قراءة لرواية جبل الروح لغاو شينغجيان:

 

رغم عدد صفخاتها ال 798 ، لكنني وجدت نفسي مستمرة في التهام صفحاتها الطويلة ...
في هذه الرواية نعرف أنه ليس مهما معرفة اسماء الشخصيات، المهم ما هي حكاياتهم.
والحكايات متداخلة لعدد من الشخصيات، ليست حكاية واحدة متسلسلة، بل مجموعة من الحكايات عن شخصيات يجمعها البؤس.
شخوص الرواية تنحصر في أنا ، وأنت ، وهي ، وهو....وما يدور بينهم من تفاعلات ومواقف.
 
تصف الرواية التغير الدائم في شخصية الإنسان.
بطل الرواية يفتش عن جبل الروح ويروي لنا الكثير عن أحوال الناس الذين يصادفهم في طريقة ...
 
رحلة بحث عن الجبل ورحلة بحث داخلي ..رحلة في التاريخ، في المشاعر، في الآثار التي طمست، عن قصص الرهبان وصلواتهم، والموشحات والأغاني الشعبية.
يعرف القارئ الكثير عن الحضارة الصينية وواقعها عبر صفحات الرواية المتعددة..
 
قالت عن الرواية الأكاديمية السويدية عندما فاز مؤلفها بجائزة نوبل عام 2000:
 " الرواية عبارة عن تحفة أدبية نادرة لا مثيل لها، بالإضافة لكونها رواية ....إنها عبرت عن الجانب غير المعروف في الثقافة الصينية".
 
81 فصل، كل فصل يحكي عن صراع الأشخاص مع بعضهم، تلك الصراعات اليومية.
 
كل مايسمع المرء ويراه في محيطه، الأساطير المتداولة بين الناس ، الأشعار الشعبية، قصص السحر، قصص الدويلات والممالك السابقة...حكايات عن معاناة الناس، والعادات والتقاليد المختلفة والمتنوعة لبلد بحجم الصين.
 
الفصل 72 مميز. يبدأ هذا الفصل هكذا :
"_هذه ليست رواية!
-ما هي إذا ؟ يسأل.
-الرواية يجب أن تتضمن قصة كاملة."
 
وعبر هذا الفصل يعبر عن عدم ضرورة الإلتزام بالمقدمة وصلب الموضوع والذروة والخاتمة....
في روايته هذه لا يلتزم بكل هذا ، ومع هذا تبقى رواية ويتابع القارئ الصفحات حتى النهاية ...فنسف القواعد تجربة رائعة...
 
قد يسيطر على القارئ شعور بالحزن، وهو يسمع حكايات عن أثر تسلط الدولة على عادات الناس واساطيرهم، وكيف يتحايل الناس للحفاظ على ارثهم الثقافي من الضياع.
 
تحتوي الرواية على الكثير مما يستحق الاقتباس:
"حقيقة الحياة لا تشبه صورتها الظاهرة. حقيقة الحياة أي طبيعة الحياة، يجب أن تكون كما هي عليه لا على نحو مغاير لها".
 
"لما اختلط التاريخ بالشائعات والأقاويل، ولدت أسطورة شعبية. فالحقيقة لا توجد إلا في التجربة وليس التجربة بالمطلق بل في تجربة كل منا، وحتى لو وجدت في تجربة كل منا فإنها تستحين حكاية حاليا تتناقلها الألسن تواترا."
 
"هل من أمة من دون روح! ما جدوى أمة فقدت روحها".
 

 

قراءة لرواية ليلة سقوط بغداد للدكتور أحمد خيري العمري:

 


تبدأ الرواية بتأكيد الكاتب أن كل شخصيات الرواية حقيقية...هي نوع من السيرة الذاتية...
والإهداء موجه لبغداد...
وفي الصفحة الأولى يقول :
"لا شيء يعود كما كان أبدا."
سنقف كثيرا عند ليلة سقوط بغداد ...
سيكون هناك إبحار في التاريخ الذي قاد إلى سقوط بغداد ...
" أصعب الحروب هي تلك التي تنتظرها وأنت لا تملك حيال وقوعها غير انتظارك هذا ..."
هكذا يلخص الكاتب مشاعر أهل بغداد قبل سقوطها بيد الاحتلال...
 
