رسالة إلى الدكتور جولدبرج


الدكتور جولدبرج
أكتب لك رسالتي هذه بعد معاناتي في بلدي ، لقد كنت متفائلا جدا وشجعتني كثيرا وكانت آخر كلماتك لي:
أحلام عندما ستعودين لبلدك اليمن أنا متأكد أنه سيتم تعيينك وزيرة للتربية والتعليم
دكتور جولدبرج….لا أنسى وقوفك جانبي ومساعدتك القيمة أثناء إشرافك على رسالة الماجستير التي أعجبك كثيرا موضوعها لدرجة أنك ظننت أنني قمت بعمل سأجني ثماره عند عودتي لبلدي

للأسف أنت نظرت للأمر من وجهة نظر مواطن أمريكي …وليس مواطن يمني
في بلادكم تؤمنون بالعلم وأهميته في تغيير الحياة وتطويرها وتحسينها ، لكن في بلادنا العلم لاقيمة حقيقية له ولا أثر يذكر في حياتنا ، قد نتحدث عن أهمية العلم في وسائل الإعلام ونقول قصائد في أهمية العلم ولكن في الواقع حياتنا أبعد ما تكون عن الإحساس بأهمية العلم وجدواه…
في بلادكم يكون هناك أهتمام كبير بنتائج الدراسات والرسائل العلمية لكن في بلادنا هذه الرسائل ليس لها قيمة على الإطلاق فهي فقط للحصول على الشهادة ثم توضع في أدراج المكاتب أو ترمي في مكان ما …نتائجها وما توصلت له الدراسة لاأحد يهتم بها،  لأن هناك أمور أكثر أهمية من العلم والدراسات في حياتنا
هل تعلم ما الذي حدث لي بعد عودتي إلى بلدي ؟
لقد تم إحالتي للشئوون القانونية للتحقيق معي
هل تعلم ماذا كانت التهمة التي وجهت لي؟
انها رسالة الماجستير ذاتها …
لا تندهش فمدير عام مكتب التربية بمحافظة صنعاء حيث كنت أعمل بدلا من أن يوقع على ورقة إنهاء الإجازة الدراسية أحالني بشكل رسمي للتحقيق قائلا أنني بشهادتي خالفت القانون بحصولي على تلك الشهادة…وفي مكتب مدير الشئوون القانونية تم سؤالي لماذا حضرت الماجستير في مجال الإدارة وليس في مجال تخصصي ؟؟
كتمت غيظي وحاولت أن أكون هادئة قدر الإمكان وأجبت بأن  الجمهورية اليمنية لم تبعثني لدراسة معينة في مجال الرياضيات أو الفيزياء وأنا خالفت ذلك الأمر ، لكن أنا من أخذ الإجازة الدراسية بمحض إرادتي ووقعت في الخدمة المدنية بأن الدولة لن تتحمل نفقات دراستي وبالتالي يحق لي أن أدرس ما أشاء
حدث ذلك عام 2005م ، ومنذ ذلك التاريخ حتى اليوم وأنا أحاول جاهدة النقل من مكتب التربية بمحافظة صنعاء إلى ديوان الوزارة بالعاصمة صنعاء ، لقد تم نقلي إداريا أي أنني أعمل فعلا في الوزارة في إدارة التدريب ولكن ماليا لايزال راتبي على كشوفات محافظة صنعاء ( وليس الوزارة التي تقع إداريا في العاصمة صنعاء وليس المحافظة)
وهكذا وجدت نفسي في وضع لا أحسد عليه …فكل فترة يقوم مدير مكتب التربية بالمحافظة بأيقاف الراتب بحجة أنني منقطعة عن العمل ،  وتتم مخاطبته من إدارة الموارد البشرية في الوزارة الموقرة بأن المذكورة تعمل في الوزارة رجاء أطلقوا راتبها ويمر الشهر الأول والثاني وقد يمر الثالث حتى يتكرم مدير مكتب التربية بتوقيع إطلاق الراتب ….
أصبح الوضع مزعج جدا ففكرت في ترك الوظيفة التعسية وإجراء تقاعد مبكر ولكن لا يوجد شيء سهل هنا …فالتقاعد المبكر حكاية أخرى وشروطه لاتنطبق علىّ ولابد من الانتظار عشر سنوات على الأقل حتى يحق لي المطالبة بالتقاعد المبكر …أتردد أحيانا في تقديم استقالتي أو ترك العمل دون إبداء الأسباب ولكن أخشى أن أكون قد تسرعت في الوقت الذي أصبح فيه حل المعضلة التي أواجهها قريبا وعلى ما يبدو أنني أحلم فالمسألة تعقدت كما تعقدت مشكلة الشرق الأوسط….
وتحدثني نفسي أحيانا أن مايحدث لي لحكمة ما لا أعلمها يعلمها أهل العلم والحكمة في البلد الذي يعاقب من يحصل على مؤهل ما ..لأن حصولي على الماجستير مثلا يعني إلغاء كل سنوات الخدمة قبل المؤهل الذي يصبح نذير شئوم وبالطبع أنا أذكى منهم حتى اليوم لم أدرج مؤهلى المذكور في شئوون الموظفين حتى لاتزداد حكايتي تعقيدا وعسرا …..

تقبل تحياتي وإلى أن أتهور وأحضر الدكتوراة فتحل المصائب على رأسي…

تعليقات

  1. عندما يصيح التعلم تهمة ،والتحصيل العلمي جريمة فعلى الدنيا السلام

    ردحذف
    الردود
    1. طيب
      ماذا نتوقع من نظام يعرف ان التعليم الحقيقي سينهي وجوده؟؟؟
      فهو نظام يشجع الجهل والتجهيل
      تقبل شكري لمرورك وتعليقك

      حذف
  2. بصراحه معاناه ومش شي جديد لانو باليمن هذا حالنا باليمن تحطيم وتعقيد ربنا يكون بعونك

    ردحذف
    الردود
    1. عروس السراب
      مرحبا بك في مدونتي
      وشكرا على تعاطفك
      ونسأل الله العلي القدير أن تتغير الأوضاع

      حذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الصمت عار

فيلم Alpha

الكرد في اليمن، دراسة في تاريخهم السياسي والحضاري 1173 - 1454م لدلير فرحان إسمايل