومة تدعي أنها تمثل الثورة، فهل الثورة لصوصية ونهب وسرقة أموال؟ وتدعي أنها تمثل الجمهورية فهل الجمهورية إرهاب وبطش وسفك دماء..."
هناك تفصيلات عن أهم الأحداث التي توضح حجم الانحراف عن أهداف الثورة مثل:
حملة العدين ، والاعتقالات الواسعة في اليمن لملاحقة كل المعارضين لسياسة السلال، ضرب بعض المناطق بالغازات في أرحب وآنس، قتل شخصيات لها ثقل اجتماعي مثل النيني وهو من مشايخ خولان الذين شاركوا ليلة الثورة، وعلي بن محسن هارون، وهادي عبسى ومحمد الرعيني وهو نائب الرئيس السلال ووزير وبعيد عن كل شبهه وتعرض لتعذيب مرعب. ومحاولة ضرب القبائل ببعضها، وإثارة العصبيات والنعرات الطائفية والمذهبية.
ثم يشرح كيف انسحبت القوات المصرية من اليمن دون أن تسلم مواقعها للجيش اليمني وهذا أعطى الفرصة للملكيين لسد الفراغ والوصول لمحاصرة صنعاء...
كثير من المراسلات توضح لماذا تكاتفت كل القبائل في اليمن ضد السلال والقوات المصرية التي هدمت البيوت وأحرقت الحيوانات ولاحقت كل المخالفين.
والمحاولات لما عرف بالقوة الثالثة في اليمن للم شمل كل اليمنيين بعيدا عن الوصاية على اليمن.
ويوضح الكاتب أن شيوخ القبائل كانوا يطالبون بحكم إسلامي، وذلك ما نصت عليه اتفاقية الطائف، إنشاء دولة إسلامية.
ويمكن فهم تلك الأفكار في ذلك الزمن.