فصل آخر من رواية: جني تعرفه ولا أنسي ما تعرفه، وهي رواية خيالية وكل أشخاصها من عالم الخيال

 

سألت صديقتي الجنية عن حالها، أجابت بأنها على مايرام.
- لكن شكلك يقول أنك لست كذلك!!!
ابتسمت:
- أشعر بالضيق من طلبات السماح والمسامحة التي تنتشر في المواسم...هذه الأيام أغلب مجموعات الواتس اب فيها نفس الطلب... "في هذه الأيام المباركة اطلب المسامحة من الجميع عن كل ما بدر مني وأنا سامحت الجميع في حقي من اليوم إلى يوم اللقاء بين يدي الرحمن الرحيم ...."
وزمت شفتيها بامتعاض...
- وما الذي يزعجك في هذا؟ خطوات طيبة من الناس ...
 
تعالت ضحكتها:
- السطحية والغباء تثير أعصابي ...خاصة لما توصل لي هذه من صياد ...
- صياد شخصيا؟
- تعرفي صياد مزعجة ...مؤذية ما تخلي لأحد حاله ...طول السنة تدي لش الجنان ...وبعدها ببساطة ترسل في مجموعة "الخباير المدلوزات " سامحوني أنا سامحتكم...
- طيب ماعد تشتي ...ما اتخيلتش أنا ان صياد هذه بتطلب السماح ...
- يا حاليه اللي يطلب السماح من الناس معناها مخلوق من مخلوقات الله الحساسة ...التي لاتؤذي الآخرين وإذا حدث وأخطأت في حق أحدهم تذهب له شخصيا وتعترف بالخطأ وتبدي الأسف لما بدر منها وتطلب السماح ...
 
- لكن هناك من يصعب عليهم الاعتراف بالخطأ
- هذا النوع والكل صعب يوقف قدامش ويعتذر لكن تصرفاته وأسلوب تعامله تعبر عن ذلك...لكن سامحونا لأننا نستعد للي بعده ...هذا كلام فاضي لا قيمة له ...
- أوف لا تخليش قلبش اسود ...تسامحي مع الجميع اليوم دنيا وغطوه آخره ...
- مش معقول حتى انتي بتفكري مثلهم ...
صياد هذه قد سامحتها لوما تعبت ...وهي لا تتغير ولا تتوقف عن الأذية...
لازم تطبزش بكلمة تفحرش...لازم تخليش قدام الناس وتبدأ تنتقد شكلش ولبسش وتنكت عليش على أساس دمها خفيف ...ولما تزعلي تطلعي أنتي الحقودة والشوعة وصاحبة القلب الأسود وهي الطيبة صاحبة القلب الأبيض اللي تنسى بسرعة ...تخبص وتنسى واللي حولها يؤيدوا تصرفاتها لأنها كثيرة هدار ومجاد وتحلف دائما أن قلبها أبيض وما تقصدش تزعل احد بس انتوا اللي بتفهموا غلط ...
 
- لا لا ...احنا عندنا الوضع مختلف ...في عالم الأنس مابش حركات الجن هذه ...وأعوذ بالله من صياد وطباعها ..
عندنا اللي مثلها يقولوا عليه: حقه حق وحق الناس مرق ...
بردي على قلبش ودعممي... 
 
 ***** 
حدثتني صديقتي الجنية عن خوفها من الموت ...
وصلها فيديو على الواتساب من ناصحة تحذرها بأنها لو ماتت وهي تضع على أظافرها الطلاء الاكريليكي فلن يكون وضعها جيدا ...
ستكون في ورطة حقيقية ...
كان التحذير شديد اللهجة بأن لحظة تغسيلها بعد الموت لن تتمكن المغسلات من إزالة ذلك الطلاء ...
والذي لايمكن إزالته إلا في صالون التجميل ...
وبالتالي ستكفن وتدفن بتلك الأظافر...ولتتخيل نفسها يوم القيامة !!!
أي خزي وعار ستحمله يوم العرض الكبير على الله شديد العقاب...
ستكون فضيحتها كبيرة وعلى الملأ ...
فلتحرص قبل الموت على عدم الوقوع في هذه المعصية ولا تستهين بالموضوع...
لأنها قد تموت موت مفاجئ في أية لحظة وتكون فضيحتها يوم القيامة بجلاجل...
لم أعرف فعلا ما أقول لها ...اكتفيت بالدهشة والعجب ...
على صديقتي أن تخاف من يوم القيامة بسبب طلاء لكن هل يصل ما يذكر الفاسدين ومن يحولوا حياة الناس على الأرض إلى جحيم حقيقي...هل يصلهم ما يذكرهم بيوم العرض الكبير
أم أن الفضيحة مقتصرة على أظافر صديقتي التي أصيبت بحالة نفسية من شدة الرعب ...

