قراءة لرواية ليلة سقوط بغداد للدكتور أحمد خيري العمري:

 


تبدأ الرواية بتأكيد الكاتب أن كل شخصيات الرواية حقيقية...هي نوع من السيرة الذاتية...
والإهداء موجه لبغداد...
وفي الصفحة الأولى يقول :
"لا شيء يعود كما كان أبدا."
سنقف كثيرا عند ليلة سقوط بغداد ...
سيكون هناك إبحار في التاريخ الذي قاد إلى سقوط بغداد ...
" أصعب الحروب هي تلك التي تنتظرها وأنت لا تملك حيال وقوعها غير انتظارك هذا ..."
هكذا يلخص الكاتب مشاعر أهل بغداد قبل سقوطها بيد الاحتلال...
 
يأخذنا في جولة أيضا حول نسب سكان بغداد ...والانتماء المذهبي:
"هذه هي الحقيقة التي فوق الإيديولوجيات، المدن العريقة لا نسب محدد لها، إنها تحتضن الأنساب والأعراق، وتصهرهما معا، وتضيف عليها من عبق تاريخها وتحملها أيضا جزءا من عبء تاريخها، بغداد هي الحاضنة التي حوت واحتوت الأقوام والأعراق والأنساب"...
 
النسب كما يرى د. أحمد هو أمر وهمي، والفكر القومي مبالغة عتيدة،...
يوجه النقد للفكر الديني الخرافي الذي فسر هبوب العاصفة الترابية بما حدث من عاصفة في غزوة الخندق، وهو الفهم الأسوأ للظواهر الطبيعية ، للقوانين الإلهية وللغزو الأمريكي ولغزوة الخندق!
 
يؤكد ان ذلك التفسير للعاصفة كشف أننا متأخرون لقرون طويلة ...متأخرون بالذات عما كناه يوم كان الاستعداد خندقا، لا انتظارا لعاصفة...
سقطت بغداد لماذا؟
"ولكن ألم يكن النظام السابق، نظام احتلال أيضا؟
 
ماذا يريد الاحتلال؟ سيسألون...
منابع النفط! سيردون على أنفسهم واهمين...
ماذا حصلنا من النفط وقت النظام السابق؟ لا شيء . كان يذهب كله للطاغية وقصوره وملذاته وملذات أولاده وحروبه الحمقاء الغبية..."
 

 
على امتداد فصول الرواية نعيش مع رحلة الكاتب الباحثة في التاريخ والجغرافيا والسياسة والدين وكل التناقضات لنفهم لماذا سقطت بغداد ووقعت بيد الاحتلال الأمريكي...
نعرف كيف يعيش المواطن الخائف تحت إرهاب نظام مستبد يصادر الحريات ويشوه الواقع فيكون خراب البلاد هو النتيجة الطبيعية لذلك الحكم ...
الكاتب يلامس مشاعر القارئ وهو يسرد وقائع وحقائق للناس تحت القصف والرعب والخوف ...
هناك نوع من التكرار في بعض الصفحات حيث يسترسل الكاتب في سرد الفكرة ذاتها ...
لكن اجمالا الرواية رائعة ...

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الصمت عار

فيلم Alpha

الكرد في اليمن، دراسة في تاريخهم السياسي والحضاري 1173 - 1454م لدلير فرحان إسمايل