دون كيخوت دِ لامانتشا لميغيل دِثربانتس

 

دون كيخوت دِ لامانتشا لميغيل دِثربانتس يعد من أهم الأعمال في تاريخ الأدب على رأي النقاد...
تدور القصة حول ألونسو كيخانو النبيل الإسباني الريفي متقاعد الذي يفرط في قراءة روايات الفروسية القديمة... لدرجة أن يُصاب بالجنون فيقرر أن يصبح فارسا متجولا باسم دون كيخوت دِ لامانتشا...ساعيا لإحياء الفروسية وحماية المظلومين.... يرافقه سانشو بانثا جاره الفلاح البسيط والساذج فيصبح تابعا أو حاملا لسلاحه...
 
تدور أحداث الكتاب حول الصراع بين الوهم والواقع
وكأن الهدف الأساسي للكاتب هو نقد والسخرية من أدب الفروسية الذي أصبح باليا وغير واقعي في عصره...
 
وفي الجزء الثاني من الكتاب يظهر تطور لافتا في البناء الروائي عندما يجد القارئ أن شخصيات الرواية قد قرأت بالفعل مغامراتها التي نشرت في الجزء الأول...
بعد عدد من المغامرات الزائفة يأتي الفصل الأخير الذي ينتهي بموت بطل الحكاية بعد أن يعود لشخصيته الحقيقية ويتبرأ من شخصية دون كيخوت ومن أعمال الفروسية ...
وينتهي الجزء الثاني من الكتاب بالعبارة التي يوجه الراوي كلامه للقارئ:
"ولم يكن هدفي غير أن أبعث الملل عند الناس من حكايات كتب الفروسية المزيفة والحمقاء، فهي ستصطدم بحكايات دون كيخوت الحقيقي وستسقط دون أدنى شك". والسلام.
 
يستمتع القارئ بمغامرات دون كيخوت وحامل سلاحه عبر 1130 صفحة يجد نفسه في بعض الصفحات لايستطيع كتم ضحكاته لظرف المواقف التي يقع فيها بطل الحكايات وحامل سلاحه ...
 
في مدريد يجد الزائر للمدينة نصب تذكاري للكاتب ثربانتس وبطل حكايته دون كيخوت على حصانه روثينانت وهو ممسكا برمح طويل...وحامل سلاحه سانتشو على حماره...
 




الإخوة كارامازوف-المجلد الرابع لدوستويفسكي، ترجمة سامي الدروبي:

 

تتوزع بقية أحداث الرواية في هذا المجلد على أربعة أبواب:
في الباب العاشر الذي يحمل عنوان الصبيان يربط
دوستويفسكي الصراع النفسي لعائلة كارامازوف بالجيل الروسي الصاعد ...الأطفال هم مستقبل البلاد...
 
نرى الدور الذي يلعبه أليوشا مع الأطفال فهو بحسب رغبة الشيخ زوسيما الذي طلب منه الخروج من الكنيسة ومواجهة الحياة ، نراه هنا يمارس ما يؤمن به من التسامح والحب بين الأطفال وعن طريق التعامل الطيب يستطيع وضع بذرة التغيير والتسامح بين الأطفال ..
 
الباب الحادي عشر: الأخ إيفان فيدوروفتش، في هذا الباب يعيش القارئ ذروة الرمزية الفلسفية ...
 
جنون وتهيؤات إيفان وحديثه مع الشيطان يمثل تجسيد للجانب المظلم من فكر إيفان الذي يتصارع مع أفكار المنطق والإلحاد بعيدا عن حقائق الإيمان وكأن الجنون هو النتيجة الطبيعية للفخر العقلي ...
 
في الباب الثاني عشر: الذي يحمل عنوان خطأ قانوني ...نرى كيف تتخبط العدالة الإنسانية العمياء في المحاكمة التي ترمز لعدم كفاءة القوانين ، وكيف يدين وكيل النيابة المتهم بناء على أدلة سطحية وظرفية...
مرافعة المحامي كانت رائعة لكن الحكم يدل على فشل البشر بتحقيق العدالة وكيف تتأثر أحكامهم بنظرتهم للمتهم والأحكام المسبقة حتى في غياب أدلة واضحة ..
مرافعة المحامي عرت المجتمع وقوانينه الظالمة التي لا تدين أب يحرم الأبناء من الحب والعطف
"إن بين الآباء من هم كارثة"
 
