تدور الرواية في فترة الانكسار بعد الهزيمة ...
من خلال شخصياتها المتعددة يرسم نجيب محفوظ ذلك الانكسار الداخلي وارتباط العلاقات العاطفية والاجتماعية لجيل كامل يعاني من الخذلان و يبحث عن المعنى ...
أحداث الرواية ترصد حالة اليأس والضياع بعد هزيمة يونيو 1967....
يرصد الزلزال الذي أصاب القيم عندما تاهت الحقيقة وعاش الناس فيما يشبه التيه في ظل غياب الحقيقة ...
شخصيات الرواية من أوساط متباينة تجمعهم علاقات ومصالح ولكل شخصية هدف ...
هناك شيء من الرمز في الأحداث كما يتضح من شخصية الجندي الذي يفقد بصره في المعركة ...فهل هي رمزية لما أصاب المجتمع من عجز في رؤية الحقيقة والأسباب التي أدت للهزيمة...
المدهش في الرواية أن القارئ لا يتوه مع الشخصيات رغم كثرة عددها ...فكل شخصية في مكانها المناسب وتحظى باهتمام ومتابعة القارئ وتعاطفه....
وكما يحدث في واقع الناس تتداول مصائر الشخصيات التي تتلاعب بها الأقدار وتكشف بصراعها خفايا النفس البشرية ببساطتها وقسوتها وكيف تترك الحرب ظلالها على الناس وآثار الفقر التدمرية على القيم ومصائر الناس... وكيف يكون البعض ضحايا لآخرين..
كانت العلاقات التي تجمع الشخصيات وسيلة لرسم جزء من واقع المجتمع في فترة التناقضات عندما يسمع الناس عن المنجزات والمشاريع الضخمة في الوقت التي تقيد فيه الحريات وتكمم فيه الأفواه وتغيب فيه الحقائق عن الناس فيعيشون في حالة من القلق والترقب وعدم اليقين...
السرد في الرواية ينقل أحداث الرواية بسلاسة وهدوء وكعادة روايات نجيب محفوظ الشخصيات رسمت بدقة وكأن القارئ يراها أمامه ...فهل يحق لنا أن ندين الشخصيات وهي تعيش واقع غير طبيعي!!!!
الحوارات رائعة وتحمل عمق فلسفي ينفذ لأعماق المجتمع ...
نعم كيف يتوقع مجتمع النصر على العدو الخارجي قبل أن ينتصر على المعيقات الداخلية ...التي تعيق حياة تحافظ على كرامة المواطن وعزته على أرض بلده...في الرواية تحاول بعض الشخصيات الفرار من كل شيء والهجرة خارج البلاد !!