تاريخ بلون الدم


  الإنسان هو الإنسان دوما ...
عندما نتجول في صفحات التاريخ الإنساني على هذه الأرض تصدمنا حقيقة هذا الإنسان
تصدمنا قصص الوحشية ....المجازر ....القتل الوحشي ...التعذيب ....
ونتساءل هل مرت على البشرية فترة تاريخية خلت من الدماء المسفوحة ؟؟؟؟
أول جريمة ارتكبها الأخ ضد اخ له ....لم يكن لها سبب منطقي ...
هي مشاعر الغضب ...الحسد ...الغيرة ....الرغبة الشريرة في الاستحواذ على كل شيء ...
لم يجد ذلك الأخ حلا غير سفك الدم ...



عندما نقلب صفحات التاريخ نشعر كم هو الإنسان كائن يهوى القتل والدمار...فصفحات التاريخ يغلب عليها اللون الأحمر 
قصة اصحاب الأخدود التي ذكرها القرآن تبين بشاعة الطريقة التي تم استخدامها لعقاب من خالفوا دين الملك ...القتل حرقا ...تلك القصة المرعبة تجعل الشعر يقف ونحن نتخيل صور الناس التي يتم دفعهم للأخدود للموت حرقا ...نتخيل اصوات الضحايا وصرخاتهم التي لم تحرك اي مشاعر لدى القتلة ....كيف فقدوا انسانيتهم؟؟؟
الحروب التوسعية التي تمتلىء كتب التاريخ بها وهي تصف الفظائع التي يرتكبها جنود الدولة الغازية وهم يجهزوا على الطفال والنساء والعاجزين ...وهم يحرقوا كل شيء أمامهم....
وهناك الحروب الأهلية التي يتقاتل فيها ابناء البلد الواحد ويموت فيها كثير من الناس لاعلاقة لهم بسبب الصراع ....وفي الحروب التي خاضتها الدول الاستعمارية لإخضاع الدول لسيطرتها لتحتلها وتستولي على كل ثرواتها وتستعبد اهلها وتذيقهم كل الوان الهوان والعذاب ....كم هو جبار الإنسان عندما يتخلى عن انسانيته...
وفي زمن الصورة والخبر الذي نشاهده ساعة حدوثه نشاهد بأعيننا فظائع وجرائم يندى لها جبين الإنسانية التي تدعي انها اصبحت متحضرة لكن افعالها تفضح مدى وحشيتها وقسوتها ....
تطهير عرقي وقتل دون رحمة رايناه لمسلمي البوسنة والهرسك وسط القارة المتحضرة ....تعذيب وحشي تفاجئنا بحدوثه في سجن ابو غريب على ايدي المبشرين بالديمقراطية وحرية الإنسان....


إذلال لكرامة الإنسان طالعتنا وسائل الاعلام بصوره لمعتقلي جوانتنامو الذي تشرف عليه راعية الحرية والدولة التي تعتبر نفسها الدولة الأقوى في هذا العصر ....


حكومات تقتل شعوب تجرأت بالمطالبة بالحرية والعدالة ورفعت صوتها ضد الفساد والمفسدين فخرج الجنود المدججون بالسلحة للقتل والتنكيل ....لم يخشوا ان ذلك يتم بثه على كل العالم ....هل شهوة القتل تحجب العقل والفكر؟؟؟
لافرق في احداث التاريخ في عصرنا او في العصور المظلمة فكلها مظلمة بالظلم والقسوة .... 

تعليقات

  1. هذا هو حال الدنيا الزائلة بكل ما فيها من سفك وقتل ودماء ويبقى الخلود جنة الله عز وجل

    ردحذف
    الردود
    1. مساء الخير اخت كريمة
      شكرا على المرور والتعليق

      حذف
  2. أسعد الله مساءك و أسعدك به..
    هذه المقالة تشير بتحدي لاعوجاج الطبع البشري
    فالبشرية بكل خصالها الهلامية تشكل ملاكا و في نفس الوقت تشكل ماردا
    العقائد و المباديء قد تكون محورا اساسيا في جعل الفرد ما يكون عليه.

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الصمت عار

فيلم Alpha

الكرد في اليمن، دراسة في تاريخهم السياسي والحضاري 1173 - 1454م لدلير فرحان إسمايل