إخفاء العمر عند الرجال والنساء


إخفاء العمر لدى الأسلاف لم يكن ديدن المرأة وإنما هو مما يستحب للرجل ، نعم للرجل وليس للمرأة !!!
فهاهما بيتين من الشعر العربي القديم تقريباً ، لابن الجوزي ، وهما على شكل وصيّة أو نصيحة للرجل :
احفظْ لسانك ﻻ تبحْ بثلاثـةٍ            سنٍّ ومال ما استطعْتَ ومذهبِ
فعلى الثلاثة تُـبتلى بثلاثــةٍ            بمُكــفِّــر و بحاســــدٍ و مُكَــذِّبِ
هنا نلاحظ إباحة إنكار العمر الحقيقي بنصٍّ جذوري قانوني عُـرْفي ، والمنكِـر لا يُـنْـكَـرُ عليه أبداً !
 
قال ابن الجوزي في صيد الخاطر :
(وكتمان الأمور في كل حال فعل الحازم ،
فإنه إن كشف مقدار سِـنِّه استهرموه ( رأوه هرماً ) إن كان كبيرا، واحتقروه إن كان صغيرا، وإن كشف ما يعتقده ( يقصد مذهبه وملّته ) ناصبه الأضداد بالعداوة ،
وإن كشف قدر ماله استحقروه إن كان قليلا، وحسدوه إن كان كثيراً) ، ثم ذكر البيتين من الشعر ...
 
و قال ابن بشكوال (المتوفى: 578 هـ) في كتابه الصلة في تاريخ أئمة الأندلس ص 326 :
وقرأت بخط أبي الحسن بن الإلبيري المقرىء قال:
سألت القاضي أبا زيد عن سنه؟ فقال:
لا أعرفك بسني، لأني سألت أبا عبد الله محمد بن منصور التستري عن سنه فقال:
ليس من المروة أن أخبرك بسني، فإني سألت شيخي عبد الله بن عبد الوهاب الأصبهاني عن سنه فقال:
ليس من المروة أن أخبرك بسني، فإني سألت شيخي أحمد بن إبراهيم بن الصحاب عن سنه. فقال:
ليس من المروة أن أخبرك بسني، فإني سألت المزني عن سنه فقال:
ليس من المروة أن أخبرك بسني، فإني سألت الشافعي عن سنه. فقال:
ليس من المروة أن أخبرك بسني، فإني سألت مالك بن أنس عن سنه. فقال لي:
ليس من المروة أن أخبرك بسني. إذا أخبر الرجل عن سنه، إن كان كبيرا استهرم، وإن كان صغيرا اسـتـحـقـر.
وقرأت البيت الثاني منهما على النحو التالي :
فعلى الثلاثة تبتلى بثلاثـــةٍ                  بممــوِّه ومخـرِّف ومكــذِّب
 
وروى ابن العماد الحنبلي في شذرات الذهب قصة البيتين على نحـوٍ ممٍاثل ،آخـر قال عند ترجمة القاضي ابي عبد الله المقّـري( ت 761 هـ ) أن ابا الحسن بن مؤمن سأل أبا طاهر السِّـلفي عـن عُمُره فقال له :
أقبلْ على شأنك ، فإني سالت ابا الفتح بن رويان عن سِـنِّهِ فقال :
أقبل على شأنك فإني سألت علي بن محمد اللبان وهو سأل أبا القاسم حمزة بن يوسف السهمي ، وهو سأل أبا بكر محمد بن عدي المنقري ، وهو سأل أبا اسماعيل الترمذي الذي سأل الشافعي ، والشافعي سأل الامام مالكاً بن أنس الاصبحي ، إمام دار الهجرة ، فقال :
أقبلْ على شأنك ، ليس من المروء ة للرجل أن يخبر عن سنِّه ، وأنشد لبعضهم البيتين المذكوريْن آنفاً .
 
وتعليقنا هنا بلغة الجذور :
جواز الانكار انما لعلّــة شرعية ، خلال الفتن وما شابهها ، وحين يرى الرجل ان اعلانه لبعض خصوصياته يشكل خطرا عليه ، وهو للرجل خاصة ، وليس للمرأة ..( لا حظوا العنصرية يحق للرجل دون المرأة)
إذن يبقى التدليس إنْ فَعَـلَـتْـهُ المرأةُ مُحَـرّما ً، ولا مبرر له إطلاقا ، وهو يُصَـنَّـف في دائرة الــ :
الكذب ،
الزور ،
المَـيْـن ،
الإفتراء ،
الإفـك
السّـمّـاهـى , ..... وغيرها من المسميات...
:
:
الآن بذمتكم هذا كلام ناس عاقلين ...
 

تعليقات

  1. للعلم رجال وعلماء وزمان لله درك

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

فيلم Alpha

الصمت عار

الكرد في اليمن، دراسة في تاريخهم السياسي والحضاري 1173 - 1454م لدلير فرحان إسمايل