كتاب: سداسيات بابل لخورخي لويس بورخيس

 

جمع المترجم حسن ناصر عدد من نصوص بورخيس...قصص ومقالات وأشعار... وترجمها في هذا الكتاب الذي يحمل عنوان سداسيات بابل...
يصف الكاتب بورخيس بأنه كاتب عملاق مدهش، مرح، معقد، بسيط... ويتابع:
" إنه ساحر يرقص كلماته ويحوك براهينه العجيبة ويتكبر أحلامه ومراياه... سنقرأ وصفه لموسوعات وهمية وكتب وجرود من بنات خياله....لقد كتب الآلاف من الصفحات وتحدث عن أشياء كثيرة جداً تنم عن معرفة مدهشة..."
وفي نهاية الكتاب ملحق بعنوان: مكتبة بورخيس، وملحق آخر بعنوان: شطرنج الخيام...
في القصة الأولى التي تحمل عنوان مكتبة بابل يرى بورخيس أن المكتبة عالم الإجابات والمعاني ...
وهي احتمال لا نهائي...
فالمكتبة نهاية فعل دوري مثل الذهاب في جميع أنحاء العالم.
وفي قصة: حديقة المسالك المتشعبة، يتحدث عن مسارات تتباعد في الزمن وكتاب لا نهائي يؤدي إلى مستقبلات متعددة محتملة...
القصص القصيرة التي جاءت تحت تصنيف السرد في الكتاب، تحمل أفكار بورخيس وأحلامه...
وهو يرى أن الغموض هو نوع من الثراء ...
ويبدو من أسلوب كتابته أنه ينتمي إلى نفس فئة كتابات جيمس جويس...
 
قصص بورخيس تأتي على شكل وصف لكتب خيالية مملة ...
فهو يتخيل عالما أو كتابا غير موجود ثم ينتقده ويشرحه ..بل أنه يصف موسوعات وهمية وكتب وعمليات جرد كلها من بنات خياله...
 
القراءة لبورخيس تشبه الدخول في عالم لولبي لا ينتهي...
تعني الدخول في ممرات دائرية لقاعات تتزين جدرانها بعدد لا يحصى من المرايا ويشعر المرء بالارتباك بسبب الأسماء غير المألوفة...
القصص مرتبطة ببعضها ...تتحدث عن الكتب فقط...
وكأن بورخيس يعلم القارئ حب قراءة الكتب ...
 
القصص ليس لها خط سرد واضح وصعود وهبوط يسهل متابعته. لكن قراءتها للتعرف على هذا الأسلوب وفهم عبقرية الكاتب عاشق الكتب...
ومع بورخيس يشعر القارئ أنه لا حدود للأدب، وأنه يمكن الكتابة عن أي شيء وكتابة قصص غريبة لتحفيز خيال القراء وتوسيع حدود الأدب إلى الشاطئ البعيد جدا...بل وسع هذه الحدود بطريقة دائرية...
 
للكاتب خورخي لويس بورخيس هاجس فلسفي عن المتاهة والنهاية واللانهاية...
وله اهتمام بالموسوعات والثقافات الشرقية والرموز الصوفية الإيرانية والعربية والصينية...
نجد في قصة بعنوان المعجزة السرية اقتباس قرآني عن أصحاب الكهف...
يمكن القول ببساطة أن المتاهة وصف مناسب للكتاب ...وهو مناسب لمن يستمتع بقراءة القصص الغامضة والمعقدة. 
 
يوصف بالكاتب العظيم في الأدب اللاتيني...وله أثر على الأدب العالمي...وقد عرف بكتاباته الغامضة والساحرة التي تحمل رسائل عميقة حول الوجود والزمان...
هو صديق لبن غوريون...وزار دولة الاحتلال عام 1969 وكتب شعرا عنها ...
وفي عام 1971 ذهب مرة أخرى لاستلام جائزة ...
حبه لدولة الاحتلال لم يؤثر على شغفه بالأدب العربي وحاول تعلم اللغة العربية ...
لم أفهم كيف استطاع تأييد دولة تطرد شعب من أرضه...
 
اقتباس:
قبل ما يقارب أربعة وعشرين قرنا من الزمان حلم تشونغ تسه
بأنه فراشة... ولما أفاق لم يعد يعرف ما إذا كان رجلا حلم بأنه فراشه
أو فراشة حلمت بأنها رجل...


 

كيف تعلمت الكتابة؟ - مكسيم غوركي

 

من نصائح مكسيم غوركي في كتيب يحمل عنوان:
"كيف تعلمت الكتابة؟"
- لابد للمبتدئين في الكتابة اكتساب معرفة بتاريخ الأدب...
في كل عمل نقوم به علينا معرفة تاريخ تطوره..
 
