المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, ٢٠٢١

قراءة لرواية المنبوذون ل رياض معطاس

صورة
  هناك من الروايات من تحفر في الأعماق...تحتل أماكن يصعب ازاحتها منها ... اتذكر قبل مدة قرأت رواية بعنوان: "لا تخبري ماما"، شعرت بالفزع... بالصدمة من قسوة ما اقرأ ...وبقت تلك الرواية لفترة من الزمن تؤرقني...احتجت بعض الوقت لأتخلص من تأثيرها ...   الواقع البشع المرعب يصعب تصوره ... ورواية المنبوذون من هذا النوع ...واقع قاس...شديد القسوة والصعوبة ... الرواية تقع في 175 صفحة يمكن قراءتها دون انقطاع ...هكذا حدث معي لم اتركها حتى انتهيت من آخر صفحة...وأنا أتجرع المرارة مع كل صفحة من صفحاتها... سواء كانت الاحداث والشخصيات حقيقية أو تخيلية فهي تحكي عن واقع يصعب تصوره ... نتحاشى التفكير به ..ونرفض تصديق وجوده بهذه التفاصيل ... شدتني أحداث الرواية وشخصياتها ... التي رأيتها أمامي تمتلئ حياة ...لكنها حياة لا تشبه حياتنا ...   بطلة الرواية زهرة وزوجها سالم من فئة الأخدام...الفئة التي تعيش على حافة المجتمع بلا حقوق ... ولأن عبارة الأخدام لا تليق قيل لنسميهم فئة المهمشين...التسمية الجديدة لم تغير شيء في واقعهم البائس وأصبح لهم اسم جديد ...أحفاد بلال لكن فكرة المساواة في المجتمع المسلم يبدو

قراءة لرواية الطاعون لالبير كامو

صورة
  الرواية عن مرض الطاعون الذي أصاب مدينة وهران في اربعينيات القرن الماضي.. تبدأ الرواية بملاحظة موت الفئران وهي العلامة الأولى لانتشار المرض... في البداية لا أحد يهتم بذلك رغم تزايد عدد الفئران المصابة... يصف الكاتب ماتعانيه الفئران من اختناقات ومعاناة قبل أن تموت... يعرف الأطباء انه الطاعون لكن السلطات تتردد في الاعلان عن ذلك ... عندما تزداد الاصابات بين الناس تتخذ خطوات الحجر الصحي أخيرا بعزل المدينة ومنع الدخول إليها أو الخروج منها ...   يصف الكاتب الاصابات عبر الطبيب ريو الذي يتابع الحالات ... يصف اعراض المرض وهي الاعراض نفسها التي أصابت الفئران..   في الرواية كل الشخصيات أوروبية لا وجود للعنصر العربي هي مدينة يسكنها الاوربيون ...يصفها بالقبح والبشاعة والقذارة... هناك نقاش فلسفي وديني حول الله والمرض والموت ... ودور الدين في تقبل الكارثة ... العجيب أن تنتشر بين الناس كما يذكر المؤلف حكايات عن تنبؤات بالمرض من كتب قديمة تنبأت بالكارثة وتنتشر هذه الكتب ويعاد طباعتها جميعها تتحدث عن نبؤات قائمة على حسابات رقمية عجيبة ... تشبه إلى حد كبير الكتب والافلام التي ظهرت في أيامنا هذه تتحدث

