المشاركات

مع أو ضد؟

عادة هناك مجموعة من الناس مع جهة معينة، ومجموعة أخرى من الناس مع جهة أخرى... كل مجموعة من الناس هي مع الجهة التي ترى أنها على حق ... وهذا شيء طبيعي ولا مشكلة فيه... لكن عندما تظن كل جهة أنها تحتكر الحق وان على الجميع أن يكون معها وإلا فهم مع الباطل، هنا يبدأ الخطأ ... هنا يبدأ العداء والكره والتكفير... صدور ضيقة ... وعقول ضيقة     

الآخر

الله سبحانة وتعالى خلق البشر وجعل منهم قبائل وشعوبأ... والهدف أن يتعارفوا... أن يتعايشوا... مر الانسان بمراحل مختلفة حتى وصل لمرحلة التحضر، المرحلة التي يجب أن يتعايش فيها مع الآخر دون قتال وصراع... تذكر كتب التاريخ الكثير من الحروب والغزوات على مر مراحل التاريخ المختلفة... فكل الامبراطوريات والقوى الكبيرة كانت تعطي لنفسها الحق في غزو غيرها والتفوق عليه عسكريا واخضاعه لسيطرتها... وهناك حروب كثيرة كانت تنتهي بحرق الأخضر واليابس وقتل الناس قبل مغادرة ذلك البلد المنكوب والذي تعرض لغزو قوى وحشية... القتل والدمار والخراب وأسر الناس واستعبادهم كانت أمور طبيعية ومن يملك القوة اللازمة لايتوانى عن ارتكابها... يتم تمجيد الأبطال وتقديسهم وهم الأبطال الذين مارسوا الوحشية بكل أنواعها مع الآخر ... في عصرنا تكونت حدود للدول، واصبح هناك قوانين دولية ومعاهدات  دولية تعني بحفظ الأمن الدولي وحل الخلافات الدولية وتحرم اللجوء للقوة .. وبالتالي أصبح للآخر حقوق ولم تعد حريته منتهكه، لم يعد مقبول أن يكون هناك استعباد للآخرين... وبالرغم من انه لا تزال هناك بعض الانتهاكات لتلك القوانين ، ولا تزال ال

شيفرة بلال

صورة
الرواية للدكتور احمد خيري العمري  رواية رائعة كتبت بلغة بسيطة وجميلة    رواية شيفرة بلال  تتحدث عن معاناة بلال سعيد الطفل النيويوركي الذي يعاني من السرطان  ويعرف ان هناك مشروع لانتاج فيلم عن بلال الحبشي  فيتواصل مع كاتب السيناريو ليعرف قصة الفيلم لأنه سيموت قبل أن يرى الفيلم النور.. الرواية تدفعك لقراءتها حتى آخر صفحة... قد تتساءل لماذا ابطال القصة ليسوا عرب مثلا؟  وقد تكون لديك اسئلة أخرى... مثلا لمن كتبت هذه القصة؟   لكن الجميل في الأمران القصة مكتوبة بطريقة مبتكرة... طرق بعيدة عن تلك الطرق التقليدية للكتابة عن اصحاب النبي عليه الصلاة والسلام... هنا الكاتب ببراعة شديدة يعرض جزء من سيرة الصحابي بلال ويربطها بقصة اشخاص معاصرين في امريكا... يكفي هذا لتكون الرواية هي بداية للخروج عن الخط المألوف والذي بدأ يفقد متابعيه ومشجعية...   الدكتور أحمد خيري يكتب بذكاء وبحرفية لجيل مختلف ... يكتب بعيدا عن فخ التقديس للشخصيات التاريخية والذي يحرمنا من فهم تلك الشخصيات بعد ان تم وضعها في  اطر مقدسة يمنع الاقتراب منها... هنا تم التقاط بعض القيم والمفاهيم التي في قصة حياة بلال لتكون خ

المرأة العورة

ماأن تفكر في الاستماع لمحاضرة دينية إلا وتجد أفكار عجيبة وغريبة وإصرار من البعض على أن المرأة فتنة وعورة وأن أفضل شيء للمرأة ألا ترى أحد وأن لايراها أحد ولكن إذا سلمنا بهذا المنطق نجد أن الحياة لاتستقيم وتجد نفسك في حيرة فالدين جاء لتنظيم الحياة وليس لتعقيدها والأعجب أن نجد قصة مثل قصة ” خولة بنت الأزور” في كتاب القراءة للصف الخامس ولاأدري لماذا ندرس مثل هذه الحكايات للطلاب؟؟؟؟؟؟؟؟؟ تبدأ القصة بأن التاريخ خلد سيرة العديد من النساء الشهيرات ويبدأ بالحديث عن قصة بطولة الفارسة العربية الشجاعة التي رباها أخوها ضرار على الفروسية وفنون القتال وهنا أجدني أقف عن القراءة مستغربة : كيف دربها أخوها؟؟؟؟ ألم يكن يعتبر القتال عمل خاص بالرجال، وركوب الخيل وغيره ألم يستنكر أحد هذا الأمرفي ذلك الزمان؟؟؟؟؟؟؟؟؟ من هو العصري ومن هو المتخلف؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ أم أن مقولة أن المرأة لاتصلح إلا لإعمال البيت وتربية الأطفال مقولة حديثة ظهرت في عصر الظلام بالنسبة للمسلمين العصر الذي تخلف فيه المسلمون عن ركب الحضارة وأصبحو في ذيل قائمة الأمم المعاصرة خولة بنت الأزور ظهرت وقاتلت في عهد القائد خالد بن الوليد

