مراجعة لرواية شمس بيضاء باردة لكفى الزعبي

 

تقع الرواية في 318 صفحة، وصلت إلى القائمة القصيرة لجائزة البوكر عام 2019.

 

  تربط الكاتبة الواقع المزري لبطل الرواية باسطورة جلجامش، وبها اقتباسات لأقوال بعض شخصيات الأسطورة جاءت على لسان شخصيات الرواية،
فهل ترى الكاتبة أن هناك تطابق بين الواقع والأسطورة! وهل النهايات الماساوية لأبطال الرواية هو مايربطها بالأسطورة؟
عن الرواية:

 الرواية  تأخذ القارئ عبر صفحاتها في سرد طويل لمشاعر النبذ الاجتماعي والنقص الذي عانى منها بطل الرواية.
بطل الرواية المثقف المحب للكتب والذي انفصل عن الواقع الذي يعيشه. اصبحت ثقافته وقراءاته مصدر للبؤس والشقاء في مجتمع وأسرة لا مكان للكتب فيها.
وكأن الثقافة تخلق شرخا عميقا بين المثقف والواقع الذي يعيشه.
الكتب ملأت رأسه بالاسئلة الوجودية الكبرى والمحيرة في مجتمع تقليدي لا يؤمن بالتغيير. بطل الرواية يعاني من قسوة الظروف وقسوة الأب في المقام الأول، 
فتتعذب روحه لأنه لا يستطيع أن يكون مثل "بقية خلق الله"،  كما يردد والده دائما. فهو يرفض أن يعيش حياة البقية باستسلام دون البحث عن إجابات لتلك التساؤلات.
تعذبه التساؤلات وتنهش روحه...
كما تعذبه التناقضات في الواقع وهويرى حجم تناقض والده الذي يصلي ويصوم ويذكر الله باستمرار،  لكنه لا يتورع عن الاحتيال والسرقة..


الرواية تلخص ألم وشقاء من يخرج عن المألوف ويرفض أن يكون نسخة مكررة من الآخرين. 

تحكي حكاية شاب أردني فقير يشعر بالغربة عن بيئته الاجتماعية المحافظة. يعاني من النبذ الاجتماعي وعدم قدرته على التكيف والاندماج في واقع مشوه وعدواني ومغلق تجاه الاختلاف.

يستأجر غرفة في العاصمة حيث يعمل مدرس، لكن الغرفة دون نافذة في حي فقير، سبقه إليها رجل عجوز يموت في الغرفة. 

هذه الغرفة تشبه حياة البطل بلا نافذة، فتتفاقم مشكلاته، وصراعاته واسئلته الوجودية. 
بطل الرواية يشبه ذلك الصنف من البشر الذي يملك ضمير حي ونفس حساسة، ولا يستطيع اسكات صوت ضميره والاستمرار بالحياة والتغاضي، لهذا ينكفئ على نفسه...
ويستسلم للخيالات والاوهام والاشباح التي تلاحقه ...
وتتوالى الصدمات والخيبات عليه...


فهل الكتب فعلا هي سبب مأساة بطل الرواية؟
هل هي سبب تمرده على سلطة أبيه وعدم تكيفه مع الواقع المشوه في المجتمع؟

 

بالرغم من براعة الكاتبة في شد القارئ لآخر سطر في الرواية مستخدمة تقنية تيار الوعي، لكنني شعرت بأن هناك خلل ما في شخصية بطل الرواية، فقراءته وكتبه لم تعينه في حياته،  فتخلى عن  أحلامه في "القفز فوق التلال"، وتحول لشخصية بائسة لا قيمة لها؟

 

نبذة عن الكاتبة: 

كفى الزعبي كاتبة أردنية من مواليد 1965. تقيم في عمان.

حاصلة على بكالوريوس هندسة مدنية من جامعة بطرسبورغ من روسيا. أصدرت خمس روايات. 

شمس بيضاء باردة هي روايتها الخامسة. تكتب للصحافة الأردنية والعربية. عضوة في رابطة الكتاب الأردنيين.