"يجب أن نبرهن على أن التقدم الذي تحقق في هذه السنين
قد شمل تطورنا الروحي والأخلاق.
يجب أن نعلن بغير تردد أنه ليس يكفي المرء أن ينسل نسلا حتى يكون أبا، وإنما ينبغي له أن يستحق شرف هذا الاسم أنا أعلم أن هناك رأيا مختلفا عن هذا الرأي ، أن هناك فهما آخر لمعنى كلمة الأب، هو أن أبي يظل أبي ولو كان شيطانا رجيما ومجرما عاتيا في حق أولاده، وذلك لمجرد أنه أوجدني.
ولكن هذا التصور تصور غيبي إن صح التعبير ، تصور لا يستطيع أن يدركه العقل، ولا يمكن قبوله إلا على أنه عقيدة وإيمان، مثله كمثل كثير من الأمور التي لا يفهمها عقلنا ولكن الدين يأمرنا أن نؤمن بها. ومثل هذا التصور يبقى عندئذ في خارج الحياة الواقعية "
 
تنتهي الرواية بخلاصة فلسفية...حيث ترى أن الحياة رغم معاناتها لكنها ملأى بالجمال الذي يمكن العثور عليه من خلال الإيمان بالخير...
 

 

كتابي الجديد: على طريق الغيوم

 صدر كتابي الجديد: على طريق الغيوم وهو من نوع أدب الرحلات. 

الناشر: دائرة الثقافة بالشارقة 

ويعرض الآن بمعرض الكتاب بالشارقة الذي بدأ يوم 5 نوفمبر ويستمر حتى يوم 16 نوفمبر.

الكتاب عن انطباعاتي لزيارات لعدد من الدول مثل: 

ألمانيا، إيطاليا، جيبوتي ، مصر ، أذربيجان، رواندا، إسبانيا، كينيا، اليونان، وسويسرا. 

الانطباعات عما لفت انتباهي في تلك البلاد وعن أهلها، وشيء من تاريخها. 

 

"دائما هناك في القلب شيء لا يحكى، هو سر ابتسامتك المفاجأة..
عالمك الخاص، لكن يأتي وقت تريد فيه أن تطفو تلك الذكريات على السطح، أن تتخذ طريقها للغيوم، لعلها تنزل مطراً يروي عطش الذاكرة.
كان الوقت متأخرا، عندما قررت السفر مرة أخرى، ولكن هذه المرة داخل أروقة ذاكرتي، وقد ارتفع من الشرق قمر أبيض، خفف الغسق، وزاد وضوح الحدود الخارجية للمنازل المحيطة بي على طول الشارع، ليرسم لي حدوداً داخلية، لم أتحرر منها إلا والكلمات تنساب بكل حرية، لتملأ الصفحات البيضاء أمامي."
جزء مما جاء في أول صفحة للكتاب ...
 

 


 

قراءة لرواية: الأخوة كارامازوف - المجلد الثالث لدوستويفسكي ترجمة : سامي الدروبي

 


الجزء الثالث من الرواية يحتوي على الأبواب من السابع حتى التاسع....
هذا الجزء يشكل ذروة الصراع النفسي والفلسفي...حيث . تتكثف المواضيع الرئيسية في الرواية:
الإيمان والإلحاد والحرية والمسؤولية الأخلاقية والذنب والمعاناة....
​​الباب السابع يحمل عنوان: أليوشا...هنا ترصد الرواية لحظة انهيار الإيمان ... لحظة ​صدمة أليوشا ومظاهر الانهيار النفسي والروحي لأليوشا وهو الشخصية التي تمثل الإيمان النقي والرحمة....
 
تحدث وفاة الراهب الأب زوسيما وصدمة تحلل جسده وانبعاث الرائحة الأمر الذي شكل صدمة هائلة للمؤمنين الذين كانوا يتوقعون حدوث معجزة أو عدم تحلل الجسد كما يظن
الجميع أنه يحدث عادة للقديسين.
​فيواجه أليوشا لحظات قاسية تهز إيمانه....
فيبتعد عن الرهبنة وتحت تأثير الصدمة يقع تحت تأثير أفكار الآخرين ...خاصة الأفكار المادية والمُتشككة.
ترتبط عادة الأديان بالكثير من المعجزات ولكن ماذا يحدث عندما تنهار تلك المعجزات؟
هل يضيع الإيمان أم ينبعث إيمانه حقيقي يقوم على الفهم الحقيقي للدين وغاياته بعيدا عن أفكار البسطاء!!!
 
