رضا أبو زينة
متابعة ولاء مصطفى
أطلق على منصة كتبنا للنشر كتاباحديثا يحمل اسم "لست سوى امرأة"، للكاتبة أحلام يحيى، وتطل علينا الكاتبة اليمينية الحاصلة على درجة الماجستير في إدارة الأعمال أحلام يحيي جحاف بمجموعة قصصية تتكون من 23 قصة قصيرة، لعنوانها صدى ينبئ عما قد تدور حوله المجموعة.
قد عكست الكاتبة الصوت النسائي الذي طالما ما تم معاملته باستخفاف وانعدام أهمية، ونراها استطاعت أن توظف ذلك الصوت النسائي على تنوع أعماره بدءا من الطفلة الصغيرة، التي كانت هي الراوي في أولى القصص وتحكي لنا من خلال قصة بسيطة كيف كان يتم تخويف البنات الصغار لمجرد كونهم صغار ضعاف لا حول لهم، ومرورا بالشخصيات الأكبر سنا وأكثر تعمقا في هذه الحياة.
كذلك تراها عكست أيضا في إحدى قصصها صورة من صور المرأة في التراث الشعبي للنوادر والقصص على أنها بلا قيمة أو وزن، ليس ذلك فحسب وإنما وصل بهم الأمر إلى مساواتها مع الدواب.
وفي قصة أخرى سيطر فيها طابع الخضوع للموروثات الخاطئة وقلة التفكير المنطقي والإيماني كل على حدة، وكأننا ننقل تلك الموروثات بشكل أصم ولا نعطي أنفسنا مساحة للتفكير في الأشياء التي نفعلها للإبقاء على ما هو صواب وترك ما هو خاطئ منها، ولم يقف الطرح للفكرة عند هذا الحد وإنما زاد ليصور أن من يعارض تلك الموروثات جملة فهو شخص عنيد قليل الأدب والاحترام لمن ينصحه، ولعل ما زاد على الطرح هو عرض الفكرة على لسان اثنتين من الشخصيات هما الزوجة وأم الزوجة لتمثل كل واحدة منهن رأي مخالف للأخرى، وربما يكون
تعبير واسيني الأعرج الكاتب الجزائي في روايته “العربي الأخير” أقرب ما يكون لذلك؛ إذ قال:
“الحياة ليست فيما نراه وإنما أيضا ما ينام فينا منذ قرون لا حد لها”.
وعلى مدار المجموعة غير المتصلة ببعضها البعض من ناحية القصص والعرض، نجد الكاتبة تحاول تعميق فكرة الوعي، سواء كان الوعي العام من المجتمع بأهمية المرأة وقيمتها ودورها الفعال عندما وضعها في المكانة الصحيحة وبالرؤية المنصفة لها ولإمكانياتها.. أو الوعي الشخصي وعي المرأة بذاتها وحقوقها وقدراتها وبخياراتها التي تأخذها والطرق التي تسلكها في الحياة نتيجة تلك الخيارات.
ولا تقتصر الكاتبة على قصص المرأة التي تصورها بشكل مهزوم فقط من المجتمع، وإنما تراها عكست ذلك النوع الآخر من المرآة غير المهتمة بشيء سوى نفسها والصورة الاجتماعية المنعكسة عنها في الأوساط وأشكال الحياة التافهة كما في قصة “حرم الوزير”، وهو ما يعضد ما سبق ذكره عن الوعي الشخصي بالاختيارات التي يتم أخذها والوجهة التي يريد أن يسلكها المرء مستقبلا.