الرواية من كلاسيكيات الأدب الروسي...
يخاطب الراوي القارئ معرفا بأبطال الرواية ...
عبر هذه الرواية يعيش القارئ مع شخصياتها الرئيسية:
الأب القاسي الذي بدأ حياته من الصفر ويعيش على مائدة الناس لم يكن أبا حقيقيا لأنه قاسي مدمن للخمر شهواني
وله ثلاثة من الأبناء تربوا بعيدا عن حنان الأب وعطفه
ولا دور للأمهات هنا الابن الأول امه رمت نفسها من أعلى شاطئ وعر والأم للابنين الاخرين هجرت البيت وفرت مع رجل آخر ...
بتلك الخلفيات المأساوية تبدأ قصة أسرة كارامازوف
لكل أخ من الأخوة الثلاثة شخصيته التي يتميز بها وعلاقاتهم الغريبة مع الأب الذي لا يهتم بغير نفسه ...
يذهب الكاتب بنا في أعماق كل شخصية من الشخصيات التي تمثل عالم قائم بذاته ...
فليست الرواية مجرد سرد لحكاية الأخوة كارامازوف لكنها سرد للبيئة والزمن والثقافة وأثر كل ذلك على كل شخصية من الشخصيات...
فهم خلفيات الشخصيات وبيئاتها مهم لنعرف سبب تلك التصرفات ودوافعها...
وهذا ما جعل روايات دوستويفسكي تذهب عميقا داخل النفس البشرية ...
اقتباسات:
-إن في البشر - وحتى في أعتى المجرمين - من السذاجة والطيبة فوق ما قد نتخيل.
- قال لنفسه على نحو طبيعي تماما:
" إنني أريد أن أعيش للخلود، وإنني أرفض التسويات وأنصاف الحلول"
ولو
قد انتهى إلى نتيجة أخرى فاقتنع بأنه لا وجود لله ولا وجود للخلود لما
اختلف الأمر، ولأصبح على الفور ملحدا واشتراكيا ( لأن الاشتراكية ليست
مسألة الطبقة العاملة فحسب أو ما يطلق عليه اسم الفئة الرابعة، وإنما هي
قبل كل شيء نظرة إلحادية وتجسيد حديث للكفر بالدين. إنها مسألة برج بابل
التي يحاول البشر أن يشيدوه بلا إله بالضبط، لا ليرتفعوا من الأرض إلى
السماوات، بل لينزلوا السماء إلى الأرض).
-إن
من يكذب على نفسه ، ويرضى أن تنطلي أكاذيبه، يصل من ذلك إلى أن يصبح عاجزا
عن رؤية الحقيقة في أي موضع، فلا يعود يراها لا في نفسه ولا فيما حوله،
وهو ينتهي أخيرا، لهذا السبب، إلى فقد احترامه لنفسه واحترامه لغيره.