جمهورية من قرح يقرح

تُعد قصيدة " جمهورية من قرح يقرح " أشهر قصيدة وأغنية وطنية يمنية وثقت ثورة السادس والعشرين من سبتمبر ضد الإمامة وإقامة الجمهورية كما جاء في كتاب "اليمن الجمهوري" للشاعر الكبير عبدالله البردوني والذي وثق القصيدة ونسبها إلى شاعرها عبدالله خميس عامر عطيه، من مديرية حريب محافظة مأرب .

وقال الشاعر الكبير الراحل عبدالله البردوني في كتابه "اليمن الجمهوري" أن قصيدة جمهورية ومن قرح يقرح هي الأغنية التي وثَّقت هروب الإمام .
(فهل وثقت هروب الإمام فعلا؟ كما حدث ! )
 

ففي يوم الخميس الموافق 26 سبتمبر، جُرد الإمام البدر، من ثياب الملك، وارتدى ثياب أخرى، ليتمكن من الفرار من الثوار الأحرار، حيث اتجه إلى شمال العاصمة صنعاء، كانت ترابط مجاميع الإمامة طمعا في استعادة الملك، ولكن هيهات، فقد وثب أبطال سبتمبر وثبة، أطاحت بالحكم البائد وإلى الأبد.

أغنية "جمهورية ومن قرح يقرح"، قام بتلحينها وغنائها الفنان الراحل محمد البصير.

وكلمات الأغنية :

يا الله يا من لنا تفتح
والرزق مطلوب سهالة
والشعب معجب بأبطاله
جمهورية ومن قرح يقرح
❊❊❊
واخرج من الشعب دجاله
من قارب الظلم ما يربح
لازم نغير بها الحالة
جمهورية من قرح يقرح
ذي ما يبي شعبنا ينجح
قد عجل الله بزلزاله
جمهورية من قرح يقرح
❊❊❊
والبدر ما عاد ذي أصبح
خرج بشرشف وبركاله
جمهورية من قرح يقرح
❊❊❊
يحرم على البدر لو أفلح
يشوف صنعاء ولا صالة
جمهورية من قرح يقرح
❊❊❊
ولو تمسك با بو مشلح
لن نرتضي كلما قاله
جمهورية من قرح يقرح
❊❊❊
شعب اليمن للدول صرح
ما يدخل إنسان في اشكاله
جمهورية من قرح يقرح
❊❊❊
يحل نفسه بما رجح
يهناه يهناه يهناله
جمهورية من قرح يقرح.

هذه الأغنية مسجلة في ذاكرتي ...
فمنذ طفولتي وأنا استمع لها في كل عام بمناسبة ذكرى 26 من سبتمبر ..
واسمع الناس يرددون كلماتها ...
 
ولكن كلمات الأغنية فيها مغالطات، فالبدر لم يهرب بشرشف، وكانت هذه مجرد أشاعة وتزييف للتاريخ. 
كما إن عبارة جمهورية من قرح يقرح ، عبارة مستفزة تلخص كيف انحرفت الثورة عن مبادئها وأهدافها. 
فأهداف الثورة لأجل الشعب، لإخراج الشعب من عزلة كانت مفروضة عليه، بسبب أفكار لا تناسب العصر. 
لكن الأغنية تحصر الجمهورية في التخلص من شخص أو شخصيات بحد ذاتها وهذا كان التقزيم والتشويه للثورة ولمبادئها....
ولهذا وحتى اليوم لم يتحقق هدف واحد من أهداف الثورة، لأن ما رسخ في أذهان الناس أن الثورة تعني التخلص من شخص أو أسرة، ولا تعني تغيير النظام إلى نظام عدالة وإخراج البلد من مستنقع التخلف ليلحق بالشعوب المتطورة عبر التعليم والتصنيع والاهتمام بالزراعة والسياحة وغيرها...
تحولت الجمهورية لأغاني ثورية والواقع ظل كما هو. لاتزال اليمن بلد متخلف عن العالم. 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الصمت عار

فيلم Alpha

الكرد في اليمن، دراسة في تاريخهم السياسي والحضاري 1173 - 1454م لدلير فرحان إسمايل