كتاب: أضواء على طريق اليمنيين- الأطراف المعنية في اليمن لمحمد أحمد نعمان:

 


نشر الكتاب ببيروت عام 1965، الفصل الأخير أضافه بعد توقف المحادثات في مؤتمر حرض كما جاء بالغلاف الخارجي للكتاب.
لغة الكتاب جيدة لا تحمل تحيز ضد أي جهة أو مكون يمني وهذا شيء ايجابي يحسب للكاتب.
 
يشرح الكاتب الفرق بين المدرسة الابتدائية التي اسميت مكتب الأيتام والمدرسة العلمية : " فلما بدأ الأمر يستقر للإمام يحيى بعد انقضاء نحو سبعة أعوام على دخوله صنعاء أنشأ مدرسة ابتدائية داخلية باسم مكتب الأيتام ، كما أنشأ مدرسة أخرى داخلية أسماها المدرسة العلمية"
لكن تفسير الكاتب يتنافى مع كتابات من درسوا بتلك المدارس كما جاء في مذكراتهم.
ويذكر أن من خريجي مكتب الأيتام كثير من الضباط الذي شاركوا في تفجير الثورة.
في تفسيره لسبب حقد وكراهية خريجي مدرسة الأيتام لخريجي المدرسة العلمية هل يفسر سبب حقد الرئيس السلال على كثير من الشخصيات التي تم إعدامها في فترة حكمه؟
ويفصل سبب تفضيل الأحرار لولاية عهد البدر. ويستفيض في الحديث عن انقلاب 1955.
 
يضع تحليل جميل لجزء من المشكلة وسوء الفهم للقضايا الحقيقية:
" إن تجاهل الواقع لا يمكن من الفهم الذي يساعد على الحل والتمسك بالواقع، والانطلاق منه للاستمرار فيه، جمود يثبت المشكلة ويرسخها، وللاا ينتقل بنا خارج حدودها، والسبيل الأوفق في الأمر أن يستعرض الواقع على ما هو عليه ليغير هذا الواقع بهدف إزالة السوء فيه، وليس نقل سوئه من فريق إلى فريق".
 
ويوجه النقد لما حدث، وهذه خطوة جريئة وصحيحة، لأنها تدل على عقلية تحليلية صادقة تحاول فهم السبب الحقيقي للخلل بعيدا عن توزيع الاتهامات جزافا بشكل عاطفي لا يساعد على الفهم:
" لقد حاولنا القفز على الحواجز، ثم دبرنا المكائد، وانفجر البركان، يريد أن يحطم كل شيء ويسحق كل مقاوم. ثم وجدنا أنفسنا بعد ذلك نواجه جقائق وجودنا صارخة مجردة، وننظر لتناقضات حياتنا سافرة مفزعة، الحريق والدمار لأرض القبائل ، والنسف والاغتيال في المدن، وقتل العساكر للفلاحين في ماوية وشرعب، ونهب الدكاكين في الحديدة وتعز، والاعداماتللهاشميين والمعممين والكبار من القحطانيين، والصراع المخيف على اققتسام المراكز بين الزيود والشوافع. وتهامة التي تبحث عن نسب لها بين الفئات المختلفة كلها، تشكو انصراف الجميع عنها، وتضيق بالوافدين الجبالية إليها، فالحديدة لإبنائها أولا، وليعد أهل البلاد الباردة إلى الجبال. كل ذلك قد كان".
 
محمد أحمد نعمان في هذا الكتاب يثير نقطة مهمة لا يلتفت إليها الكثيرون. . المعرفة مهمة..
نعم المعرفة ...أن يعرف اليمني مشاكل كل اليمن واحتياجات المواطن اليمني في شتى المحافظات حتى لا يبقى كل طرف متقوقع على نفسه ويظن أنه يمثل كل اليمن...فكل منطقة لها مشاكلها الخاصة لكنها لا تلغي وجود مشاكل أخرى في مناطق أخرى...
الشرح الموجز لتاريخ اليمن مهم ...الفهم خطوة مهمة لمعرفة طريق الحل...ومعرفة أن سبب الاختلافات هي الجهل بحقيقة مجمل الأوضاع يعد أمر أكثر أهمية، حتى نخرج من تلك الدائرة التي لا نزال نعيش بها حتى اليوم...
 
نعم معرفة الماضي مهمة، لكن العيش اليوم هو في الحاضر المختلف كلية عن الماضي...
قد نختلف قليلا مع الكاتب في بعض النقاط ولكن الكتاب محاولة جريئة ومهمة من جانبه ومابه من أفكار وآراء قابلة للحوار حولها والنقاش والتوسع به بنفس اللغة الهادئة التي لا تلغي الآخر ولا تنسب له تهمة الخراب والدمار، والبناء على كل ذلك مهم من وجهة نظري لنخطو نحو الأمام خطوة حقيقية...
 

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

فيلم Alpha

الصمت عار

الكرد في اليمن، دراسة في تاريخهم السياسي والحضاري 1173 - 1454م لدلير فرحان إسمايل