قراءة لرواية يوتوبيا لأحمد خالد توفيق

 


الرواية تدور أحداثها عام 2023 وبالتالي هي خيالية ...لكن ذلك النوع من الخيال المفزع...
مصر انقسمت إلى طبقتين ...
طبقة للأغنياء الذين يملكون كل شيء...
وكل الخدمات متوفره في مدينتهم يوتوبيا التي تقع في الساحل الشمالي للبلاد...
الطبقة الثانية وهم غالبية الشعب المصري يقع خارج أسوار هذه المدينة ...حيث الفقر والجوع ولا وجود لأي نوع من أنواع الخدمات الحكومية ...
كل الخدمات توقفت عن ذلك الجزء من البلاد ...حيث الأمراض والعفن وكل ما هو سلبي...
 
الرواية تدور حول شاب يوتوبي يشعر بالملل ويفكر في الخروج من يوتوبيا لاختطاف أحد الأغيار وهو اسم البشر خارج أسوار يوتوبيا ليتسلى بتعذيبه مع اصدقائه ثم يقتله ويحتفظ بقطعة من جسده كتذكار يفتخر به أمام الآخرين...
يعلق مع صديقته التي تسللت معه إلى خارج مدينتهم المرفهه فيخوضا مغامرة مرعبة ...
هناك نوع من الشبه...ليس كبير...بين الرواية ورواية لعبة الجوع او مباريات الجوع التي تحولت لفيلم سينمائي...
 
هذا النوع من روايات الديستوبيا...أو روايات المدينة الفاسدة المرعبة ...عالم الواقع المرير المرعب...
في رواية يوتوبيا وكذلك مباريات الجوع الفكرة نفسها ... الأغنياء يقتلون الملل بقتل الفقراء المطحونين بعد الاستمتاع بتعذيبهم...
الفكرة سادية ومخيفة...
وفي ملامح المدينة التعيسة التي يعيش فيها الأغيار هناك شبه بكثير من الشوارع التي تعيش الاهمال في الواقع ...فقر ومخدرات ومجاري تلوث الشارع ...
 
احزنني مصير المثقف الفقير العاشق للكتب والذي رغم كل ظروفه التعيسة التي يعيشها لكنه يكره الدماء ويكره الانتقام ويقدم المساعدة لليوتوبي وصديقته وينقذهم من الموت ...
لم يقتلهم...كان صادق معهم لكنهم بمنتهى الغدر واللؤم قتلوه...بعد أن أوصلهم لبر الأمان...
تصوير مدهش للمشاعر والعواطف ...تصوير صادم ...
خاصة ونحن نرى العالم يخطو فعلا إلى عزل الأغنياء عن الفقراء بأسوار يستحيل تسلقها ...



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الصمت عار

فيلم Alpha

الكرد في اليمن، دراسة في تاريخهم السياسي والحضاري 1173 - 1454م لدلير فرحان إسمايل