 
 
رابط الموضوع على موقع مرداد:
 
 

قراءة لرواية بريد الليل لهدى بركات

الرواية عبارة عن رسائل كتبت لكنها لم تصل لمن كتبت لهم....رسائل  بدأت برسالة تحكي المعاناة والألم والضياع والحرمان ...تلك الرسالة تصل بطريق الصدفة أو الخطأ ربما،  لإمرأة تحمل الكثير من الألم فتدفعها الرسالة لكتابة رسالة  تبوح فيها بمعاناتها الخاصة وهكذا تصل رسالتها لشخص ثالث وتستمر الرسائل التي لا تصل لمن كتبت لهم
لكنها تدفع من تصل له بطريقة ما بالبوح لنجد الرواية عبارة عن حكايات لأشخاص يجمعهم الضياع والمعاناة
شخصيات وراء كل منها حكاية بائسة
شخصيات الرواية تعيش الألم والوحدة فتبث ذلك كله في رسائل تكتب بمداد الحزن ...بريد الليل بريد عجيب
بريد لا تصل الرسالة فيه لصاحبها
وكأن صاحب الرسالة عندما قرر اخيرا أن يبوح بمأساته وحزنه ومعاناته لمن يريده أن يهتم بمعاناته
كان القدر والحظ التعيس ملازم له فلم تصل رسالته
شخصيات الرواية ربطتهم الرسالة
فالرسالة الأولى كانت سبب لبقية الرسائل
تشترك الشخصيات في البؤس الشديد
فهم شخصيات تعيش حياة مأساوية لم يكن أمامهم الخيار
لقد اختارهم الشقاء منذ البداية
قد نراهم لكننا لا نلتفت لهم ولا نعرف عمق الجروح التي في قلوبهم
لا نعرف حجم الألم الذي يملأ وجدانهم....ويلون حياتهم بالسواد
فيحولهم لوحوش بشرية
البوح في تلك الرسائل يصعب أن يحدث في الواقع
هو بوح عميق لمشاعر عميقة
وتتشابه أقدار اصحاب تلك الرسائل
وكأن الرسالة عندما تصل ليد أحدهم تطلق موهبته ورغبته الدفينة في البوح والاعتراف والبحث عن الغفران
قاتل محترف، مومس، مثلي، أمراة منسية ....لا يجمعهم سوى الغربة عن الوطن والتعاسة والعذاب الذي لا نهاية له..شخصيات حرمت من الحب والأمان والأهل.
كأن الرواية صرخة عميقة لبعض العذابات والتعاسات، كثير من هذه التعاسات هي نتيجة طبيعية للحياة المشوهه في البلدان العربية حيث يعيش المواطن حياة فيها الكثير من المفارقات الاجتماعية والدينية ...

تناقضات تنتج شخصيات مشوهه، تهرب من الوطن لتبحث عن الأمن بعيدا فلا تجد إلا المزيد من العذاب..
الرواية تجعل بعض شخصياتها تلازمك لبعض الوقت. 



 الرواية وصلت للقائمة القصيرة لجائزة البوكر، نعم هي تستحق ذلك.
هل تستحق المركز الأول؟ 
من الصعب الجواب قبل قراءة بقية الروايات الأربع المتنافسة معها على المركز الأول.

رواية صورة دوريان غراي

الرواية جميلة ...
فيها بعد فلسفي عميق...
وتدور حول صورة دوريان جراي كما جاء في العنوان...
والصورة رمز للروح أو ربما ضمير الإنسان ...
عندما يرتكب الإنسان أخطاء واعمال سيئة حتى لو توفرت له الفرصة بأن لا يكتشف أحد ما فعله فإن ضميره سيعذبه...
لن يتركه يعيش مرتاحا
ستلاحقه الكوابيس
ويدمر نفسه...

وذلك ما حدث في الرواية ...
تبد الرواية برسم صورة جميلة لدوريان...لكنها صورة غير عادية 
عندما رسم الرسام تلك الصورة كان دوريان نقيا وطيبا وخاليا من الشر...
يتعرف على هنري الشخصية التي ترمز للشر...
يتأثر دوريان كثيرا بكلام هنري وافكاره...
يتغير ويعيش حياة مختلفة مليئة بالخطايا ..
وتتغير الصورة ...
كلما يرتكب خطأ ما تصبح الصورة أكثر بشاعة...
برع الكاتب في تصوير الخوف الذي يشعر به دوريان...فهو لا يريد أن يطلع أحد على الصورة فيخفيها ...