المجلد الثاني من رواية الأخوة كارامازوف لدوستويفسكي ترجمة سامي الدروبي:

 


تبدأ الأحداث في هذا المجلد بالوضوح...
العلاقات الاجتماعية بين الناس من طبقات مختلفة ...
معضلة الخير والشر واختلاف الناس في الفهم حتى بين الأخوة ...
شخصية الأخوة إيفان الذي يعاني من التمزق وهو يبحث عن إجابات لأسئلته الوجودية ...
يبحث عن تبرير لكل تلك القسوة في العالم ...خاصة عندما يدفع الثمن طفل بريء أو حيوان لا حول له ولا قوة....أي حكمة تبرر هذا؟
" يزعم بعضهم أن الوجود على هذه الأرض لا يمكن تصوره خاليا من الألم ومن الظلم اللذين يستطيعان وحدهما أن يهبا للإنسان معرفة الخير والشر! ألا بئست تلك المعرفة إذا كان ثمنها هذا الثمن! إن كل ما في العالم من علم لا يكفي للتفكير عن دموع تلك الطفلة التي تتوسل إلى الرب الرحيم أن ينجدها"
 
ويفاجئ أليوشا بصراحة والده وحديثه الجرئ معه:
"جميع الناس يعيبون الخلاعة، ولكنهم جميعا يتعاطونها. كل ما هنالك أنهم يتعاطونها سرا على حين أنني أتعاطاها علانية. إن صراحتي وسذاجتي هما اللتان تعرضاني لهجوم ونقد تلك العصبة الفاسقة من الواعظين بالأخلاق"
أليوشا الابن الأصغر الذي يمثل شخصية البريء والنقي سينتقل بين الشخصيات ليسمع تلك الحوارات والتصريحات حتى من الراهب زوسيما الذي سيتحدث قبل موته عن جزء من تاريخه ٠
"ما من أحد يستطيع أن يجعل نفسه قاضيا على مجرم قبل أن يدرك أنه، وهو القاضي، لا يقل إجراما عن الجاني الماثل أمامه، وأنه ربما كان هو المسؤول عن الخطأ الذي ارتكبه هذا الرجل" 
 
 
في الرواية يظهر حجم الدين وأثره في حياة الناس في ذلك الزمن بروسيا ومكانة رجال الدين ...
وفي المشهد الذي يظهر فيه أليوشا مع ذلك الصبي الذي يتعرض للضرب من رفاقه في المدرسة ويعض إصبع أليوشا بقسوة ليكتشف حكايته ومأساة أسرته ...
يسرد الراوي حكاية عائلة ذلك الصبي التي تعيش معاناة الفقر والحاجة ويصور حجم الألم الذي يعاني منه الصبي لأن والده تعرض لموقف أهينت فيه كرامته أمام الناس من قبل ديمتري كارامازوف ولن تفلح محاولات أليوشا لإصلاح الأمر ...
وكأن الكاتب يأخذ القارئ إلى داخل عالم الفقراء والمنبوذين ليرينا حجم المعاناة التي يعيشونها...
عبر أكثر من 300 صفحة يعيش القارئ مع أسئلة فلسفية عميقة ومواقف تدعو للتفكير في حقيقة الحياة والخلق والعدالة والاخلاق...والفروق بين الناس حسب شخصياتهم


 

الجزء الأول من رواية الأخوة كارامازوف لدوستويفسكي ترجمة: سامي الدروبي

 

الرواية من كلاسيكيات الأدب الروسي...
يخاطب الراوي القارئ معرفا بأبطال الرواية ...
عبر هذه الرواية يعيش القارئ مع شخصياتها الرئيسية:
الأب القاسي الذي بدأ حياته من الصفر ويعيش على مائدة الناس لم يكن أبا حقيقيا لأنه قاسي مدمن للخمر شهواني
وله ثلاثة من الأبناء تربوا بعيدا عن حنان الأب وعطفه
ولا دور للأمهات هنا الابن الأول امه رمت نفسها من أعلى شاطئ وعر والأم للابنين الاخرين هجرت البيت وفرت مع رجل آخر ...
بتلك الخلفيات المأساوية تبدأ قصة أسرة كارامازوف

لكل أخ من الأخوة الثلاثة شخصيته التي يتميز بها وعلاقاتهم الغريبة مع الأب الذي لا يهتم بغير نفسه ...
يذهب الكاتب بنا في أعماق كل شخصية من الشخصيات التي تمثل عالم قائم بذاته ...
فليست الرواية مجرد سرد لحكاية الأخوة كارامازوف لكنها سرد للبيئة والزمن والثقافة وأثر كل ذلك على كل شخصية من الشخصيات...

فهم خلفيات الشخصيات وبيئاتها مهم لنعرف سبب تلك التصرفات ودوافعها...
وهذا ما جعل روايات دوستويفسكي تذهب عميقا داخل النفس البشرية ...

اقتباسات:
-إن في البشر - وحتى في أعتى المجرمين - من السذاجة والطيبة فوق ما قد نتخيل.

- قال لنفسه على نحو طبيعي تماما:
" إنني أريد أن أعيش للخلود، وإنني أرفض التسويات وأنصاف الحلول"
ولو قد انتهى إلى نتيجة أخرى فاقتنع بأنه لا وجود لله ولا وجود للخلود لما اختلف الأمر، ولأصبح على الفور ملحدا واشتراكيا ( لأن الاشتراكية ليست مسألة الطبقة العاملة فحسب أو ما يطلق عليه اسم الفئة الرابعة، وإنما هي قبل كل شيء نظرة إلحادية وتجسيد حديث للكفر بالدين. إنها مسألة برج بابل التي يحاول البشر أن يشيدوه بلا إله بالضبط، لا ليرتفعوا من الأرض إلى السماوات، بل لينزلوا السماء إلى الأرض).

-إن من يكذب على نفسه ، ويرضى أن تنطلي أكاذيبه، يصل من ذلك إلى أن يصبح عاجزا عن رؤية الحقيقة في أي موضع، فلا يعود يراها لا في نفسه ولا فيما حوله، وهو ينتهي أخيرا، لهذا السبب، إلى فقد احترامه لنفسه واحترامه لغيره.