قراءة لرواية الحي الروسي لخليل الرز:
بدأت الرواية بفصل عنوانه الزرافة وانتهت بفصل يحمل العنوان ذاته ... فيها مزج بين الواقع والخيال ... السرد فيها غني بالتفاصيل ...سرد هادئ يتم ببطء يهتم بكل شيء ... يتضح الخيال من سرد مشاعر الحيوانات وأفكارها وتعاملها مع البشر ... هل هذا نوع من الشفافية والمشاعر الحساسة التي تهتم بالتكامل بين البشر والطبيعة؟ يلخص الكاتب فلسفته في صفحة 227: "لا توجد فكرة واحدة يؤمن بها كل الناس في الحي الروسي، ولا يجمعهم فيه تاريخ طويل، وليس هناك موروث مقدس موحد ينبغي تخليده، ولا أحد مكترث أصلا بأي حد لأي سيف أو أي عقيدة جاهزة يابسة، ليسوق طريقة محددة بالحياة ويسفه أخرى. ثم إن الإحساس بالمفاهيم الكبرى والرسالات الخالدة عموما، مقدسة كانت أو غير مقدسة، كان دائما ضعيفا جدا عند كثير من الناس، ولا أعتقد أنه كاف لأن يجعل أيا منهم يموت من أجل معتقداته مهما كانت الأسباب. الناس هنا ، منذ ظهور الحي الروسي، كانوا دائما أوصالا حية قادمة من أوطان بالية وعقائد بالية وطوائف بالية وقبائل بالية، تجمعهم الرغبة الأرضية الخالصة بالحياة، وليس لرغبة بأي هوية واحدة مؤبدة تحبسهم من جديد في فكرة متعجرفة كاملة". ف