المشاركات

عرض المشاركات من مارس, ٢٠١٩

هل نتعلم الدرس

سافرت إلى دولة رواندا، هل تتذكرون رواندا؟  نعم إنها تلك الدولة الأفريقية التي انزلقت لحرب أهلية مرعبة قتل فيها ما يقارب مليون شخص بريء خلال 100 يوم. أفراد من قبيلة الهوتو ذبحوا وسحلوا أفرادا من قبيلة التوتسي رجالا ونساء وأطفالا. دُمرت البلد نتيجة لتلك الأحداث الرهيبة. اليوم في عام 2019 تشهد رواندا انتعاشا اقتصاديا يثير إعجاب الجميع. ما الذي حدث؟ لماذا حدثت المجازر؟ وكيف تجاوز الروانديون ماضيهم المخيف؟ ذهبت لزيارة النصب التذكاري للإبادة الجماعية التي حدثت برواندا عام 1994م في العاصمة كيغالي، بحسب اقتراح موظف الفندق، أخبرني أنه من أهم المعالم السياحية في البلاد. حقيقة تعجبت، كيف يكون متحف يحمل ذكريات مذبحة مكانا يتم الترويج له سياحيا؟! هناك عرفت السبب! يعرض المتحف الحكاية من البداية، فيعود بنا قليلا إلى الماضي البعيد لنرى تلك الأيادي الخارجية التي تزرع الفتن بين أبناء البلد الواحد المكون من قبيلتين الهوتو والتوتسي، بينهم روابط مشركة فهم يتحدثون لغة واحدة، وينتمون لدين واحد. تعرضت رواندا للاستعمار الألماني ومن بعده الاستعمار البلجيكي، وكلا الاستعمارين لجأ لسلاح ال

مراجعة كتاب قيمة التاريخ لجوزف هورس

صورة
الكتاب يعطي ايحاء بأن الفكر الأوروبي والنظرة الأوروبية وتعريفها للعلوم هي السائدة، وهذا شيء غير مستغرب في ظل سيادة الفكر الغربي وتصدره للعلوم. ويذكرالمؤلف:  " أن الشعوب المتوحشة هم اولئك الشعوب الذين يبقون فقراء بالذكريات"...أي لا تاريخ مكتوب لهم. فكل حضارة تقترن بتاريخ لها. ويذكر المؤلف كيف تطور علم التاريخ في الغرب، وسيطرة التوراة وقصصها على ذلك التاريخ ،كما يذكر تأثير المسيحية على تاريخ الغرب. فالتاريخ في البداية كان تخليد للبطولات. والمؤرخ اليوناني أهمل مجمل التاريخ البشري، واهتم فقط بتاريخ وأساطير الالهة المتنوعة. لكن الرومان اعتنوا بالتاريخ واسسوا في رومه مخازن للوثائق. وفي عهد الرومان ايضا، أصبحت كتابة التاريخ وظيفة من وظائف الدولة. المسيحية أضافت لتاريخ اليونان والرومان قصص وتاريخ وحوادث جديدة. أما في عصر النهضة فبدأت العقلانية تغزو التاريخ. وبدأ التاريخ يتحول إلى علم في عصر النهضة . وبدأت عملية مراجعة ماكتب في التاريخ، كانت الكتابات الأولى للتاريخ تميل لأن تكن اعمال ادبية بعيدة عن الواقع والحقائق. من القرن الثامن عشر بدأ قياس كل شيء ووضع اسس للتاريخ. الثورة الفرنس

كتاب مصائر الفلسفة بين المسيحية والإسلام

صورة
الكتاب يحتوي 4 فصول: المركزية الأوروبية والصراع على تاريخ العقل عذابات الفاسفة في المسيحية الأولى الفلسفة في المدينة الاسلامية من المواطنة إل النفي الفلسفة وجدلية التقدم والتأخر ويبدأ الكتاب باعتراف المؤلف أن الكتاب في الأصل كان فصلا من فصول مشروع نقد نقد العقل العربي الذي رد فيه المؤلف على مشروع محمد الجابري. الكتاب يذكر تفاصيل الاضطهاد الديني المسيحي خلال القرن السادس والقرن السابع الميلادي والذي طال كل مخالف واصحاب العقائد الاخرى والوثنيين. كما يذكر تفاصيل قمع الفلسفة والثقافة اليونانية واعتبارها هرطقات. يستعرض المؤلف كيف أن بولس الرسول شن حملة ضد الفلسفة الوثنية ...وتم اضطهاد كل من لا يوافق صاحب السلطة في العقيدة وانزال أقصى العقوبات عليه وابادته في بعض الأحيان. وينتقل الكتاب ليستعرض مصير الفلسفة في الاسلام مثل تحامل ابن الجوزي وابن جبير وياقوت الحموي على الفلسفة . كما أن ابن تيمية نجح في انزال الفلاسفة منزلة اعداء الاسلام وجعل حكمهم كحكم الزنادقة والملاحدة والكفار. ويتطرق إلى أن أهل الحديث والجماعة هم الفرقة الوحيدة

