أصل البلاء
طبائع الاستبداد ومصارع الاستبعاد كتاب ألفه عبد الرحمن الكواكبي قبل قرن من الزمان وهو أول مؤلف عربي كشف عورات الاستبداد السياسي وعدد آفاته التي تتسلل إلى جسد الأمة فتصيبها بالوهن والانكسار ومما جاء في كتابه : أن الاستبداد يضعف الأخلاق أو يفسدها أو يمحوها، فيجعل الإنسان يكفر بنعم مولاه، لأنه لم يملكها حق الملك ليحمده عليها حق الحمد. ويجعله حاقدا على قومه لأنهم عون لبلاء الاستبداد عليه . وفاقدا حب وطنه لأنه غير آمن على الاستقرار فيه ويود لو انتقل منه وضعيف الحب لعائلته ، لأنه ليس مطمئنا على دوام علاقته معها. ومختل الثقة في صداقة أحبابه، لأنه يعلم منهم أنهم مثله لا يملكون التكافؤ. وقد يضطرون لإضرار صديقهم بل وقتله وهم باكون. أسير الاستبداد لا يملك شيئا ليحرص على حفظه، لأنه لا يملك مالا غير معرض للسلب، ولا شرفا غير معرض للإهانة. ولا يملك الجاهل منه آمالا مستقبلة ليتبعها ويشقى، كما يشقى العاقل في سبيلها. في ظل الاستبداد فإن طالب الحق فاجر وتارك حقه مطيع، والمشتكي المتظلم مفسد، والنبيه المدقق ملحد، والخامل المسكين صالح أمين. وقد اتبع الناس الاستبداد ف