المشاركات

قراءة لكتاب: أيامي مع جورج طرابيشي…اللحظة الآتية لهنرييت عبودي

صورة
  يحمل الكتاب عنوان “أيامي مع جورج طرابيشي…اللحظة الآتية”، المؤلفة هي زوجة الراحل جورج طرابيشي، هنرييت عبودي. والكتاب من إصدارات دار مدارك للنشر، يقع الكتاب في 287 صفحة. على صفحة الغلاف صورة لجورج وصورة أخرى لجورج وهنرييت.   يبدأ الكتاب بمقدمة طويلة للناشر، المقدمة رائعة وتشد القارئ.  هذه المقدمة تشكل فكرة الكتاب وما يحمله الناشر من مشاعر تجاه الراحل الطرابيشي. بلغة صحفية جميلة يحمل القارئ في رحلة سريعة حول محطات مهمة في حياة جورج طرابيشي، ويصدقنا القول أن الكتاب الذي يحمل عنوان: ” اللحظة الآتية …أيامي مع جورج طرابيشي “، والذي يصنفه تحت بند المذكرات، جاء بطلب من الناشر لزوجة الراحل. يجري الناشر تركي الدخيل مقابلة مع هنرييت عبودي ليسألها عن زوجها جورج طرابيشي، ويطلب منها الكتابة عنه، عن أهم المحطات في حياته.  ويحوي الكتاب أيضا مقال رائع يكشف زاوية مهمة عن حياة الطرابيشي للدكتور محمد عبد المطلب الهوني عن صديقه الراحل جورج طرابيشي، وهناك مقال آخر بقلم جورج طرابيشي يحمل عنوان ست محطات في حياتي.   لغة الكتاب رائعة، جميلة. وكأن م

مع كتاب ثقافة القهوة

صورة
  للقهوة عشاق كما للكتب عشاق، وهذا الكتاب يجمع بين القهوة والكتاب. الكتاب بعنوان “ثقافة القهوة” لمؤلفته: كاثرين م. تاكر، يزين غلاف الكتاب غصن شجرة البن بكرزات البن المدهشة. كتاب يجمع بين دفتيه الكثير عن القهوة. عن تاريخها وتاريخ الصراع لاحتكار زراعتها وتجارتها. ونعرف من صفحات الكتاب المتعددة، أن “شرب القهوة هو الخطوة النهائية في سلسلة تربطنا بالمزارعين في عدد من دول العالم المنتجة للبن الواقعة في المناطق المدارية”. نعم، الخطوة النهائية لأننا نعرف القهوة في خطوتها الأخيرة في فنجان نرتشف محتواه بتلذذ. ونستمتع برائحة القهوة، لكن لا يخطر على بالنا ما هي الرحلة التي قطعتها حبات القهوة أو البن حتى وصلت الفنجان.  لكن هذا الكتاب يأخذ القارئ في رحلة تاريخية موجزة لنعرف تاريخ شجرة البن وانتقالها من أثيوبيا إلى اليمن ومنها إلى بقية دول العالم. من المدهش أن نعرف علاقة فنجان القهوة الذي نستمتع به صباحًا، بالاقتصاد العالمي والعولمة. “فقد غدت محلات القهوة ظاهرة عالمية”، وتصنف القهوة في المرتبة الثانية بعد الماء وبعض المصادر تضع المشروبات الغازية قبل القهوة في معدلات الاستهلاك. القهوة و