 
*****
حكت لي صديقتي الجنية عن الموقف الذي تعرضت له في مطار بلادها:
- أول غرفة للتفتيش عند باب المطار ...شرطية مقززة سألتني مسافرة؟
رديت عليها مبتسمة: بذمتش هذا سؤال!!
فردت بحدة: تشتي الصدق أنتي تافهة
قيل أن الشرطية من الأمن المركزي...
انا اردت ألا يمر الحادث وكأن شيء لم يكن ...فلا يحق لأحد أن يهينني على أرض وطني طبعا أو أي مكان...
سألت أين المسؤول أو مدير المطار...فجاء شخص قمة في الأدب والأخلاق أعتذر نيابة عنها ..
عندما سألها كيف تتصرف هكذا ...صرخت كالمجمنونة بأنني زناطة وتافهة...
مفهوم أن المسؤول الأمني يحق له إهانة المواطن مرفوضة..
الشرطة والأمن لخدمة المواطن لا لإهانته أو تعذيبه ...

رواية:النمل لبرنار فيربير

 


السرد يشد القارئ من السطر الأول...سرد ممتع
لغة بسيطة ومكثفة...
يسير السرد عبر خطين متوازيين:
عالم البشر ...وعالم النمل
في فقرات متتالية ويتم الانتقال بسهولة دون إرباك للقارئ... 
 
لا وصف كثير ، تبدأ الحكاية بانتقال جوناثان إلى شقة جديدة يرثها من خاله إدوارد ...
في هذه الشقة تبدأ الحكاية حيث يوجد بها قبو غامض، لكن الخال إدوارد يترك رسالة تحذر جوناثان من النزول للقبو، وهذا يوحي للقارئ بأن هناك لغز ما في القبو !!
 
وينتقل السرد إلى عالم النمل وهي الحكاية التي تسيطر على معظم صفحات الرواية ...
وكأن عالم البشر هو المصيدة ، لكن الأساس والقصة الأهم هي قصة النمل ، وحتى لا تتحول الرواية لمجرد حكاية من حكايات الحشرات فكان من الضروري أن تكون هناك حكاية لأسرة من البشر بها فجوات وأسرار لتشد القارئ ...
قصة النمل تأخذ القارئ لأماكن عيش النمل ليتعرف على الكثير من الأسرار عن حياة النمل...
عن الصراعات والحروب والغارات وأخذ الاسرى والخيانات والتجسس...عن الأنواع المختلفة للنمل، عن المعارك والمستعمرات والبيات الشتوي، وكيف يتحدث النمل ويتواصل مع غيره...
وعن توزيع المهام وتنوع القدرات...وطبقات النمل ومهمة كل نملة داخل الخلية...
وكأن المخلوقات على كوكب الأرض تعيش إلى حد ما حياة متشابهة، فهناك دوما أعداء وحروب وتدمير وقتل خطط وصراع دائم للسيطرة.
 
معلومات علمية تختلط بالخيال فتخلق نوع من المتعة يستشعرها القارئ.
فكأن الكاتب يريد أن يخبرنا بأن هذا الكوكب ليس حكرا على عالم البشر وأن هناك مخلوقات متناهية الصغر والتي تفوق أعدادها أعداد البشر بمرات كثيرة وأنها تستحق العيش على هذا الكوكب ..
 
"في الوقت الذي يجهل الإنسان حقيقة المخلوقات التي تعيش معه على الأرض، يبذل المال والجهد لإرسال مسبار للفضاء للبحث عن كائنات أخرى في الكواكب البعيدة"
 
توضح الرواية أيضا حجم الأخطاء الكبيرة التي يرتكبها البشر والتي تؤثر على التوازن البيئي على كوكب الأرض، فهو يتسبب بانتقال النمل وغيرها من الحشرات والحيوانات من بيئاتها الطبيعية إلى أماكن مختلفة، مما يؤثر على سلوك الحشرات والحيوانات...
ومن الظريف في الرواية المقارنة بين وضع الأطفال للبشر وما يتعرضون له من قسوة وسوء معاملة ، عكس العناية والاهتمام لصغار النمل.
 
