سألت صديقتي الجنية عن حالها، أجابت بأنها على مايرام.
- لكن شكلك يقول أنك لست كذلك!!!
ابتسمت:
- أشعر بالضيق من طلبات السماح والمسامحة التي تنتشر في المواسم...هذه الأيام أغلب مجموعات الواتس اب فيها نفس الطلب... "في هذه الأيام المباركة اطلب المسامحة من الجميع عن كل ما بدر مني وأنا سامحت الجميع في حقي من اليوم إلى يوم اللقاء بين يدي الرحمن الرحيم ...."
وزمت شفتيها بامتعاض...
- وما الذي يزعجك في هذا؟ خطوات طيبة من الناس ...
تعالت ضحكتها:
- السطحية والغباء تثير أعصابي ...خاصة لما توصل لي هذه من صياد ...
- صياد شخصيا؟
- تعرفي صياد مزعجة ...مؤذية ما تخلي لأحد حاله ...طول السنة تدي لش الجنان ...وبعدها ببساطة ترسل في مجموعة "الخباير المدلوزات " سامحوني أنا سامحتكم...
- طيب ماعد تشتي ...ما اتخيلتش أنا ان صياد هذه بتطلب السماح ...
- يا حاليه اللي يطلب السماح من الناس معناها مخلوق من مخلوقات الله الحساسة ...التي لاتؤذي الآخرين وإذا حدث وأخطأت في حق أحدهم تذهب له شخصيا وتعترف بالخطأ وتبدي الأسف لما بدر منها وتطلب السماح ...
- لكن هناك من يصعب عليهم الاعتراف بالخطأ
- هذا النوع والكل صعب يوقف قدامش ويعتذر لكن تصرفاته وأسلوب تعامله تعبر عن ذلك...لكن سامحونا لأننا نستعد للي بعده ...هذا كلام فاضي لا قيمة له ...
- أوف لا تخليش قلبش اسود ...تسامحي مع الجميع اليوم دنيا وغطوه آخره ...
- مش معقول حتى انتي بتفكري مثلهم ...
صياد هذه قد سامحتها لوما تعبت ...وهي لا تتغير ولا تتوقف عن الأذية...
لازم تطبزش بكلمة تفحرش...لازم تخليش قدام الناس وتبدأ تنتقد شكلش ولبسش وتنكت عليش على أساس دمها خفيف ...ولما تزعلي تطلعي أنتي الحقودة والشوعة وصاحبة القلب الأسود وهي الطيبة صاحبة القلب الأبيض اللي تنسى بسرعة ...تخبص وتنسى واللي حولها يؤيدوا تصرفاتها لأنها كثيرة هدار ومجاد وتحلف دائما أن قلبها أبيض وما تقصدش تزعل احد بس انتوا اللي بتفهموا غلط ...
- لا لا ...احنا عندنا الوضع مختلف ...في عالم الأنس مابش حركات الجن هذه ...وأعوذ بالله من صياد وطباعها ..
عندنا اللي مثلها يقولوا عليه: حقه حق وحق الناس مرق ...
بردي على قلبش ودعممي...
*****
حدثتني صديقتي الجنية عن خوفها من الموت ...
وصلها فيديو على الواتساب من ناصحة تحذرها بأنها لو ماتت وهي تضع على أظافرها الطلاء الاكريليكي فلن يكون وضعها جيدا ...
ستكون في ورطة حقيقية ...
كان التحذير شديد اللهجة بأن لحظة تغسيلها بعد الموت لن تتمكن المغسلات من إزالة ذلك الطلاء ...
والذي لايمكن إزالته إلا في صالون التجميل ...
أي خزي وعار ستحمله يوم العرض الكبير على الله شديد العقاب...
ستكون فضيحتها كبيرة وعلى الملأ ...
فلتحرص قبل الموت على عدم الوقوع في هذه المعصية ولا تستهين بالموضوع...
لأنها قد تموت موت مفاجئ في أية لحظة وتكون فضيحتها يوم القيامة بجلاجل...
لم أعرف فعلا ما أقول لها ...اكتفيت بالدهشة والعجب ...
على صديقتي أن تخاف من يوم القيامة بسبب طلاء لكن هل يصل ما يذكر الفاسدين ومن يحولوا حياة الناس على الأرض إلى جحيم حقيقي...هل يصلهم ما يذكرهم بيوم العرض الكبير
أم أن الفضيحة مقتصرة على أظافر صديقتي التي أصيبت بحالة نفسية من شدة الرعب ...
*****
حكت لي صديقتي الجنية عن الموقف الذي تعرضت له في مطار بلادها:
- أول غرفة للتفتيش عند باب المطار ...شرطية مقززة سألتني مسافرة؟
رديت عليها مبتسمة: بذمتش هذا سؤال!!
فردت بحدة: تشتي الصدق أنتي تافهة
قيل أن الشرطية من الأمن المركزي...
سألت أين المسؤول أو مدير المطار...فجاء شخص قمة في الأدب والأخلاق أعتذر نيابة عنها ..
عندما سألها كيف تتصرف هكذا ...صرخت كالمجمنونة بأنني زناطة وتافهة...
مفهوم أن المسؤول الأمني يحق له إهانة المواطن مرفوضة..
الشرطة والأمن لخدمة المواطن لا لإهانته أو تعذيبه ...