لا تتزوج وقرقوش أمك في الطاقة


المثل من الأمثال اليمنية العامية …وهو ينصح الشاب ألا يتزوج ووالدته على قيد الحياة
كلمة قرقوش تعني غطاء للرأس تستخدمه المرأة ، و الطاقة بمعنى النافذة
وبغض النظر عن صحة النصيحة أو عدم صحتها ، وهل قائل أو قائلة المثل عانى من مشاكل ومصاعب مما دعاه لنصيحة الآخرين بألا يقعوا في المأزق الذي وقع فيه …فإن هذا المثل حول حياة احداهن إلى كارثة حقيقية
حدثتني صديقة لي عن مأساتها قائلة:
- تزوجت صغيرة السن، وتخيلت أن والدة زوجي ستكون بمنزلة أمي ….فأنا زوجة ابنها ومن المفترض أن تحبني كما تحب أبنها
أطلقت تنهيدة عميقة وتابعت قائلة
- طُلبت مني أن أناديها ياأمي  ، وأسعدني ذلك كثيرا، ولكنها كانت تتعامل معي منذ البداية بشكل جاف ، حاولت التقرب منها وأن أثبت لها أنني أحبها ،لكنها قابلت محاولاتي ببرود ….وبدأت توجه لي الانتقادات بشكل دائم ، فمهما فعلت لإرضائها فهي لاترضى ،  وترى العيوب والنقص في كل ما يصدر عني
تخيلي أنها في إحدى المرات وهي تنتقد تصرفاتي قالت: طبعا الواحدة منكن تتزوج الرجل لكنها لاتريد أمه كما قال المثل لاتتزوج وقرقوش أمك في الطاقة ووجهت نظراتها القاسية تجاهي كأنني أنا صاحبة هذا المثل الذي سمعته لأول مرة منها….وكم آلمني محاولاتي الدائمة والمستمرة لأثبت لها أنني أحبها وأريد رضائها ،وأنني على استعداد دائم لتنفيذ كل ماتطلب مني…. لكن محاولاتي باءت بالفشل
أصبح هذا المثل كالكابوس بالنسبة لي ، لأن والدة زوجي تستشهد به كلما حاولت أن تثبت أنني لئيمة ولاأحبها
محاولاتها الدائمة لإتهامي وانتقادي بدأت شيئا فشيئا تترك أثرا نفسيا سيئا في نفسي ….فبدأت أشعر بالضيق عندما أناديها ياأمي لأنني لم أعد أشعر تجاهها إلا بمشاعر الضيق والحنق من تصرفاتها التي لم أتمكن من معرفة أسبابها…وعندما كنت ألوم نفسي في بداية الأمر تسبب لي هذا بضغط نفسي رهيب… وبدأت مشاعري تجاهها تتحول إلى كراهية ، وأحسست أن هذا المثل ليس غريبا وأن الزواج برجل له والدة مزعجة كوالدة زوجي هو نوع من الدخول للجحيم…..تجربتي مؤلمة جدا لدرجة أنني كلما تخيلت تصرف معين أو كلمات قالتها والدة زوجي أشعر بألم شديد ولاأدري لماذا تحول أم حياة أبنها وزوجته إلى جحيم …أين مشاعر الأمومة التي تحملها تجاه ابنها ؟ لماذا تتعامل معي كأنني عدوة لها؟ هل تعاني من اضطرابات نفسية ؟ أم أن هذا طبع لديها؟ والمؤلم طبعا أن كل مايحدث منها يؤثر بشكل سلبي على علاقتي بزوجي الذي يرى دائما أن والدته على حق وأنني يجب أن أكون مطيعة وألا أثير غضبها ….لكن ماتسببه لي لايريد أن يناقشه

فليس أمامي إلا القبول بالعيش معه وتحمل كل مايأتي من والدته التي أعلنت الحرب منذ أن رأتني ، أو الخروج من حياته والعيش بسلام بعيدا عنه ووالدته

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الصمت عار

فيلم Alpha

الكرد في اليمن، دراسة في تاريخهم السياسي والحضاري 1173 - 1454م لدلير فرحان إسمايل