جمع المترجم حسن ناصر عدد من نصوص بورخيس...قصص ومقالات وأشعار... وترجمها في هذا الكتاب الذي يحمل عنوان سداسيات بابل...
يصف الكاتب بورخيس بأنه كاتب عملاق مدهش، مرح، معقد، بسيط... ويتابع:
" إنه ساحر يرقص كلماته ويحوك براهينه العجيبة ويتكبر أحلامه ومراياه... سنقرأ وصفه لموسوعات وهمية وكتب وجرود من بنات خياله....لقد كتب الآلاف من الصفحات وتحدث عن أشياء كثيرة جداً تنم عن معرفة مدهشة..."
وفي نهاية الكتاب ملحق بعنوان: مكتبة بورخيس، وملحق آخر بعنوان: شطرنج الخيام...
في القصة الأولى التي تحمل عنوان مكتبة بابل يرى بورخيس أن المكتبة عالم الإجابات والمعاني ...
وهي احتمال لا نهائي...
فالمكتبة نهاية فعل دوري مثل الذهاب في جميع أنحاء العالم.
وفي قصة: حديقة المسالك المتشعبة، يتحدث عن مسارات تتباعد في الزمن وكتاب لا نهائي يؤدي إلى مستقبلات متعددة محتملة...
القصص القصيرة التي جاءت تحت تصنيف السرد في الكتاب، تحمل أفكار بورخيس وأحلامه...
وهو يرى أن الغموض هو نوع من الثراء ...
ويبدو من أسلوب كتابته أنه ينتمي إلى نفس فئة كتابات جيمس جويس...
قصص بورخيس تأتي على شكل وصف لكتب خيالية مملة ...
فهو يتخيل عالما أو كتابا غير موجود ثم ينتقده ويشرحه ..بل أنه يصف موسوعات وهمية وكتب وعمليات جرد كلها من بنات خياله...
القراءة لبورخيس تشبه الدخول في عالم لولبي لا ينتهي...
تعني الدخول في ممرات دائرية لقاعات تتزين جدرانها بعدد لا يحصى من المرايا ويشعر المرء بالارتباك بسبب الأسماء غير المألوفة...
القصص مرتبطة ببعضها ...تتحدث عن الكتب فقط...
وكأن بورخيس يعلم القارئ حب قراءة الكتب ...
القصص ليس لها خط سرد واضح وصعود وهبوط يسهل متابعته. لكن قراءتها للتعرف على هذا الأسلوب وفهم عبقرية الكاتب عاشق الكتب...
ومع بورخيس يشعر القارئ أنه لا حدود للأدب، وأنه يمكن الكتابة عن أي شيء وكتابة قصص غريبة لتحفيز خيال القراء وتوسيع حدود الأدب إلى الشاطئ البعيد جدا...بل وسع هذه الحدود بطريقة دائرية...
للكاتب خورخي لويس بورخيس هاجس فلسفي عن المتاهة والنهاية واللانهاية...
وله اهتمام بالموسوعات والثقافات الشرقية والرموز الصوفية الإيرانية والعربية والصينية...
نجد في قصة بعنوان المعجزة السرية اقتباس قرآني عن أصحاب الكهف...
يمكن القول ببساطة أن المتاهة وصف مناسب للكتاب ...وهو مناسب لمن يستمتع بقراءة القصص الغامضة والمعقدة.
يوصف بالكاتب العظيم في الأدب اللاتيني...وله أثر على الأدب العالمي...وقد عرف بكتاباته الغامضة والساحرة التي تحمل رسائل عميقة حول الوجود والزمان...
هو صديق لبن غوريون...وزار دولة الاحتلال عام 1969 وكتب شعرا عنها ...
وفي عام 1971 ذهب مرة أخرى لاستلام جائزة ...
حبه لدولة الاحتلال لم يؤثر على شغفه بالأدب العربي وحاول تعلم اللغة العربية ...
لم أفهم كيف استطاع تأييد دولة تطرد شعب من أرضه...
اقتباس:
قبل ما يقارب أربعة وعشرين قرنا من الزمان حلم تشونغ تسه
بأنه فراشة... ولما أفاق لم يعد يعرف ما إذا كان رجلا حلم بأنه فراشه
أو فراشة حلمت بأنها رجل...