المشاركات

عرض المشاركات من ديسمبر, ٢٠٢٢

إخفاء العمر عند الرجال والنساء

إخفاء العمر لدى الأسلاف لم يكن ديدن المرأة وإنما هو مما يستحب للرجل ، نعم للرجل وليس للمرأة !!! فهاهما بيتين من الشعر العربي القديم تقريباً ، لابن الجوزي ، وهما على شكل وصيّة أو نصيحة للرجل : احفظْ لسانك ﻻ تبحْ بثلاثـةٍ            سنٍّ ومال ما استطعْتَ ومذهبِ فعلى الثلاثة تُـبتلى بثلاثــةٍ            بمُكــفِّــر و بحاســــدٍ و مُكَــذِّبِ هنا نلاحظ إباحة إنكار العمر الحقيقي بنصٍّ جذوري قانوني عُـرْفي ، والمنكِـر لا يُـنْـكَـرُ عليه أبداً !   قال ابن الجوزي في صيد الخاطر : (وكتمان الأمور في كل حال فعل الحازم ، فإنه إن كشف مقدار سِـنِّه استهرموه ( رأوه هرماً ) إن كان كبيرا، واحتقروه إن كان صغيرا، وإن كشف ما يعتقده ( يقصد مذهبه وملّته ) ناصبه الأضداد بالعداوة ، وإن كشف قدر ماله استحقروه إن كان قليلا، وحسدوه إن كان كثيراً) ، ثم ذكر البيتين من الشعر ...   و قال ابن بشكوال (المتوفى: 578 هـ) في كتابه الصلة في تاريخ أئمة الأندلس ص 326 : وقرأت بخط أبي الحسن بن الإلبيري المقرىء قال: سألت القاضي أبا زيد عن سنه؟ فقال: لا أعرفك بسني، لأني سألت أبا عبد الله محمد بن منصور التستري عن سنه فقال: لي

المرأة وصناعة السلام

هل اختفى السلام من حياتنا لأن المرأة أختفت من الحياة العامة واقتصر دورها في الغالب على ممارسة دور الزوجة والأم؟  يبدو أن الحياة لا تستقيم عندما يتصدر المشهد جنس الذكور فقط، الحياة تستلزم أن يلعب كل من الجنسين دوراً في هذه الحياة، لأن أدوار النساء والرجال هي في الأساس تكاملية على هذا الكوكب.   من منا لم يسمع بالمثل الشعبي الشهير: " لولا سعيدة لبيت ردم مازد بقي ردمي" ... قصة المثل تحكي عن امرأة حكيمة تدعي سعيدة، كانت تعيش في منطقة بيت ردم، وحدث ذات يوم أن اختلف رجال القرية وتطور الأمر للمواجهة بالاسلحة، لكن سعيدة شعرت بالقلق لعلمها أن القتال بين الطرفين سيؤدي لا محالة لمذبحة عظيمة، فقررت أن تحول دون وقوع ذلك، فصرخت محذرة لقومها بأنها رأت عسكر الترك يقتربون من القرية، فخاف الرجال على حياتهم من تعسف عساكر الترك فتفرقوا، وبهذه الحيلة أنقذت سعيدة حياة رجال قرية بيت ردم، أدرك أهل القرية ماقامت به سعيدة...فخلدوا ما فعلته تلك المرأة الحكيمة وصانعة السلام بمثل شعبي ... شاع ذلك المثل حتى يومنا، ولم يكتف أهل القرية بذلك بل أطلقوا اسمها على بئر شهيرة في القرية لاتزال تحمل اسمها تكريما ل

قراءة لرواية القناق (البيت الكبير) – كامل سياريتش

صورة
رواية تتناول مرحلة تاريخية مهمة من تاريخ البوسنة، بداية أفول الحُكم العثماني في منطقة البلقان، وتنازُع السلطة مع الصرب.  فيها سرد لتفاصيل حياة أحد الإقطاعيين في بيته الكبير المسمى بالقناق على لسان أحد خِصيانه. حياة حافلة بالمُعطيات، والأحداث، والتفاعلات، والقدرة على تصوير النفس البشرية وهي في لحظة انحسار وكبد.      لا تتعرض الرواية لأحداث تاريخية حدثت في تلك المرحلة التاريخية، بل تركز على تأثير تلك الأحداث على حياة عدد من الشخصيات تعيش في بيت كبير يسمى القناق لإقطاعي تابع للدولة العثمانية مع خدمه وجواريه.      أي لا يتوقع القارئ رواية تاريخية، فالرواية تسرد مناجاة بطل الرواية الخصي الذي يناجي الحكيم الفارسي شيران، عبر كتابة مذكرات يومية، يكتب ليناجيه كل ليلة ويمحو ما يكتب ثم يكتب من جديد، لهذا تكون هناك فجوات في السرد، ربما يترك الكاتب الفرصة لخيال القارئ ليبحث ويملأ تلك الفجوات، ولكن لماذا يمحو السارد ما يكتب ليلا هل يخاف ان يطلع أحدهم على ما يكتب؟ هل تلك إشارة للحياة القلقة التي يعيشها بطل الرواية؟  تلك المناجاة الليلية تحفر في أعماق الخصي، حيث يظهر جزء من الألم والجراحات العميق