قرآءة لرواية: مسرى الغرانيق في مدن العقيق لأميمة الخميس

صورة
  عنوان الرواية غريب ...نعم هو لا يشبه عناوين الروايات ففيه سجع ومفردات غريبة ... لكن عندما تشرع بقراءة الرواية ستعرف السبب..    الرواية تحكي رحلة لمزيد الحنفي تاجر الكتب من بلدة عين التمر إلى بغداد ومنها إلى القدس ليغادرها إلى القاهرة ومنها إلى قرطبة ... تلك الرحلة في القرن الرابع الهجري ...في ذلك الزمن كانت عناوين الكتب تكتب بهذه الطريقة ...   فالرواية تدعو القارئ لدخول ذلك الزمن ابتداء من غلاف الرواية... في تلك المرحلة الزمنية من التاريخ نضج المشروع الفلسفي لدار الحكمة في بغداد... كما بدأت فيه محاولات الفقهاء لهدم ذلك المشروع... بطل الرواية "مزيد الحنفي" يترك دياره في الصحراء قاصدًا بغداد باحثا عن أجوبة لأسئلته الوجودية.      وفي بغداد يصبح عضوا في جماعة سرية تسمى الغرانيق... كل فرد فيها هو من السراة... الرواية تأخذنا لنعرف أهم ملامح تلك الفترة الزمنية ...فترة الاضطرابات والفتن ... قتال وشجار يومي في بغداد بين الحنابلة والمعتزلة...الخليفة العباسي ضعيف لا حول له ولا قوة ... فينجو بطل الرواية بحياته ويذهب إلى القدس ليجد الفتنة هناك ...كنيسة القيامة امر الخليفة الفاطم

قراءة لرواية : الديوان الاسبرطي للكاتب الجزائري: عبد الوهاب عيساوي

صورة
  رواية تاريخية جميلة ...جمالها وسحرها يكمن في الفترة الزمنية التي تدور فيها الأحداث...تثير تساؤل حول الفرق بين الاحتلال باسم الحماية والدين او باسم الحرية والتنوير ؟ حمل كل من العثمانيين والفرنسيين شعارات زائفة وكاذبة ...كل منهما اذاق الناس الذل والعبودية والاضطهاد وتسخير كل ما في البلد لمصلحة المحتل...   " ميالون إلى الاسترخاء، لا يعملون إلا والسوط فوق ظهورهم، اعتقدت دائما ان الشعوب الإفريقية والعربية لا يمكنها تحقيق مصالحها الا بالفرد الأوروبي، لا يستطيعون تنظيم حياتهم ، يجب دائما أن يكون هناك سيد ينوب عنهم ، يسير لهم حياتهم ، وهم ليس عليهم فعل شيء سوى الجد في العمل، ولكنهم بالرغم من كل هذا يجدهم أميل إلى الكسل، قانعين بحياة لا تختلف كثيرا عن حياة حيواناتهم"   لغة الكاتب تشد القارئ من الصفحة الأولى للرواية...الفترة الزمنية التي اختارها لاحداث الرواية ..رأيت نفسي هناك ..نجح الكاتب أن يضعني هناك ... شعرت بالقهر والمرارة والحزن على ابن ميار ودوجة ...فهمت دوافع الموقف الصادم للغازي كافيار المتعصب..   تظل الرواية التاريخية هي الأروع...فهي تنقل لنا الألم المخزن عبر السنين...تن

قراءة لرواية: موت صغير لمحمد حسن علوان

صورة
  العنوان بدا لي للوهلة الأولى عن موت شخص يدعى صغير ...لكن داخل الرواية وجدت عبارة مشهورة لأبن عربي: الحب موت صغير .. فالعنوان إذا مستوحى من هذه العبارة ...   الرواية طويلة لكن الكاتب نجح إلى حد كبير بجذب اهتمامي حتى آخر صفحة ... الرواية تسرد قصة حياة محي الدين ابن عربي ، فازت الرواية بجائزة البوكر لأفضل رواية عربية للعام 2017. السرد جميل، ولغة الرواية سهلة، لغة تراثية ممتعة تناسب الفترة التاريخية التي عاش بها ابن عربي 1164 حتى 1240.   الكاتب لم يرهق القارئ بالمصطلحات والمفاهيم الصوفية، واختار أن تكون الرواية عن ابن عربي الإنسان...تفاصيل طفولته، علاقاته الأسرية، صداقاته، وحياته العاطفية... افراحه، احزانه، آماله...ابن عربي الإنسان الذي يخاف ويحلم ويتألم ويخطئ، بعيدا عن التقديس أو التبخيس ...   فالرواية لاتسرد الكثير عن التصوف والسيرة الروحية لابن عربي... نجد الصراعات في ذلك التاريخ بين الموحدين والمرابطين..صراع الأيوبيين والعباسيين، والسلاجقة، كثيرة هي الحروب والفتن والصراعات التي يعيش القارئ آثارها على حياة الناس ... فاطمة التي ربته طلبت منه أن يطهر قلبه...فنعيش تلك المراحل المتعددة