تتداخل الحقائق العلمية عن النمل في الرواية مع شيء من الخيال الجميل لصنع الحبكة خاصة عندما يتصل عالم البشر بعالم النمل...وصعوبة ذلك الاتصال بسبب قسوة البشر وتحطيمهم لكثير من الحيوات والكائنات على هذا الكوكب بقصد أو دون قصد!!!!
 
تثير الرواية أسئلة من نوع:
هل الصراع هو الأصل للبقاء في عالم الكائنات ولا مجال للتعاون وتبادل المنافع بينها؟
الرواية هي الجزء الأول لثلاثية النمل ...فلا يزال هناك الجزء الثاني والثالث...

 

هوس الكتابة الروائية باليمن(استطلاع رأي)

 

المشاركة بالاستطلاع الخاص بمجلة سلاف الثقافية عن هوس الكتابة الروائية باليمن...
يمكن تحميل العدد الرابع لمجلة سلاف الثقافية عبر الرابط:
 



 

رواية ذاكرة الرحيل لعبد الرزاق قرنح:



الرواية مؤثرة ومؤلمة لأنها تعكس واقع الناس في بلدة أفريقية ساحلية في شرق أفريقيا دون تسميتها.

الرواية تسرد جزء من حياة حسان الذي يعيش طفولة تعيسة في عائلة فقيرة حيث يترافق الفقر والعوز مع السقوط في الرذيلة والإدمان....
يشعر القارئ بالمرارة وهو يتابع تفاصيل حياة حسان التي يمر عليها الكاتب سريعا بما يشبه غرس خنجر في القلب...


تفاصيل طفولة حسان وهو في الخامسة من عمره حيث يتعرض للضرب بطريقة وحشية مع أخيه الأكبر سنا من أب سكير وأم مهزومة ومشاعر الذنب بعد وفاة أخيه متأثر بالحريق لأنه لم يتمكن من انقاذه...
تدفعه أمه للخروج من البلدة لتحقيق طموحه بحياة أفضل ودخول الجامعة عبر الاتصال بخاله الذي يعيش في نيروبي والذي حرمها نصيبها في الميراث، لكنه يتعرض للطرد بعد أن يقع في حب ابنة خاله...
عبر حكاية حسان وظروف عائلته يلخص الكاتب حقيقة وحشية الاستعمار الاوروبي لأفريقيا وما خلفه من فقر وفساد ومعاناة لشعوب تلك البلاد...

"تاريخنا المشحون بالتعسف وسوء المعاملة والجور والطغيان الذي مورس على الأفارقة بتحالف من العرب والهنود والاوربيين، كان من السذاجة التوقع لأن تسير الأمور على نحو مغاير"

ويعرج لتورط والد حسان بخطف الاطفال وبيعهم عبيد وارسالهم لبلاد الخارج العربي، وكذلك ماساة اغتصاب الاطفال...
كما يلمح الكاتب لحقيقة افتتان بعض أفراد شعوب الدول التي عانت من الاستعمار ببلاد المستعمر والتعبير عن كراهيتهم لأبناء بلادهم وتعبيرهم عن مشاعر عقد النقص تجاه دول أوروبا ومنتجاتها الصناعية وإحساسهم بالمرارة لكونهم مجرد مستهلكين لما تنتجه الدول الصناعية...


الرواية تذهب أيضا لفساد الحكومات التي تستلم الحكم بعد خروج قوات المستعمر والتي تعمل على تدمير الوحدة الوطنية لغرض إحكام قبضة الحاكم على الناس، فهو لا يهتم عبر حكوماته بتحسين حياة الناس...ويتضح هذا في الرواية من وضع المستشفى الذي لا وجود لسرير لجدة حسان التي يتم اسعافها حيث لا سرير ولا طبيب ، الطبيب الوحيد بالمستشفى مشغول بمرافقة رئيس البلد ...
تنتهي الرواية بمغادرة حسان لبلاده بحثا عن حياة أفضل...