عادات رمضانية

هناك عادات جميلة لرمضان تختزنها الذاكرة ... تختزنها مع مشاعر الفرح والسعادة ... رمضان يأتي كل عام وتأتي معه بعض الطقوس الرائعة الخاصة بهذا الشهر ... تلك الطقوس التي ننتظرها ونفرح بها.. في اليمن هناك اهازيج واناشيد خاصة برمضان يرددها الأطفال في أمسيات هذا الشهر ... تقريبا بعد مرور الاسبوع الاول من رمضان يخرج الأطفال ليلا بعد تناول وجبة الإفطار وأداء الصلوات ينطلق الأطفال صوب البيوت المجاورة مرددين كلمات التمسية : يا مساء جيت امسي عندكم يامساء واسعد الله المساء يامساء جيت أمسي من خُبان يامساء راجموني بالكبان يا مساء جيت امسي من يريم يامساء بالغرارة والشريم وعادة يرمي أصحاب البيت بعض النقود المعدنية التي يتم وضعها داخل قطعة من الورق وإشعالها قبيل قذفها من النافذة فتطير قليلا قبل أن تسقط أرضا ويتسابق الاطفال لأخذها... تختلف كلمات التمسية عادة من منطقة لأخرى ... والمؤسف أن هذه العادات اندثرت وأصبحت محدودة جدا يمارسها البعض في محاولة للحفاظ عليها ... حاليا طغى التلفاز على كل شيء فغير الكثير ... لم امارسها في طفولتي ... عادة كان يمارسها الأطفال الذكور لكن كلم

رمضان كريم

يمر الزمن حثيثا ويأتي رمضان يتلوه رمضان... حالنا لم يتغير لأننا لم نتغيربعد ... لم نكتشف درب التغيير... لا زلنا في تلك الحفرة العميقة نندب حظنا نلعن من يتآمر علينا نرفع أكفنا نطلب من الله أن ينصرنا أن يقاتل عنا ويهزم عدونا ذات يوم سنعرف الطريق ونعترف ونطلب العفو والمغفرة ونكتشف كيف نخرج للحياة ونكتشف طعم الحياة الكريمة  حياة العمل والمبادرة والابداع ونكتشف عمق الظلام الذي كنا نعيشه  وبشاعة واقعنا  ومرارة اجترارنا للماضي السحيق  سنتعلم كيف نحيا  وسيأتي رمضان مختلف لأننا تغيرنا  رمضان كريم  

الأطفال في المساجد

في كل يوم  جمعة يحدث الأمر نفسه، عدد من الأمهات تحضركل منهن معها أطفالها للمسجد. فيتحول المكان إلى مايشبه النادي ... جري ولعب وصراخ وهناك من يأكل ويلوث ارضية المسجد، وما أن تبدأ الصلاة حتى تبدأ سمفونية البكاء والعويل للأطفال الصغار... الجمعة الماضية حاولت احدى الحاضرات أن تطلب من احد الامهات أن تدخل في الغرفة الأخرى والتي تم تخصيصها للمصليات الامهات...تجاهلت تلك الأم محاولة ادخالها الغرفة الثانية... حاولت أخرى أن تشرح لها أن هذا المكان مخصص فقط للمصليات دون أطفال وأن الغرفة الثانية المجاورة مخصصة لمن معهن اطفال، لكن استمر تجاهل تلك الأم ايضا. تدخلت احدى الحاضرات مفسرة موقف هذه الأم: - أفهم تماما موقفها...  في الغرفة الثانية من الصعب سماع خطبة الجمعة بسبب ضوضاء الأطفال وهي تريد ان تسمع الخطبة وطفلتها هادئة بجوارها...اعتقد أن كلامكن يجب أن يوجه للأمهات في الغرفة الثانية ... على الامهات أن يفهمن أن هذا مسجد... وليس مكان للعب... لابد ان يشرحن لأطفالهن هذا ... هنا مكان للصلاة وليس مكان للعب والأكل ... عادة هناك من يعارض اصطحاب الأطفال للمسجد بحجة أن المسجد مكان للصلاة والاطفال ي