قراءة لرواية القناق (البيت الكبير) – كامل سياريتش
رواية تتناول مرحلة تاريخية مهمة من تاريخ البوسنة، بداية أفول الحُكم العثماني في منطقة البلقان، وتنازُع السلطة مع الصرب. فيها سرد لتفاصيل حياة أحد الإقطاعيين في بيته الكبير المسمى بالقناق على لسان أحد خِصيانه. حياة حافلة بالمُعطيات، والأحداث، والتفاعلات، والقدرة على تصوير النفس البشرية وهي في لحظة انحسار وكبد. لا تتعرض الرواية لأحداث تاريخية حدثت في تلك المرحلة التاريخية، بل تركز على تأثير تلك الأحداث على حياة عدد من الشخصيات تعيش في بيت كبير يسمى القناق لإقطاعي تابع للدولة العثمانية مع خدمه وجواريه. أي لا يتوقع القارئ رواية تاريخية، فالرواية تسرد مناجاة بطل الرواية الخصي الذي يناجي الحكيم الفارسي شيران، عبر كتابة مذكرات يومية، يكتب ليناجيه كل ليلة ويمحو ما يكتب ثم يكتب من جديد، لهذا تكون هناك فجوات في السرد، ربما يترك الكاتب الفرصة لخيال القارئ ليبحث ويملأ تلك الفجوات، ولكن لماذا يمحو السارد ما يكتب ليلا هل يخاف ان يطلع أحدهم على ما يكتب؟ هل تلك إشارة للحياة القلقة التي يعيشها بطل الرواية؟ تلك المناجاة الليلية تحفر في أعماق الخصي، حيث يظهر جزء من الألم والجراحات العميق