مراجعة لكتاب شهيا كفراق

صورة
الكتاب لا يحمل موضوع محدد.. فيبدو كأن المؤلفة تدردش مع القارئ تشرح للقارئ ان ناشرها طلب منها أن تكتب شيئا للنشر فهي تبث همومها حول الكتابة والبحث عن موضوع لرواية قادمة تتحدث عن بطل رواياتها السابقة خالد طوبال ...عن قراءها وأعداد المتابعين لها على صفحات التواصل الاجتماعي لغتها رشيقة والكلمات والمعاني تنساب طيعة من بين أناملها لكن يبدو أن ما ينقصها هو موضوع للكتابة الجزء الأول والجزء الثاني من الكتاب فيهما مواضيع عامة ذكريات من الماضي مع الشاعر نزار قباني وغازي القصيبي لكن الجزء الثالث يشبه الرواية أو القصة فلو أنها بدأت الكتاب من الجزء الثالث لكان عمل أدبي متكامل أعجبتني بعض الأقتباست من الكتاب " كل شخص يختار قيده نحن الذين نسمح للماضي بإمساكنا رهينة" "تمنيت لو أن الممحاة أداة من أدوات الحياة لا من عدة الكتابة كي نمحو بها ما ندمنا على فعله في نص حياتنا المليء بالحماقات" غلاف الكتاب أنيق وينم عن ذوق رفيع، والعنوان ملفت للنظر كعادة كتب أحلام مستغانمي...    

مراجعة لرواية أورشليم

صورة
جونسالو إم تافاريس كاتب برتغالي صدرت روايته اورشليم في عام 2005 في البرتغال....   لفت انتباهي أن الرواية لا علاقة لها بالعنوان ... ظهرت عبارة  أورشليم في جملة توراتية في الرواية كما يلي :  "إن نسيتك يا أورشليم تنسى يميني" ،وفي نهاية الرواية تردد بطلة الرواية عبارة مشابهه: " إن نسيتك ياجورج روزنبرج تنسى يميني" ولا أدري ما العلاقة بينهما! الرواية تسلط الضوء على فضاعات العلاج النفسي وتشابه الوضع في السجن والمصحة...الصرامة ...القسوة ...الظلم ...والمعاملة السيئة التي تسحق شخصية الفرد.   المؤلف في هذه الرواية يبرز أسوأ مافي شخصيات الرواية دون استثناء ... يوضح ماذا تفعل الحرب بالناجين منها...كيف تشوههم من الداخل ومن الخارج...كيف يعيش المرء في رعب مستمر يدعوه لحمل المسدس رغم انتهاء الحرب لأنه أضاع الأمن الداخلي ...واضاع قدرته على التأقلم مع المجتمع... أحد أبطال الرواية مهتم بتوثيق وتتبع تاريخ الرعب والفضاعات في تاريخ البشرية ...يريد أن يتوصل لمنحنى ليفهم هل الإنسان يتجه نحو السلام أم المزيد من الخراب ...وهذا الاهتمام لايمنعه من إيقاع الأذى بزوجته المريضة

وظيفة المحرر عند دور النشر العربية والغربية

  هل يحتاج الكاتب لمن يساعده قبل نشر نصه الأدبي، وهل كل نص يصلح للنشر كما هو؟ مقارنة بين دور النشر العربية والغربية...المقال منشور في موقع زد على الرابط التالي: https://ziid.net/business/editor-job-in-arabic-publishing-houses

مراجعة لكتاب: الغرب والإسلام - الدين والفكر السياسي في التاريخ العالمي لأنتوني بلاك

صورة
الكتاب يبدأ بمقدمة المترجم، 40 صفحة ...انها المرة الأولى التي أجد مقدمة للمترجم بهذا الطول... كأن المترجم ألف كتاب داخل الكتاب. مقدمة المترجم الطويلة تبدو للقارئ وكأنها محاولة للتبرير ودفع تهمة ...لكنه لا يشرح للقارئ لماذا انتهى الحال بالمسلمين إلى الجمود والتخلف الحضاري؟ يقول المترجم أن الجسور كانت بطرق مختلفة وبنسب متفاوته ممدودة بين منظومة التراث والنهضة ...وهذا غير صحيح لأن العرب علقوا في المنظومة التراثية وألغوا تماما منظومة النهضة التي تستقي عناصرالتجديد فيها من انجازات ثقافات الأمم الأخرى وأفكارها، ولو أن منظومة النهضة استمرت لكان حال العرب مختلف عما نراه اليوم. المؤلف أنتوني بلاك كان موضوعي من وجهة نظري بشكل مثير للاعجاب تكلم بشكل ايجابي عن الدين الإسلامي لكنه أتهم الخلفاء أو بمعنى أصح أهل السياسة ، والفقهاء أو رجال الدين بأنهم من انحرف عن فهم حقيقة الدين الإسلامي والانحراف عن كثير من مبادئه مثل العدل والمساواة. الكتاب كما يقول المؤلف هو جزء من مشروع لكتابة تاريخ عالمي للفكر السياسي. يذكر في صفحة 45:  " لم يكن موضوع تقدير دائما ك