تقول الإحصاءات أن العربي لا يقرأ، فهل تلك الإحصاءات دقيقة وحقيقية؟

صورة
  أتذكر جيدًا ذلك التقرير الشهير عن معدل قراءة الفرد العربي الصادر عن مؤسسة الفكر العربي والذي جاء فيه أن متوسط ما يقرأه العربي في السنة هو 6 دقائق، بينما متوسط القراءة للأوروبي 200 ساعة سنويًا. ذلك التقرير الصادم الذي يتناقله الجميع، يؤكد أن الفرد العربي لا يقرأ. وكل من يتحدث عن القراءة في الوطن العربي لا بد أن يستشهد بهذه الإحصائية وكأنها أحد المسلمات. مشكلة هذا التقرير أنه كان يتيماً، وحيداً، لم يصدر تقرير آخر في السنوات التالية لسنة صدوره ليرصد هل تحسن الوضع أم ازداد سوءًا. هل حقًا العربي لا يقرأ؟ في ندوة بعنوان” أزمة الكتاب العربي” حضرتها في شهر مارس 2019، وجدت الإجابة. فمن النقاش الذي دار عرفت أن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في عام 2016م قامت بإصدار أول مؤشر للقراءة على تطبيق Knowledge For All، لتصحيح تلك الصورة القاتمة، والتأكد من حقيقة وضع القارئ العربي. وكشفت نتائج مؤشر القراءة العربي أن هناك إقبالًا ملحوظًا من المواطن العربي على القراءة، على عكس تلك البيانات والإحصاءات السابقة التي نشرت سابقًا عن المنطقة العربية. وأفاد ا

قراءة لكتاب: من قتل والدي لإدوار لوي

صورة
العنوان: من قتل والدي، دون علامة استفهام! ملفت للانتباه، تعجبت لماذا لا وجود لعلامة الاستفهام، الكاتب إذا لا يتساءل، هو يعلم من قتل والده، العنوان صادم ويهدف لشد القارئ خاصة بعد أن نعرف أن والده لم يمت بعد. بل هو قتل معنوي ما يقصده الكاتب. أن تعيش فقير محطم هو نوع بشع من القتل. هو يخبر القارئ بحقائق عن القتلة الذي لا يتورع عن سرد أسمائهم بكل وضوح. أي رواية هذه؟ 67 صفحة فقط، وتحمل عنوان رواية ربما، في النسخة العربية فقط.  بداية، وبدافع الفضول اشتريت الكتاب عندما رأيته أمامي على رف المكتبة. هذا العنوان أفكر فيه منذ فترة، عنوان لرواية انوي الشروع بكتابتها. العنوان رددته مرات حتى شعر ت أنه ملك لي. والآن أجده على كتاب أمامي. لا يحتاج الأمر لكثير من الوقت لقراءة الكتاب. في بداية الكتاب يقدم المؤلف مقترح لكيفية تقديم النص لو استخدم في عرض مسرحي: " يقف أب على بعد بضعة أقدام من ابنه في مساحة فارغة وواسعة. يمكن للمساحة أن تكون حقل قمح، أو مصنعا مهجورا، أو أرضية لصالة رياضية في مدرسة. يصلح أن تمطر السماء ثلجا. يصلح أن يدفنهما الثلج حتى يختفيا. لا ينظر الأب والابن إلى بعضهما البعض.

رواية : نساء من خزف المؤلفة اماني عنان

صورة
بداية الإهداء اعتقد انه للقارئ ...اهداء جميل ..  الرواية مكونة من 7 فصول تتوزع عليها أحداث الرواية ...  تدور أحداث الرواية عن مجموعة من رفيقات السكن ...لكل واحدة منهن حكاية تعيشها ... برعت الكاتبة في استخدام أسلوب السرد الموضوعي الذي جعلت فيه كل شخصية تتصرف كأنها راوي مستقل فنسمع في كل مره صوت ورأي كل شخصية من الشخصيات ونتنقل بين الشخصيات المختلفة لنسمع رأي وحكاية كل شخصية ... وهناك مناجاة النفس لكل شخصية وهو الحديث الذي يدور في خاطر واحاسيس الشخصية...  تتابع وتتداخل الأحداث من خلال السرد والمناجاة والتعليق الذي من خلاله توضح الكاتبة رأيها في كثير من المواقف والمواضيع الاجتماعية وتوجه النقد والتحليل ...  يشعر القارئ ان جميع الشخصيات رئيسية ويعيش صراع الخير والشر والغيرة والحسد ... الحوارات شيقة .. أغلقت الكاتبة جميع الملفات ولم تترك أي نهاية مفتوحة ... صوت الأنثى ورأيها كان واضح وغالب ورأينا معالجة وتفسيرات من وجهة نظر أنثوية...  هناك ملاحظات لاذعة وقرصات ساخرة لممارسات يفرضها المجتمع على المرأة...  شعرت أن هناك معالجات سينمائية لبعض المشاهد قد تكون مفتعلة ...  الرواية اجمالا رائعة

