كتاب حكايات شعبية تراثية نقله المحقق: عبد الرحمن السقاف الطهيفي من مخطوط باللهجة الصنعانية ...
توفي هيرمان بورخات في 19ديسمبر 1909، أي أن المخطوط من قبل وفاته كما يظن المحقق.
المؤسف أن المحقق كما قال في مقدمة الكتاب تصرف بالحذف لما رأى أنه تكرار أو لا داعي له ...
للعلم في طريقة الكلام الصنعاني يتم تكرار الكلام مرارا للتأكيد.
من الجميل أنه ترك الكتاب باللهجة الصنعانية كما هو رغم أنه فكر أن يحوله للغة الفصحى حسب مدرسة طه حسين في الأدب ...
"فقد وجدت بأن القيمة اللغوية للمخطوط مضاعفة ؛ لكونه يحتوي على الكثير من المصطلحات والتعابير العامية، التي لا زال بعضها يستخدم، بينما بعضها الآخر بدأ بالانقراض على سنة وكوابيس اللغات"
وعلى كل حال لا تزال الألفاظ تلك مستخدمة داخل البيوت الصنعانية، وفي ريف صنعاء ولم تنقرض.
ويقول المحقق أنه لاقى صعوبة في فهم بعض الكلمات التي لم تعد تستخدم في اللهجة الصنعانية لكنه سأل الأصدقاء ولم يبخلوا بتعاونهم...وطالما ساعدوه فهذا يؤكد أنها لاتزال تستخدم.
هناك أخطاء مطبعية كثيرة على سبيل المثال:
وخرجت وهي مزقعه زقاعة وأرجح أن المقصود وهي مزقرعة زقراعة..
مايصبر والصحيح ما يسبر ...
بمأتين الصح دون همزة لأن في لهجة صنعاء لا وجود للهمزات...
وأخطاء في تشكيل الحروف.
الكتاب به 36 حكاية تراثية باللهجة الصنعانية ولهجة بعض أرياف صنعاء...
الهوامش التي تشرح بعض الكلمات ليست دقيقة ...
القارئ اليمني الخبير باللهجة الصنعانية سيستمتع كثيرا بقراءة هذه الحكايات فلغتها سلسة ومفهومة...
ربما من لايجيد اللهجة الصنعانية سبجد صعوبة أما الصنعاني فسيستمتع كثيرا بالحكايات ...
يقول المحقق في المقدمة أيضا إنه ترك الأخطاء النحوية والصرفية الفجة دون تغيير حفاظا على النص!!
والسؤال: هل تلك أخطاء حقا؟
هل ينبغي تطبيق قواعد اللغة الفصحى ( التي تم تقعيدها أو وضعها في أيام الدولة العباسية) على بقية اللهجات العربية؟
الكتاب يحتوي على 36 حكاية ...
الراوي في الحكايات لايعرف القارئ بنفسه ويترك تعليق بسيط في نهاية كل حكاية مثل حكاية الشاب المحظوظ، فيتمنى الراوي أن يجد زوجة مثل تلك الزوجة التي تمده بالمال وتزوجه نفسها...
في هذه الحكايات الحاكم هو المهدي عبد الله بدلا من هارون الرشيد في ألف ليلة وليلة...
علما بأن ألف ليلة وليلة في الأصل كانت مكتوبة باللهجة العامية لكنها كتبت بالفصحى في زمن متأخر الأمر الذي أفقدها الكثير من الجمال في السرد، والقارئ يشعر أن لغة النص تبدو باهتة في أغلب الحكايات ...
في الحكاية رقم 13 : خريف وادي ظهر، هدورة عنب ربما يقصد بها هرورة عنب .
الحكاية 14 تآمر داخلي ، الأبن الأكبر يتآمر على أبيه.
الحكاية 15 : تحول ابنك إلى قرد ، يحتال سنان لاستعادة أموال الجمال من النصراني.
الحكاية 16: الأميرة الهندية وزوجها اليمني، حكاية مشابه لحكاية في ألف ليلة وليلة، هنا الأميرة الهندية تحب شاب يمني.
الحكاية 18 تشبه إحدى حكايات ألف ليلة وليلة عن الموت عشقا والاستعانة بالشعر وحكاية داخل حكاية.
الحكاية 20: الأفيون، الحوي في الحكاية لا يقصد بها زريبة البهائم، بل الحوش . ولفظ أبي قبل الاسم لا تقال للأب الفعلي ولكن جرت العادة في صنعاء أن لايقال الاسم مباشرة ومن باب الاحترام يقال قبله أبي.
الحكاية 24 : محسن معيض حاكم صنعاء ، ثلاث حكايات:
الحكاية الأولى تبين ظلم محسن ومحاباته للسيد ضد الجزار.
والحكاية الثانية توضح الطبيعة المتوحشة لمحسن معيض.
والحكاية الثالثة محسن معيض يؤدب القبيلي بالضرب حتى الموت.
الحكاية 25: ذكاء القاضي السحولي، وفيها تأتي فكرة حليب الولد أثقل من حليب البنت، وكيف يعرف القاضي القاتل عن طريق حلم يراه.
الحكاية27: أمانة الحاج، متفقة وقعت المقصود بها حكاية حدثت. وهنا يتم الاستعانة بالمسفلة لمعرفة مكان المال. كأن هنا خطأ الحكاية بها الحاج محمد علي الكباري وبعد سطر يقال يا حاج محسن !!
الحكاية 28 : المكافح الناجح، تنتهي الحكاية بعبارة "أتاه هادم اللذات ومفرق الجماعات".
الحكاية 33: من الجاني، المهدي عبد الله يقتل الذي خنق العمالة....حكاية بوليسية.
الحكاية34: دروس، حكاية فيها موعظة
الحكاية 35: ابن الملك وصديقه، ابن التاجر المحب لابن الملك، وكيف ينقذ ابن الملك في كل مرة حتى يتحول لحجر، لكن ابن الملك ينقذه.
الكتاب رائع جدا لمن يفهم اللهجة التي كتب بها، وسيستمتع القارئ أكثر إذا قرأ حكايات ألف ليلة وليلة المعروفة.
اتمنى أن تبقى هذه النسخة بلغتها الأصلية، وتتوفر نسخة أخرى بعد إعادة كتابتها بالفصحى، ويوضح ذلك على الغلاف.