قبل أن تدخل سماح إلى دورة المياه بلحظات أمسكت والدة زوجها ذراعها بقوة ومنعتها من الدخول صارخة بها: ماذا ستفعلين يا مجنونة؟
التفتت سماح إلى والدة زوجها باستغراب ، في حين سألتها الأخيرة : أين الشذاب؟( نوع من النبات أخضر اللون له رائحة مميزة )! كيف ستدخلين الحمام دون شذاب؟ ألا تعلمين أن الوالدة - التي وضعت طفلا حديثا - لا ينبغي أن تدخل الحمام دون أن تضع غصن شذاب على جسدها؟
ردت سماح متسائلة : ولماذا الشذاب؟
- أنت عقيرة محمد - تعبير تستخدمه بعض النساء لوصف المرأة التي تلد - وأنت الآن في حالة ضعف ، وقد يصرعونك إذا دخلت الحمام دون شذاب.
تساءلت باستغراب: من الذي سيصرعني؟
- الذين لن أذكر اسمهم ….صرفهم الله عنا.
- طالما الله سيصرفهم عنا فما الحاجة للشذاب إذن؟
- لاتكوني عنيدة يابنيتي……أبن آدم ضعيف والشذاب سيبعدهم عنك.
- لا أفهم من الذي سيحميني؟؟ آلله هو الذي يحمي أم غصن الشذاب هذا؟ وأشارت لغصن الشذاب الذي كانت تحمله والدة زوجها.
نظرت إليها والدة الزوج بغضب ، وقالت بحزم:
- لن تدخلى الحمام دون شذاب. ودست الشذاب في ملابس سماح ، لكن الأخيرة أخرجت الغصن ورمته واتجهت ناحية باب الحمام قائلة:
- لن أضع شذاب وسيحميني الله تعالى من أي خطر.
أمسكتها والدة زوجها بعنف فالتفتت سماح إليها واندهشت عندما رأت حجم الرعب والفزع المطلين من عيني والدة زوجها وهي تقول بصوت مرتعش :
- لن تدخلي الحمام دون شذاب…لن أسمح لك بذلك.
حاولت سماح أن تقنع والدة زوجها بالحجة :
- ألسنا نؤمن أن الله تعالى هو الذي يحمي ويحفظ ، والرسول عليه الصلاة والسلام يقول لو اجتمعت الجن والأنس على أن يضروك بشيء لن يضروك إلا بشيء قد قدره الله لك….
قاطعتها والدة زوجها:
- نعم ولكن لابد من وضع الشذاب…أنت لاتدركين ما الذي سيحدث لو دخلتي الحمام دون شذاب!!!
- حسنا دعيني أدخل الحمام دون شذاب ولنجرب ما سيحدث، إذا حدث لي مكروه فقولي للناس أن سماح تستأهل ما حدث لها ، وإن لم يحدث لي مكروه فتأكدي أن الله سبحانه وتعالى وحده هو الحافظ…
بدأت عيني والدة الزوج تمتلئ بالدموع لشدة خوفها ورعبها :
- اسمعي أنا لن أسمح لك بذلك….
- وأنا أقسم بالله العظيم أنني سأدخل الحمام دون شذاب وكلي يقين أنه لن يحدث لي مكروه بإذن الله………
- هل تريدين أن تقتلينني بعنادك ………هذا الموضوع لا مجال للعناد فيه.
دخلت سماح الحمام بشكل مفاجئ وأغلقت الباب خلفها أمام دهشة والدة الزوج التي تسمرت من شدة الخوف وبدأت دموعها تنساب على خديها خوفا وقهرا من زوجة ابنها العنيده.
بعد أن خرجت سماح من الحمام أرادت أن تخبر والدة زوجها بأنها لم تصب بأذى وأن الاعتقاد بأن الشذاب يحمي من الجن أو العفاريت أو غير ذلك من الأخطار غير صحيح وأن المسلم ينبغي ألا يلجأ إلا لله وحده ليحميه، ولكنها فوجئت بوجود زوجها والذي كانت والدته تشكي إليه باكية سؤ أدب زوجته وعدم احترامها لتعليمات والدته وأوضحت له أنها تخشى على زوجته كابنتها. باءت محاولات سماح لتبرير موقفها بالفشل أمام دموع والدة الزوج وغضب الزوج لعدم احترام زوجته العنيده لوالدته…..
( فازت القصة بالمركز السادس في مسابقة لأدب المرأة والطفل على الفيس بوك 2017)