عن كتاب: الحياة التي عشت الجزء الأول لمحمد عبد الله الفسيل

 

بدأ الكاتب سيرته الذاتية بمدخل متميز، اختار فقرة من رواية 1984 لجورج أوريل...
هي المرة الأولى التي أجد كتاب لسيرة ذاتية بمدخل رائع كهذا..
المدخل فيه إشارة لمن لا يكتفي بتغيير الحاضر وتشويه المستقبل لكنه يغير الماضي ويضع له اسماء جديدة ويحذف منه اسماء قديمة...هذه العبارات جاءت معبرة فعلا عما يحدث في الكتابات الرسمية برعاية الدولة في اليمن وما يحدث فيها من تشويهات للماضي ورموزه...
في هذا الكتاب وجدت الكاتب أكثر انفتاحا من آخرين تحفظوا كثيرا عن ذكر كثير من الحقائق فجاءت كتاباتهم لا تحوي شيء مهم ...
يسهب في ذكر الخلافات بين مكونات الأحرار وخاصة الزبيري والنعمان ويذكر جزء من أسبابها ....
 
يكتب تعليقات وتوضيحات لما جاء في كتابات كتاب آخرين عن وقائع يرى أنهم كتبوها بطريقة غير صحيحة من وجهة نظره ...
لأول مرة أجد كاتب يستطيع بحرية التعبير عن مسائل يخفيها غيره مثل مواضيع العنصرية الخاصة بالشوافع والزيود والقحطانيين والهاشميين رغم أهمية الكتابة عن كل المواضيع دون تحسس لأنها جزء من الواقع الذي يحتاج لصراحة وصدق حتى تدور حوله النقاشات بهدف الإصلاح والتغيير الحقيقي ...
 
دخل السجن لأنه كتب كتاب جمع فيه آراء متنوعة حول الإمام أحمد ونشر الكتاب الذي حمل عنوان: الرجل الشاذ ...
لم يعدم لكنه بقي في السجن لفترة طويلة ...
يذكر كيف ارسل الأحرار رسائل استعطاف واعتذار للإمام فخرج بعضهم لكن رسائل وأشعار الاستعطاف التي أرسلها لم تغفر له بسبب ما جاء في كتابه ...
 
يذكر بوضوح دور المخابرات المصرية وعبد الناصر في التخطيط للثورة لقلب نظام الحكم بعد الخلاف بين عبد الناصر والإمام أحمد ودور البيضاني المدمر في بداية الثورة ...
الجزء الأول من مذكرات الكاتب مكون من 17 فصلا ...ينتهي هذا الجزء بخطاب الإمام البدر وتفجير الثورة ...
 

 

تعليقات

  1. Thanks for another fantastic post. Your expertise shines through brilliantly.

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الصمت عار

فيلم Alpha

الكرد في اليمن، دراسة في تاريخهم السياسي والحضاري 1173 - 1454م لدلير فرحان إسمايل