قراءة في الجزء السادس لرواية بحثا عن الزمن المفقود: الشاردة - لمارسيل بروست:
في هذا الجزء من الرواية الذي يحمل عنوان الشاردة تتركز الأحداث حول ألبرتين التي غادرت بيت الراوي كما كان يريد. دفعها بتصرفاته المزعجة لتغادر البيت، عندما صحى ذات يوم وقد غادرت البيت يبدأ هذا الجزء من الرواية. حيرة وعذاب: يقف بطل الرواية كثيرا أمام الأماكن التي سكنتها ألبرتين شاعرا بفراغ كبير وألم شديد لفراقها: " ويبدو هذا السرير في غاية الضيق والقسوة والبرودة، عندما يرقد المرء فيه مع ألمه". الراوي يجسم ذلك النوع من الشخصيات التي لا تدري ما تريد حقا. تسعى بكل طاقتها لأمر ما، وعندما يتحقق، تتراجع بشكل مثير للحيرة وتتمسك بما كان سابقا. يحدث أن يفعل المرء ما يستطيع ليصل إلى نتيجة ما، وعند تحقق ما سعى إليه يشعر بالأسى والحزن وعدم الرضى! " وبنقلة مفاجئة عبرت فورا من عذاب الغيرة إلى يأس الفراق" فهل هذا أمر طبيعي؟ حوار ذاتي: يكشف الكاتب تخبط بطل الرواية، واضطرابه الشديد. فنعيش عبر صفحات كثيرة من الرواية مع راوي مضطرب يعاني من الأوهام والوساوس والتناقضات الرهيبة. يبحث عن مبررات لأفعاله، يبحث عما يؤيد وساوسه وشكوكه. أفكاره وحديثه مع نفسه يظهر نفسية معتلة وعقلية مريضة ت