هل هناك فعلا مساواة بين المرأة والرجل في الإسلام؟


تؤكد الشريعة الإسلامية المساواة بين المرأة والرجل في جميع التكاليف والأعباء الدينية في العبادات والقواعد الأساسية للدين:

كالشهادة ...

وإقامة الصلاة...

وإيتاءالزكاة...

وصوم رمضان...

وحج البيت من استطاع إليه سبيلا...
 
إذا بكل بساطة نحن نجد المساواة بين المرأة والرجل في كافة  مظاهر العبودية لله تعالى والإمتثال لإوامره...

وليس هناك مفاضلة بينهما كما في قوله تعالى:

•«يا أيها الناس انا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم».
مرة أخرى نفهم من الآية الكريمة أن المرأة مساوية للرجل في الإنسانية حيث يتمتعان بفطرة واحدة وسجية واحدة...
وبالتالي للمرأة والرجل قدرات عقلية وفكرية متقاربة ومتشابهه....
ونفهم أيضا أن كل من الرجل والمرأة يكافئان على أعمالهما وسلوكهما وأقوالهما خيرا أو شرا دون تفريق على اساس الجنس... 


وبكل تأكيد ليس هناك تفاوت بين المرأة والرجل من ناحية المستوى الإنساني في الإسلام...

ولا تفضيل لأحد على الآخر إنطلاقا من امتيازات مادية، بل قد تكون المرأة المؤمنة أفضل من كثير من الرجال نتيجة لإعمالها...
تتوزع الأدوار والوظائف والمستويات على الرجال والنساء في المجتمع حسب رؤية الإسلام للإنسان والحياة...
وظيفة الإنسان في المجتمع الإسلامي والإنساني تختلف باختلاف الحالات والقدرات المتوفرة لدى الإنسان...
لذا عندما طلبت الصحابية من النبي عليه الصلاة والسلام أن يدعو لها لتكون في الجيش الذي سيعبر البحر لم يقل لها انت امرأة وليس هذا من عملك!لكنه دعا لها بأن يحقق الله لها ماتحلم به.
  
لكن هناك بعض الأحكام التي تنفرد بها المرأة جراء بنيتها الجسدية وحالتها الأنثوية ...

لكن البعض فهم أن تلك الأحكام التي تتناسب مع البناء الروحي والجسدي للمراة  أن فيها انتقاصا وحطا من مكانة المرأة ودورها الاجتماعي ...مثل أحكام:

•القوامة

•الإرث..

•الشهادة

•الولاية.
اختلفت القراءات العربية والإسلامية لتلك الأحكام وتفسيرها...وكانت الاختلافات بسبب اختلاف الرؤى والتصورات لكل من تعرض لتلك القضايا
وكذلك اختلاف البيئة والظروف المحيطة به...
وبكل تأكيد يمكن إعادة النظر في كل ذلك بسبب مستجدات الظروف والأوضاع التي تخلق عناوين جديدة لبعض الموضوعات التي لها تأثير على تحديد الحكم الشرعي تجاهلها...
ولا بد من الانفتاح على تطورات الفكر البشري وتقدم الحركة الحقوقية الإنسانية عالميا لإيجاد تواصل معرفي وتفاعل حضاري نستفيد عبره من تجارب الآخرين للحفاظ على ثوابت الدين واصوله... 

نؤمن أن قضايا الإنسان في جوهرها متماثلة في جميع العصور ...
الاختلاف يكون عادة على مستوى الشكل وطريقة التعبير ...
ما يختلف في قضايا الإنسان الجوهرية من عصر لآخر هو درجة الوعي بها وليس جوهرها ذاته...  
 
وكما تقول الباحثة الدكتورة "أمل هندي الخزعلي" في بحث لها بعنوان:
 « حقوق المرأة في الإسلام: قراءات معاصرة « – تقول:
"نحتاج أن نتعامل مع النصوص الإسلامية الخاصة بالمرأة بصورة نحتفظ بها من جهة بتاريخنا ونرتفع بدرجة وعينا بمضامينها وآفاق التفكير التي تسمح بها إلى مستوى مشاغلنا الراهنة من جهة أخرى...."

  لقد عظم الإسلام من شأن المرأة...وارتفع بقدرها...ووضعها موضع التكريم
وتكفل لها بحفظ الحياة
والحرية والتمتع بكامل الأهلية
وأداء الوظائف التي تضمن لها العيش الكريم...
    لقد حرر القرآن الكريم شخصية المرأة من كونها مخلوقة هامشية ضعيفة في المنزلة قياسا بالرجل...
وحررها من عقدة الخطيئة الأولى التي ترتب عليها إخراج آدم من الجنة ، فالشيطان هو الذي وسوس لآدم ( فعصى ربه فغوى)...
كل هذه هي حقوق متقدمة بشكل واضح مقارنة بوضع المرأة في الأديان والعقائد الأخرى...وبوضعها في الجاهلية والحضارات الأخرى الشرقية والغربية...  
وهذا الكلام يتناقض مع وضع المراة في البلاد العربية والاسلامية لأن ماكفله لها الإسلام منعه الفقه وأقوال الفقهاء والشيوخ سواء بقصر فهمهم أو بمبدأ درء المفاسد ...
فضاعت حقوق المراة المسلمة وظن الكثيرون أن الإسلام هو من أضاع حقوق المرأة...
ومن يريد تصحيح الأوضاع وأعادة الأحكام الإسلامية للوجود يواجه عاصفة من الاتهامات أن لم يتم تكفيره...
وهذه معضلة كبيرة ... 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الصمت عار

فيلم Alpha

الكرد في اليمن، دراسة في تاريخهم السياسي والحضاري 1173 - 1454م لدلير فرحان إسمايل