ذكرى ثورة 26 سبتمبر في اليمن

تعودنا في كل عام الاحتفال بذكرى 26 سبتمبر 
وهي ذكرى الثورة اليمنية التي حررت الشعب اليمني من حكم الامام...
وحكم الامام أو حكم الامامة كما يسميه البعض هو حكم من نوع خاص ....
حكم عزل الشعب اليمني عن العالم الخارجي...
لكن الثورة التي حدثت في عام 1962 وضعت حدا لذلك الحكم الأسري المتوارث ليتحول اليمن لبلد جمهوري تجرى فيه انتخابات لاختيار رئيس البلد ...
تلك الثورة كان لها 6 أهداف شهيرة :
الهدف الأول: "ﺍﻟﺘﺤﺮﺭ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﺒﺪﺍﺩ ﻭﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﻭﻣﺨﻠﻔﺎﺗﻬﺎ ﻭﺇﻗﺎﻣﺔ ﺣﻜﻢ ﺟﻤﻬﻮﺭﻱ ﻋﺎﺩﻝ ﻭﺇﺯﺍﻟﺔ ﺍﻟﻔﻮﺍﺭﻕ ﻭﺍﻻﻣﺘﻴﺎﺯﺍﺕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻄﺒﻘﺎﺕ" 

 الهدف الثاني: "ﺑﻨﺎﺀ ﺟﻴﺶ ﻭﻃﻨﻲ ﻗﻮﻱ ﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻭﺣﺮﺍﺳﺔ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﻣﻜﺎﺳﺒﻬﺎ" .
الهدف الثالث: "ﺭﻓﻊ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺇﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎ ﻭﺇﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎ ﻭﺳﻴﺎﺳﻴﺎً ﻭﺛﻘﺎﻓﻴﺎً ".
الهدف الرابع: "ﺇﻧﺸﺎﺀ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻲ ﺗﻌﺎﻭﻧﻲ ﻋﺎﺩﻝ ﻣﺴﺘﻤﺪ ﺃﻧﻈﻤﺘﻪ ﻣﻦ ﺭﻭﺡ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﺍﻟﺤﻨﻴﻒ" .
الهدف الخامس: "ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻧﻄﺎﻕ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺸﺎﻣﻠﺔ ".
الهدف السادس: "ﺇﺣﺘﺮﺍﻡ ﻣﻮﺍﺛﻴﻖ ﺍﻻﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻭﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﻤﺒﺪﺃ ﺍﻟﺤﻴﺎﺩ ﺍﻻﻳﺠﺎﺑﻲ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻻﻧﺤﻴﺎﺯ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺇﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻭﺗﺪﻋﻴﻢ ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻟﺘﻌﺎﻳﺶ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻣم".

 وبتأمل الأهداف نلاحظ أنها أهداف عامة لم تتحقق للأسف، ولا يزال الشعب اليمني يعاني من الجهل والاستبداد والظلم، كما كان يعاني قبل الثورة.

ومن عجائب ثورة 26 سبتمبر 1962 أن من عاش من الثوار ألف كتاب عن الثورة وجعل لنفسه نصيب الأسد من البطولات وسرد القصص حول بطولاته، فهو المخطط للثوره ومن قام بكل البطولات وعندما يضطر لذكر ادوار الاخرين ممن شاركوه يذكر اسماء الاحياء من باب الحياء اما الأموات فيتم ذكرهم بعبارة مجموعة من الضباط الاحرار ...
وتم اختصار الثورة بأسماء محددة ...

لم نرى حتى اليوم وردا وخزاما كما قال الشاعر المبدع البردوني:
لا نزال نعيش مرحلة الشوك
إن خلف الليل فجراً نائماً..
وغداً يصحو فيجتاح الظلاما
وغداً تخضر أرضي ونرى..
في مكان الشوك ورداً وخزاما

البردوني عاش الفترة الزمنية قبل ثورة 26 سبتمبر بحس الشاعر ونقل إلينا الوضع العام بأمانة شعرية في قصيدته «قصة من الماضي» وفيها يتحدث عن الوضع الاجتماعي في ذلك الزمن... 
القصيدة مكتوبة بعد عام واحد من الثورة محاولا تذكير ذلك البعيد الذي سيأتي عبر الأجيال المتعاقبة بكيفية الوضع المأساوي الذي عاشه أجداده وما هي حجم المعاناة التي كانوا يلاقونها في حياتهم وحجم الحرمان الذي عاشوه فهم كما قال:
أيام كنا نسرق الرمان
في الوادي السحيق
ونعود من خلف الطريق
وليلنا أخنى رفيق
ونخاف وسوسة الرياح
وخضرة الطيف الرشيق
ويقول أيضا:
وأبي وأمي حولنا .. بين التنهد والشهيق
يتشاكيان من الطوى.. شكوى الفريق إلى الفريق 


وفي ذكرى ثورة 26 سبتمبر هذا العام نجد الناس منقسمين بين مؤيد للثورة ومنتقد للثورة...
العجيب في بلادنا انقسام الناس لدرجة التخوين ...
الاختلاف لا يكون في الرأي أو وجهة النظر ...بل يتحول لمواقف واصطفاف وتخندق واستدعاء لكل العصبيات وهكذا يتحول الوطن لجحيم لا يطاق...


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الصمت عار

فيلم Alpha

الكرد في اليمن، دراسة في تاريخهم السياسي والحضاري 1173 - 1454م لدلير فرحان إسمايل