الباب الثامن بعنوان ميتيا وهو الابن الأكبر من الإخوة كارامازوف....
يركز هذا الباب على الدوافع الداخلية والأحداث التي سبقت لحظة القتل المباشر... ويصوّر تخبط ميتيا وفوضاه العاطفية والمالية....
​يبرع دوستويفسكي في تصوير مشاهد الصراع الذي يعيشه ميتيا وكيف يجد نفسه في مأزق رهيب....
إنه مدين لخطيبته السابقة كاترينا إيفانوفنا بمبلغ كبير ويحتاج بشدة إلى المال للهروب مع عشيقته جروشينكا....
هذا الضغط يدفعه إلى تصرفات حمقاء ... ويزيد من حدة كراهيته لوالده الذي ينافسه على جروشينكا.
 
​بتابع القارئ تفاصيل تصرفات ميتيا الذي يفقد القدرة على التحكم بأفعاله وهو يخشى أن يفقد جروشينكا خاصة عندما يعتقد أنها قد تكون في منزل والده...
ويأتي مشهد ضربه للخادم جريجوري الذي يحاول منعه من الدخول للبيت....
كل هذه اللحظات الحمقاء ستتراكم لتصبح أدلة تدينه في حادثة قتل لم يرتكبها .
​في ذروة يأس ميتيا يقرر أن ينتحر ...
عندما يلتقي بجروشينكا بعد أن لحق بها يتجهزان لقضاء ليلة صاخبة مع آخرين ويقرر أنه سيطلق النار على نفسه في الصباح. 
 
​ الباب التاسع: التحقيق التمهيدي
في ​هذا الباب الدرامي يتغير فيه مصير ميتيا وتنتقل أحداث الرواية من الصراع النفسي الداخلي إلى الواقع القاسي للعدالة البشرية....
يتهم ميتيا بقتل والده...
 
بعد ​العثور على الأب فيودور مقتولا توجه أصابع الاتهام على الفور إلى ميتيا بسبب تاريخه العنيف...وتهديداته العلنية لوالده ...وصراعهما على المال والمرأة.
​يبدأ التحقيق مع ميتيا ويقوم المحققون بعملية التحقيق والاستجواب في النزل حيث كان ميتيا مع جروشينكا.
​ يصر ميتيا على براءته من القتل..... ويروي قصته حول كيفية حصوله على المال الذي أنفقه لكن المحققين لا يصدقونه...وهنا المشكلة عندما يصبح الشخص متهما وحيدا وتشير كل الأدلة ضده رغم براءته حيث يسير التحقيق حول إثبات التهمة وإهمال أي إشارة لبراءته...
و​الخلاصة المأساوية....أن الأدلة الظرفية التي تترابط لتؤكد التهمة بشخص بريء مثل تهديداته...صراعاته...وجوده في المنطقة... واعترافه بتوقه للقتل...والمال الذي أنفقه...تتراكم جميعها ضده لتثبت التهمة.
المحققون بدورهم مستندين إلى التحليل النفسي لشخصيته المندفعة والشهوانية يذهبون دون دليل مادي إلى أنه هو القاتل...
يتم اعتقال ميتيا بتهمة قتل والده... وهي النقطة التي تحول ميتيا من فوضوي عاطفي إلى شهيد للمعاناة التي لم يكن مسؤولا عنها بالكامل ولكن كل ذلك يدفع القارئ للتفكير عن حقيقة العدالة وكيف يتم التعامل مع من تشير إليه الأدلة بأنه هو القاتل رغم براءته وكيف يتجاهل الناس الحقائق ويسيرون في تأكيد التهمة على شخصية بريء لأسباب كثيرة ...
 
كيف يشهد من لا يعرف شيئا...
كيف يؤكد التهمة من لا علم له بما حدث !!!!
لماذا يتصرف الناس بهذه الطريقة الغريبة ويتسببون بتدمير إنسان لم يسيء اليهم؟
 
 
 

 

رواية: من أنت أيها الملاك؟ لإبراهيم الكوني



هل يحق للإنسان أن يطلق على مولوده الجديد الاسم الذي يختاره هو؟
ماذا يحدث إذا رفضت السلطات الاسم الذي تختاره لابنك؟
لماذا نختار اسم بعينه ؟ هل للأسماء دلالات مهمة أم أنها كما يقال في التعبير الشعبي مجرد خطام؟

