الرواية مؤثرة ومؤلمة لأنها تعكس واقع الناس في بلدة أفريقية ساحلية في شرق أفريقيا دون تسميتها.
الرواية تسرد جزء من حياة حسان الذي يعيش طفولة تعيسة في عائلة فقيرة حيث يترافق الفقر والعوز مع السقوط في الرذيلة والإدمان....
يشعر القارئ بالمرارة وهو يتابع تفاصيل حياة حسان التي يمر عليها الكاتب سريعا بما يشبه غرس خنجر في القلب...
تفاصيل
طفولة حسان وهو في الخامسة من عمره حيث يتعرض للضرب بطريقة وحشية مع أخيه
الأكبر سنا من أب سكير وأم مهزومة ومشاعر الذنب بعد وفاة أخيه متأثر
بالحريق لأنه لم يتمكن من انقاذه...
تدفعه أمه للخروج
من البلدة لتحقيق طموحه بحياة أفضل ودخول الجامعة عبر الاتصال بخاله الذي
يعيش في نيروبي والذي حرمها نصيبها في الميراث، لكنه يتعرض للطرد بعد أن
يقع في حب ابنة خاله...
عبر حكاية حسان وظروف عائلته
يلخص الكاتب حقيقة وحشية الاستعمار الاوروبي لأفريقيا وما خلفه من فقر
وفساد ومعاناة لشعوب تلك البلاد...
"تاريخنا
المشحون بالتعسف وسوء المعاملة والجور والطغيان الذي مورس على الأفارقة
بتحالف من العرب والهنود والاوربيين، كان من السذاجة التوقع لأن تسير
الأمور على نحو مغاير"
ويعرج لتورط والد حسان بخطف الاطفال وبيعهم عبيد وارسالهم لبلاد الخارج العربي، وكذلك ماساة اغتصاب الاطفال...
كما
يلمح الكاتب لحقيقة افتتان بعض أفراد شعوب الدول التي عانت من الاستعمار
ببلاد المستعمر والتعبير عن كراهيتهم لأبناء بلادهم وتعبيرهم عن مشاعر عقد
النقص تجاه دول أوروبا ومنتجاتها الصناعية وإحساسهم بالمرارة لكونهم مجرد
مستهلكين لما تنتجه الدول الصناعية...
الرواية تذهب
أيضا لفساد الحكومات التي تستلم الحكم بعد خروج قوات المستعمر والتي تعمل
على تدمير الوحدة الوطنية لغرض إحكام قبضة الحاكم على الناس، فهو لا يهتم
عبر حكوماته بتحسين حياة الناس...ويتضح هذا في الرواية من وضع المستشفى
الذي لا وجود لسرير لجدة حسان التي يتم اسعافها حيث لا سرير ولا طبيب ،
الطبيب الوحيد بالمستشفى مشغول بمرافقة رئيس البلد ...
تنتهي الرواية بمغادرة حسان لبلاده بحثا عن حياة أفضل...