قراءة لرواية الحي الروسي لخليل الرز:

صورة
بدأت الرواية بفصل عنوانه الزرافة وانتهت بفصل يحمل العنوان ذاته ... فيها مزج بين الواقع والخيال ... السرد فيها غني بالتفاصيل ...سرد هادئ يتم ببطء يهتم بكل شيء ... يتضح الخيال من سرد مشاعر الحيوانات وأفكارها وتعاملها مع البشر ... هل هذا نوع من الشفافية والمشاعر الحساسة التي تهتم بالتكامل بين البشر والطبيعة؟   يلخص الكاتب فلسفته في صفحة 227: "لا توجد فكرة واحدة يؤمن بها كل الناس في الحي الروسي، ولا يجمعهم فيه تاريخ طويل، وليس هناك موروث مقدس موحد ينبغي تخليده، ولا أحد مكترث أصلا بأي حد لأي سيف أو أي عقيدة جاهزة يابسة، ليسوق طريقة محددة بالحياة ويسفه أخرى. ثم إن الإحساس بالمفاهيم الكبرى والرسالات الخالدة عموما، مقدسة كانت أو غير مقدسة، كان دائما ضعيفا جدا عند كثير من الناس، ولا أعتقد أنه كاف لأن يجعل أيا منهم يموت من أجل معتقداته مهما كانت الأسباب. الناس هنا ، منذ ظهور الحي الروسي، كانوا دائما أوصالا حية قادمة من أوطان بالية وعقائد بالية وطوائف بالية وقبائل بالية، تجمعهم الرغبة الأرضية الخالصة بالحياة، وليس لرغبة بأي هوية واحدة مؤبدة تحبسهم من جديد في فكرة متعجرفة كاملة".   ف

قراءة لرواية درويش صنعاء للدكتور أحمد الصياد

صورة
  صورة الغلاف وعنوان الرواية شدني بكل تأكيد....هل في صنعاء دراويش؟ الرواية عن أحداث فترة حصار صنعاء ...حصار السبعين يوم . الدرويش شخصية رئيسية في الرواية ...صوفي مغربي قادم من مدينة فاس يبحث عن جذوره اليمنية...ليجد نفسه عالق في أحداث السبعين يوم ... يتعرف على أحد الملكيين وهو شخصية نمطية بشعة لا تملك أي ملامح طيبة شكلا ومضمونا... وفي طريقه يتعرف على أحد المقاومين غمدان...الذي يمثل جانب الخير والجمال في الرواية...   الرواية إلى حد ما تشبه العمل التوثيقي... الحوارات فيها لها نبرة خطابية... خطب رنانة وكلام ثوري لا يتخلله حوارات طبيعية ...سوى الكلام الصوفي للدرويش والاستعانة بالاشعار...   والحوارات في الغالب تعتمد على شرح المقاومين للدرويش ماذا يفعلون ... قصة الحب تبدو مفتعلة ...غير طبيعية خاصة عندما تصل وردة إلى المستشفى الجمهوري وتزيح اللثام عن وجهها الجميل لترسل القبلات باتجاه غمدان الجريح ( الخيال هنا ذكرني بالأفلام الهندية ) ...   وهناك أحداث غريبة مثل أن نجد أبطال الرواية على ظهر سيارة متهالكة يسابقون الريح!!!   اللغة أحيانا تشبه لغة معلق على مباراة كرة القدم: "يالها من ملح