بطل الرواية مسي هو الطارقي أو الأمازيغي الذي ينتقل إلى المدينة...ويذهب لاستخراج شهادة ميلاد لابنه الذي يختار له اسم يوجرتن....
مسي يعني مولاي ويوجرتن يعني البطل الكبير في لغة الأمازيغ....وهما اسمان لهما دلالة عميقة في تاريخهم ووصايا أسلافهم

تبدأ مأساة الرواية برفض موظف السجل المدني تسجيل اسم المولود يوجرتن... بحجة أنه:
"اسم ليس منا، بلسان ليس من زماننا، لإنسان ليس من زماننا" وأنه اسم وثني غير مُدرج في لائحة الأسماء المنزلة.....
وجود لائحة منزلة للأسماء أو لائحة بالأسماء المسموح بها يثير التساؤل بحجم تدخلات السلطة في خصوصيات الناس وتفضيلاتهم وأسباب ذلك التدخل؟
هي نقطة تستحق الوقوف عندها لأنها نقطة جوهرية في الرواية ...


رغم رفض الموظف للاسم الذي اختاره مسي لابنه إلا أنه يصر على ذلك الاسم وهكذا تنطلق رحلة بطل الرواية في دوامة إدارية بيروقراطية وعنكبوتية محفوفة بالانتظار واليأس... في محاولته لإثبات حق ابنه في اسمه... وهو ما يوازي التمسك بـ الهوية والتاريخ.
تصرفات الموظف تذكرنا بمشكلة تعامل المواطن في أغلب الدوائر الحكومية حيث يصبح المواطن ضحية لموظف يفرغ فيه كل احباطاته وعقده !!!!
دون تسجيل الاسم رسميا لا يكون للشخص وجود قانوني في البلد ...
فالمدرسة ترفض تسجيل الطفل ...
دون أوراق ثبوتيه يصدرها السجل المدني يكون الإنسان شبحا لا أحد يعترف به ولا حقوق له ...


تتدهور العلاقة بين الأب والابن الذي يلوم أباه على هذا الاسم الغريب الذي لم ترض عنه السلطات...

من المنطقي أن يتحول الابن لخارج عن القانون وينضم لجماعة تتبنى العنف وتخطط لنسف مبنى السجل المدني ...
فهل السلطات هي من تفرخ الجماعات العنيفة والخارجة عن القانون ؟

تنتهي الرواية بطريقة مأساوية مفاجئة عندما يقتل الأب ابنه....
الرواية تناقش أزمة الهوية والانتماء ...ومعضلة التنوع في البلد الذي لا تعترف به السلطات...
السلطات تريد لون واحد وتعمل على طمس بقية ألوان الطيف أو التنوع في المجتمع العربي ... والرواية تركز على واقع الشعب الامازيغي أو الطوارق في ليبيا...
ترمز الرواية إلى الفناء المحتوم لشعب تحول السلطات بينه وبين ثقافته ومن تلك الثقافة الأسماء وكل ما له صله بالثقافة ...

يشعر القارئ كأن الرواية صرخة يائسه تعكس استسلام هذا الشعب لقدر محتوم يهدد بإنهاء ثقافته واندثارها والتي جاءت في الرواية بمشهد مقتل الابن الذي يمثل اندثار ثقافة ذلك الشعب بين الأجيال الجديدة التي لا تعرف الكثير عن ثقافة الآباء والأجداد وصعوبة الصراع بين الاقليات والسلطات للحفاظ على هويتها...
في الرواية الصحراء هي رمزية النقاء والحرية والتاريخ وثقافة الأجداد ووصاياهم والهوية الأمازيغية...
المدينة هي رمزية السلطة والقهر والبيروقراطية والاستسلام وضياع الهوية والواقع الحاضر
اللائحة المنزلة للأسماء ترمز للقانون الجائر والسلطة القامعة وصهر الهويات وطمس أي إختلاف ...
في الرواية يستعين الكاتب بمرويات ونصوص من الكتاب المقدس وقصص الأنبياء وخاصة ابراهيم مع ابنه الذي هم بذبحه لكن الملاك يأتي منقذا للابن ...
وهنا يأتي عنوان الرواية الذي يذكر الملاك ويتساءل عن حقيقته...

الرواية عمل عميق يناقش قضايا سياسية واجتماعية تتعلق بحقوق الأقليات في المجتمعات العربية
معتمدا على لغة أدبية جميلة تمزج بين الحدث الواقعي والترميز الفلسفي ليعبر عن عمق الاغتراب والتهميش الذي يعانيه الإنسان الذي يفقد اسمه...يفقد حرية الاختيار ... فيفقد بذلك وجوده وانتمائه في نظر السلطة.