المشاركات

عرض المشاركات من 2024

كتاب: عودة الوعي لتوفيق الحكيم

صورة
  كتاب رائع لأنه يحمل فكرة مهمة ... فكرة إعادة النظر فيما حدث...التفكير العقلاني بعيد عن العواطف والتقديس أو التدنيس للشخصيات... بل تفكير يبحث عن الحقيقة ... نعلم أن أغلب الحقائق مغيبة ...وكما قال توفيق الحكيم: " إن المهمة الكبرى لحامل القلم والفكر هي الكشف عن وجه الحقيقة" في ظل حكم ديكتاتوري يستحيل قول الحقيقة ...لكن هذا لايمنع من البحث عن الحقيقة عندما تتاح الفرصة ... وهذا ما يوضحه الكاتب: " إني لا أكتب لحساب الماضي. وإنما أنقد لحساب المستقبل" "لابد من فتح كل ملف ثورة 1952"   عنوان الكتاب رائع لأن الوعي غائب حتى اليوم...وهو بحاجة للعودة ... "ولكن هناك خسارة لا شك فيها ولا يعدلها عندى مكسب، ذلك هو ضياع وعى مصر ..... هذه الحالة العجيبة التي أصابتنا يجب أن تكون يوما محل دراسة وتحقيق" ولن يعود الوعي إلا بمعرفة الحقيقة حتى لا تتكرر الأخطاء ..   الكاتب أثار عدد من الأسئلة المهمة منها على سبيل المثال: "وفي الجملة هل ثورة 1952كانت ذات فائدة حقيقية لمصر والبلاد العربية أو أنها فترة معترضة لسيرها معرقلة لنهضتها؟ وهل كانت نظاما طبيعيا أو نظاما مصنوع

عن كتاب: الحياة التي عشت الجزء الأول لمحمد عبد الله الفسيل

صورة
  بدأ الكاتب سيرته الذاتية بمدخل متميز، اختار فقرة من رواية 1984 لجورج أوريل... هي المرة الأولى التي أجد كتاب لسيرة ذاتية بمدخل رائع كهذا.. المدخل فيه إشارة لمن لا يكتفي بتغيير الحاضر وتشويه المستقبل لكنه يغير الماضي ويضع له اسماء جديدة ويحذف منه اسماء قديمة...هذه العبارات جاءت معبرة فعلا عما يحدث في الكتابات الرسمية برعاية الدولة في اليمن وما يحدث فيها من تشويهات للماضي ورموزه... في هذا الكتاب وجدت الكاتب أكثر انفتاحا من آخرين تحفظوا كثيرا عن ذكر كثير من الحقائق فجاءت كتاباتهم لا تحوي شيء مهم ... يسهب في ذكر الخلافات بين مكونات الأحرار وخاصة الزبيري والنعمان ويذكر جزء من أسبابها ....   يكتب تعليقات وتوضيحات لما جاء في كتابات كتاب آخرين عن وقائع يرى أنهم كتبوها بطريقة غير صحيحة من وجهة نظره ... لأول مرة أجد كاتب يستطيع بحرية التعبير عن مسائل يخفيها غيره مثل مواضيع العنصرية الخاصة بالشوافع والزيود والقحطانيين والهاشميين رغم أهمية الكتابة عن كل المواضيع دون تحسس لأنها جزء من الواقع الذي يحتاج لصراحة وصدق حتى تدور حوله النقاشات بهدف الإصلاح والتغيير الحقيقي ...   دخل السجن لأنه كتب كتاب ج

قراءة لرواية صراع حول نافذة السماء - الرحلة الأولى، لعبد الوهاب بغدادي:

صورة
  الرواية تأخذ القارئ في رحلة عبر الزمن، فيسافر مع شخصياتها إلى أعماق التاريخ، إلى فترة بناء الهرم الأكبر حيث يمتزج الخيال بالتاريخ بالأساطير... هي رواية خيال علمي، النوع الأدبي الذي لا يلق اهتمام كبير في الأوساط الثقافية العربية، رغم أن له الكثير من العشاق والمتابعين. في البداية يوصي المؤلف القارئ بقراءة النبذة العلمية والتاريخية عن الحضارة المفقودة وهرم خوفو الأكبر في نهاية الرواية، لكن تلك المعلومات يستطيع القارئ استيعابها من خلال الرواية بطريقة ذكية عبر حوارات الشخصيات. استطاع المؤلف ببراعة أن يرسم ملامح تلك الشخصيات مما يسهل تخيلها ومتابعة أحداث الرواية كشريط فيلم سينمائي. تبدأ الرواية بالفصل الذي أطلق عليه الفصل ما قبل الأول عام 2110م بمدينة السادس من أكتوبر غرب القاهرة، بحادث انفجار غريب وظهور كرة عملاقة معلقة في الفضاء. لتنتقل الأحداث في الصفحات التالية إلى العام 2135م بمنتجع الكرة المعلقة السياحي. ويبدأ الفصل الأول ليعيد القارئ إلى العام 2064 بنفس المكان حيث تبدأ فصول الحكاية. الخيال والانتقال بين الأزمنة من المستقبل للحاضر إلى الماضي رائع ويشد القارئ ليتابع الأحداث

وداعا جوليا

صورة
  وداعا جوليا فيلم سوداني من إخراج محمد كوردفاني فيلم رائع بامتياز... لماذا؟ يقدم قصة درامية باحترافية، تنساب أمام المشاهد الأحداث وتشده لمتابعتها ... لا بطل رئيسي للفيلم ، بل كل الشخصيات تلعب دور البطولة، حكايات كل الأشخاص تسير جنب بعضها، ونفهم دوافع كل شخصية وخلفياتها....هكذا نفهم كيف كل شخصية يمكن أن تكون الجاني والضحية في آن معا..   المجتمعات التي تسير باتجاه التفكك نعرف أن ذلك يعود لمجموعة من قناعات غرست عبر أجيال طويلة فجعلت من البعض عدوا للآخر ... وهكذا يعيش في بلد من يكن الكراهية للآخر لأن تلك القناعات والمواقف توارثها جيل بعد جيل... الفيلم لايدين جهة ويبرئ أخرى بل يقدم الحقيقة كما هي دون تجميل أو تبرير ... ربما إيمانا من المخرج كاتب قصة الفيلم أن الحقيقة هي من يعالج ويشفي الجروح لأن تراكم الأكاذيب والتشويهات يزيد من عمق مشاكل المجتمعات ويذهب بها بعيد عن أبواب الحل والخروج من جحيم الواقع الذي تعيشه...نعم لاشيء يعالج مثل الحقيقة ... أداء الممثلين يبدو تلقائي ومقنع وتم اختيارهم بعناية...   أظهر الفيلم العلاقات بين الناس من شمال السودان أو العرب والجنوب أو ما يطلق عليهم العبي