اليمن، رحلة إلى صنعاء - عام 1877 - 1878" لرنزو مانزوني.

أعجبني الكتاب كثيرا...
كتاب رائع لمن يحب أدب الرحلة ...
لكن هنا كتاب رحلات تاريخي ...
الكاتب يصف البلدات التي يمر بها بما فيها من جبال وصحراء ونباتات ...يصف ملابس الناس وعاداتهم ولباسهم...
 
اليمن في العام 1877 شيء مثير للخيال ...كأن هناك الة للزمن اعادتنا إلى هناك ...
هدف رحلته صنعاء ...لم يقل شيئا عن عدن التي بدأ منها الرحلة من جبل حديد حيث وجد طريق يصلح للقوافل..
 
يتحدث عن قرية الشيخ عثمان وسبب تسميتها بذلك الاسم...ينطلق في رحلته مع قافلة في طريقها إلى بير أحمد غربا الطريق الأطول لكنه أكثر أمنا... طريق لحج ينتشر فيه قطاع طرق من البدو ...
 
يمر ببلاد العبدلي ويصف السماسر التي تقف فيها القوافل ...
ويذكر ان عرب اليمن ، بلد قهوة الموكا لا يستهلكون البن، بل يبيعون الحبوب ويستهلكون قشرة البن ويصف طريقة تحضير القهوة في الجمنة......
 
يذكر رغم وجود نبات الحشيش إلا أنه لم يجد أحد يدخن الحشيش أو الأفيون ..لكنه وجد عادة أخذت من الهند وهي وضع التبغ في الفم ...البردقان ...
يتحدث بانبهار عن صنعاء وجمال منازلها ونظافة شوارعها وأناقة ساكنيها ...وعدد الحمامات فيها ويذكر انه في المغرب لم يتمكن من دخول الحمام لانه مسيحي نجس ، لكن في اليمن كان يذهب للحمام باستمرار بسبب طيبة وتسامح اليمني ، يصف الحمام بدقة وطريقة الاستحمام وطقوسه....
 
تعلم اللغة العربية وتعلم الكثير عن الدين الإسلامي ويستغرب للمخالفات الدينية التي يقع فيها الناس بما في ذلك التخلف الذي يتنافى مع تعاليم الإسلام...
 
الكتاب يعطي فكرة واضحة عن اليمن في تلك الفترة بصراعاتها السياسية وأحوال الناس المعيشية ومعاناتهم من سياسة الأتراك المتعالية وفرض الضرائب المجحفة على المزارعين والتي تسبب البؤس والفقر ...
وعند عودته إلى عدن كانت هناك اشتباكات بين بعض المتمردين او الثائرين على الأتراك. 
 
الترجمة رائعة، لكن المترجم وجد صعوبة في ترجمة أسماء بعض المناطق اليمنية ...المؤلف كان يسجلها بالحروف اللاتينية كما تعلم نطقها باللهجة اليمنية واعتقد لأن المترجم لا يعرف اليمن لذا كان يكتب تلك الأسماء بطريقة غير صحيحة ...
من الطريف أن المؤلف وهو يذكر الألفاظ المتعددة التي يستخدمها الناس للقسم بالله...
 
يتسائل كيف يكثرون من الحلف والقسم بالله رغم أن القرآن يحذرهم من ذلك...
ينقص الكتاب رسومات ومخططات وضعها المؤلف ويشير إليها حتى في وصفة لأحد الألعاب التي تعلمها، لكن تلك الرسومات التوضيحية لا وجود لها في نهاية الكتاب ...
المؤلف مصور لهذا اخذ عدد من الصور خلال رحلته ، في خلفية الكتاب بعض الصور، مع صورة للمؤلف.
 
في احد الصفحات لا يكمل المترجم ترجمة حكاية ذكرها المؤلف وحسب رأي المترجم أنه لا يتوقع صحتها ...وهذا يدعو للتساؤل: 
هل يحق للمترجم التصرف فيما يقوم بترجمته؟

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الصمت عار

فيلم Alpha

الكرد في اليمن، دراسة في تاريخهم السياسي والحضاري 1173 - 1454م لدلير فرحان إسمايل