يأخذنا في جولة أيضا حول نسب سكان بغداد ...والانتماء المذهبي:
"هذه هي الحقيقة التي فوق الإيديولوجيات، المدن العريقة لا نسب محدد لها، إنها تحتضن الأنساب والأعراق، وتصهرهما معا، وتضيف عليها من عبق تاريخها وتحملها أيضا جزءا من عبء تاريخها، بغداد هي الحاضنة التي حوت واحتوت الأقوام والأعراق والأنساب"...
 
النسب كما يرى د. أحمد هو أمر وهمي، والفكر القومي مبالغة عتيدة،...
يوجه النقد للفكر الديني الخرافي الذي فسر هبوب العاصفة الترابية بما حدث من عاصفة في غزوة الخندق، وهو الفهم الأسوأ للظواهر الطبيعية ، للقوانين الإلهية وللغزو الأمريكي ولغزوة الخندق!
 
يؤكد ان ذلك التفسير للعاصفة كشف أننا متأخرون لقرون طويلة ...متأخرون بالذات عما كناه يوم كان الاستعداد خندقا، لا انتظارا لعاصفة...
سقطت بغداد لماذا؟
"ولكن ألم يكن النظام السابق، نظام احتلال أيضا؟
 
ماذا يريد الاحتلال؟ سيسألون...
منابع النفط! سيردون على أنفسهم واهمين...
ماذا حصلنا من النفط وقت النظام السابق؟ لا شيء . كان يذهب كله للطاغية وقصوره وملذاته وملذات أولاده وحروبه الحمقاء الغبية..."
 

 
على امتداد فصول الرواية نعيش مع رحلة الكاتب الباحثة في التاريخ والجغرافيا والسياسة والدين وكل التناقضات لنفهم لماذا سقطت بغداد ووقعت بيد الاحتلال الأمريكي...
نعرف كيف يعيش المواطن الخائف تحت إرهاب نظام مستبد يصادر الحريات ويشوه الواقع فيكون خراب البلاد هو النتيجة الطبيعية لذلك الحكم ...
الكاتب يلامس مشاعر القارئ وهو يسرد وقائع وحقائق للناس تحت القصف والرعب والخوف ...
هناك نوع من التكرار في بعض الصفحات حيث يسترسل الكاتب في سرد الفكرة ذاتها ...
لكن اجمالا الرواية رائعة ...

قراءة لرواية الخطايا السبع للبركان للمهلب مرهج

 



الخطايا السبع المميته التي تدفع الناس إلى ارتكاب الشرور ...
أو السبع الموبقات....
الرغبة ، الشراهة، الجشع ، الكسل، الغضب، الحسد، والغرور...
نراها تتجسد في أفراد عصابة تعمل لصالح مهرب كبير يدعى بركان...
وتتداخل احداث الرواية مع بطل الرواية الذي تنقلب حياته رأس على عقب بسبب تلك العصابة ...
بطل الرواية يعيش الصراع النفسي...فهل ينسى ما حدث أم يسير في طريق الانتقام ممن تسببوا بقتل والده!
هل الانتقام هو الطريق الوحيد؟
وهل من السهل ان تقف وحيدا أمام عصابة تجسد كل تلك الخطايا؟
هل هو ينتقم لوالده أم يخلص المجتمع من شرور هذه العصابة؟
 
" فمن يسامح القتلة والظالمين فهو ليس إلا ظالما مثلهم ويشجعهم على الظلم أكثر"
عشاق أفلام الحركة والإثارة( الأكشن) سيستمتعون كثيرا بأحداث الرواية التي تنساب فصولها في مصادفات متتالية ينجح المؤلف في ربطها واقناع القارئ بها ...
 
لغة الرواية جميلة ...
صورة الغلاف لوحة سريالية لسلفادور دالي تحمل عنوان: وجه الحرب ...
الوجه في اللوحة بلا جسد في صحراء قاحلة....وجه ذابل كأنه جثة ترتدي تعبيراً من البؤس.....وهناك وجوة متشابهة داخل فم الوجه وفجوة عيناه، والذي يبدو كأنه استدعاء ذاتي....وتحوم حول الوجه الكبير ثعابين لاسعة.
اللوحة ستظهر على جدران إحدى الشخصيات في الرواية ...
ويبدو كأن أحداث الرواية تتناسب مع النظرة السريالية للحياة وبعض أحداثها ومصادفاتها ...
المؤلف وضع الرواية على جوجل بوك لذا يسهل الحصول عليها بسهولة ...
النسخة التي قرأتها بها أخطاء مطبعية تحتاج مراجعة.