الرواية التاريخية والطريق إلى التصالح مع الذات

  الرواية التي تستند لأحداث تاريخية قد تدفعنا لإعادة التفكير في تاريخنا وربما تكون سببًا لحدوث نوع من التصالح مع تاريخنا وشخوصه. نلتقي عادة مرة في الشهر لمناقشة إحدى الروايات مع مجموعة للقراءة. من الروايات التي نهتم بمناقشتها على سبيل المثال تلك التي تصل لقوائم الجوائز العربية. ومن تلك المرات كان نقاش رواية “آخر أيام الباشا”، الرواية التي وصلت للقائمة الطويلة لجائزة البوكر للعام 2020 للمؤلفة رشا عدلي. الرواية تتحدث عن شخصية الباشا محمد علي بشكل إيجابي. تقول المؤلفة التي التقينا بها عبر منصة زوم الإلكترونية: “كتب التاريخ في المدرسة تذكر الباشا بشكل سلبي وتكيل له مجموعة من التهم، فتنتج جيلًا يشعر بالنفور من هذه الشخصية التاريخية فتصوره بأنه غير عربي يكره الناس ويحتقرهم وأنه تعامل مع الناس بقسوة وفرض قوانين قاسية وتتناسى كل إيجابياته ومحاولته للنهوض بالبلاد”. تلك وجهة نظر المؤلفة قد تكون محقة وقد تكون مخطئة، ولكنها وجهة نظر تستحق الوقوف عندها… التصالح مع التاريخ كلام الروائية رشا عدلي عن روايتها التي تتحدث عن شخصية تاريخية مثل الباشا دفعتني للتفكير في علاقتنا ب

قراءة لكتاب:اليمن السعيد وصراعات الدين والقبيلة للدكتور سعود المولى

صورة
  الكاتب يحمل شهادة دكتوراة في الحضارة الإسلامية والدراسات الإسلامية من جامعة السوربون فرنسا. باحث وسياسي لبناني ... تميز الكتاب بالدقة والأمانة العلمية ... وهذا ما تفتقده كثير من الكتب التي جمعتها لفهم تاريخ اليمن...   الكتاب يعرض تاريخ اليمن قبل الإسلام، ودخول الديانات اليهودية والمسيحية لليمن ... يعرض الصراعات الدائمة والمستمرة في اليمن ... ويعرض تاريخ اليمن بعد الإسلام، خاصة تحت الحكم العباسي الذي تحولت فيه اليمن لبؤرة صراعات وتكون دويلات مستقلة عن دولة الخلافة ...دويلات متصارعة... ثم فترة الايوبيين والمماليك والزمن العثماني وحكم الزيدية ...   يركز الكتاب اكثر على تتبع المذهب الزيدي في اليمن ... فيستعرض الفرق الزيدية والأسس العقائدية والفقهية للزيدية اليوم... كما يستعرض المجتمع القبلي في اليمن والتقسيمات القبلية والتعدد المناطقي والفئوي للقبيلة ودورها السياسي تاريخيا... ويعرض مراحل الظاهرة الحوثية والتكوين العلمي والفكري والايديولوجي للحركة ... الكتاب غني بالمعلومات عن اليمن ...   ما يميزه أن الكاتب يحترم عقل القارئ ولا يمارس دور الوصاية ومحاولة توجيه القارئ والتأثير عليه عاطفيا .