قراءة لرواية المنبوذون ل رياض معطاس

 


هناك من الروايات من تحفر في الأعماق...تحتل أماكن يصعب ازاحتها منها ...
اتذكر قبل مدة قرأت رواية بعنوان: "لا تخبري ماما"، شعرت بالفزع... بالصدمة من قسوة ما اقرأ ...وبقت تلك الرواية لفترة من الزمن تؤرقني...احتجت بعض الوقت لأتخلص من تأثيرها ...
 
الواقع البشع المرعب يصعب تصوره ...
ورواية المنبوذون من هذا النوع ...واقع قاس...شديد القسوة والصعوبة ...
الرواية تقع في 175 صفحة يمكن قراءتها دون انقطاع ...هكذا حدث معي لم اتركها حتى انتهيت من آخر صفحة...وأنا أتجرع المرارة مع كل صفحة من صفحاتها...
سواء كانت الاحداث والشخصيات حقيقية أو تخيلية فهي تحكي عن واقع يصعب تصوره ...
نتحاشى التفكير به ..ونرفض تصديق وجوده بهذه التفاصيل ...
شدتني أحداث الرواية وشخصياتها ... التي رأيتها أمامي تمتلئ حياة ...لكنها حياة لا تشبه حياتنا ...
 
بطلة الرواية زهرة وزوجها سالم من فئة الأخدام...الفئة التي تعيش على حافة المجتمع بلا حقوق ...
ولأن عبارة الأخدام لا تليق قيل لنسميهم فئة المهمشين...التسمية الجديدة لم تغير شيء في واقعهم البائس وأصبح لهم اسم جديد ...أحفاد بلال لكن فكرة المساواة في المجتمع المسلم يبدو لا تزال مجرد فكرة كما يبدو لنا بوضوح ...
الكاتب برع في رسم الشخصيات وتحريك الأحداث ووصف الأماكن ووجدتني هناك اتابع بدهشة...
 
لربما تساءلت هل يعقل هذا؟
ألا يبالغ الكاتب ؟
واذهب بخيالي حتى أجد ما ينفي حدث ما ...لكنني أعود بلا خفين بالمره...
احيي الكاتب على شجاعته ...أن تكون شخصيات الرواية من الأخدام هي شجاعة كبيرة في رأيي ...
 
الرواية مفزعة ...
 تفضح الكثير من ادعاءاتنا...
اتمنى أن تجد الرواية طريقها للنشر والتوزيع خارج اليمن فهي تستحق ذلك.

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

فيلم Alpha

الصمت عار

الكرد في اليمن، دراسة في تاريخهم السياسي والحضاري 1173 - 1454م لدلير فرحان إسمايل