- من الضروري أيضا معرفة تاريخ الآداب الأجنبية، ذلك لأن الإبداع الأدبي في جوهره واحد في كل البلدان ولدى جميع الشعوب....
المهم هو الإيمان بأن الشباك التي تحاك لاصطياد الروح البشرية منذ الأزل وفي كل مكان مازالت تحاك حتى اليوم، وبالمقابل فإن هناك- دائما وأبدا- وفي كل مكان - أناس يضعون نصب أعينهم هدفا لتحرير الإنسان من الخرافات والأحكام السابقة واليقينيات...
 
- تاريخ الجهد البشري وإبداعه أكثر أهمية وإثارة من تاريخ الإنسان، يموت الشخص ولم يبلغ مئة سنة بينما يعمر عمله لقرون.
 
- هناك قواسم مشتركة كثيرة بين العلم والأعمال الأدبية، هنا وهناك تلعب الملاحظة والمقارنة والمعاينة دورا أساسيا، والفنان مثل العالم يحتاج لامتلاك الخيال والتخمين - الحدس. 
 
- يتطلب الإبداع اللفظي - فن تكوين الشخصيات والنماذج - خيالا وحدسا وصناعة. يصف الأديب صاحب متجر أو موظفا أو عاملا يعرفه، محققا نجاحا متفاوتا في رسم صورة شخص بعينه، مع ذلك فهذه مجرد صورة وحسب ، خالية من الأهمية الاجتماعية والتربوية، ولن تعطي شيئا تقريبا لتوسيع وتعميق إدراكنا بالإنسان والحياة، ولكن إن استطاع الكاتب أن يستخلص من كل عشرين وخمسين ومئة صاحب متجر أو موظف أو عامل السمات الطبقية الأكثر تميزا والعادات والأذواق والإيماءات والمعتقدات وأنماط الكلام ...إلخ...يستخلصها ويجمعها في صاحب متجر واحد، وموظف واحد ، وعامل واحد، بواسطة هذا النهج، فإن...
الكاتب يصنع النموذج وهذا الفن.
 
- قرأت عددا لا يحصى من الكتب السيئة لكنها كانت مفيدة لي.
يجب معرفة الأشياء السيئة في الحياة بشكل جيد ودقيق، تماما كمعرفة الأشياء الجيدة.
علينا توسيع معرفتنا بأكبر قدر ممكن ، وكلما ازدادت التجارب ساهمت في ارتقاء الإنسان وبعد نظره.
 
- أكثر الناس حبا للشكوى هم من فقد القدرة على المقاومة، الذين لا يجيدون العمل أو لايرغبون فيه، وبشكل عام هم الناس الذين يستلذون الحياة السهلة على حساب جيرانهم.

- الأدب، الصديق النصوح للإنسان ومعينه في تخطي صعاب الحياة منذ غابر الأزمنة.
 
- الناس ليسوا أشرارا بقدر ما هم جهلة.
 
- الإنسان أعظم معجزة وإبداع بين جميع معجزات الأرض.
 
- كان للأدب الفرنسي الكبير متمثلا في ستندال وبلزاك وفلوبير تأثيرا حقيقيا وعميقا بالنسبة لي بوصفي كاتبا، وإني لأنصح الكتاب الجدد بشدة بقراءة هؤلاء الأدباء، إنهم فعلا فنانون عباقرة.

 


فيلم Buckley's Chance

 يناقش الفيلم العلاقات بين الآباء والأبناء وكيف تؤثر تلك العلاقات على حياة الأبناء...
بعد مرور عام على فقدان الأب يسافر الأبن مع أمه إلى غرب استراليا للعيش مع جده لإبيه...حيث يفهم لماذا فضل والده أن يغادر المكان ...
يعرض الفيلم بهدوء كيف تسوء العلاقات بين الأهل والأبناء...
سوء الفهم...
لا عواطف قوية...كيف تكون الحياة دون أن نحس بحب الأهل!!!!
يظن الأهل أن الأبناء يقدرون ويفهمون ما يفعله الأهل لأجلهم
ولحمايتهم، لكن ما يحدث أن ذلك الحرص يخلق جدارا سميكا وعاليا من سوء الفهم والمشاعر السلبية...

الفيلم أنتج عام 2021 كان انتاجا مشتركا بين استراليا وكندا، من إخراج: تيم براون وبطولة بيل نيغي وميلان بورش وفيكتوريا هيل. 

تدور أحداث الفيلم في مزرعة الجد الواقعة غرب استراليا...

الأفلام تجعلنا نقف لنتساءل ...نحاول الفهم...
نحاول تحليل أسباب المشاعر السلبية...
تكسبنا نوع من الذكاء العاطفي...وفهم أعمق للعلاقات الإنسانية!!!


في الفيلم يسافر الأبن مع أمه للعيش مع جد لا يعرفه...
لكنه يفهم لماذا ترك والده العيش هنا وفضل المغادرة وانقطعت علاقته بأبيه....
يعيش الأبن مغامرة صحبة حيوان يكون سبب نجاته...
علاقة الحيوانات بالبشر رائعة لمن يفهمها...
بعض العبارات والمواقف في الفيلم تأخذنا للحظات مرت بنا وعشناها وتمكننا من الفهم...
أو البدء بمحاولة الفهم...