أنا والشيك

علىّ  أن أنتظرموظف من أجل استمارة …..بعدها سيوقع الوكيل على الشيك - هذه تعليمات المحافظ الجديد- للأسف الوكيل غير موجود
الوكيل يحضر سباق للجري …..كل الأمور معلقة حتى ينتهي الاحتفال
مكتب الوكيل في الدور الرابع……الزمن يمر ببطء
كأن الأحساس بالزمن متوقف    
في كل مكان يجب أن انتظر….دائما لابد من وجود موظف غير متواجد
الفوضى تحكمنا …… الارتجالية…التراخي
قبل أن أدخل إلى مبنى المحافظة تخيلت أن الشيك سيُوقّع سريعا
لأن الأمر حسب ما تخيلت لا يتطلب أكثر من عملية التوقيع وهي أمر يسير ، بعدها أنطلق  إلى مكتب التربية ، لأن الوقت لا يزال مبكرا لإنهاء عملية صرف الشيكك ….خاصة وأنني لاأدري ما هي الخطوة التالية
لكن الواقع شيء مختلف كلية

توقيع الشيك أمر عظيم ، وليس بالبساطة التي خُيل إلىّ…. الساعة الآن تشير إلى العاشرة صباحا… بدأ الآن بعض الموظفين في التواجد (أين كانوا من قبل؟؟؟!!!)
التوقيع يحتاج إلى اجراءات معينة يجب أن تتم بنفس الكيفية
من المؤكد أن هناك حكمة من تللك الإجراءات …وإن خفيت عن أمثالي ممن لا يملكون الصبر الكافي
أحد المراجعين يسأل الموظف القابع وراء المكتب عن معاملة له مر عليها أسبوع            ( ياللهوووووول)
فأشعر بخيبة امل …أسبوع ؟؟؟ وأنا أريد أن يتم توقيع الشيك في نفس اللحظة
أصوات العديد من الأشخاص تصعد الدرج …الكل يتحدث بصوت عال المراجع صاحب المعاملة التي مر عليها أسبوع يولول لأن معاملته غير موجودة
الموظف يقول له: هل أنت متأكد أنك سلمتها لي؟؟؟ ربما تكون  ضاعت
امرأة تبكي وتشتكي لديها طفل معاق …….لم أقوى على سماع شكواها
لا أدري لماذا نظرت للشيك وبدأت بالتفكير في الخروج من المكان

طرق معالجة العنف التربوي

العملية التربوية ليست تلقين المعلومات والمناهج بل أنها عملية متكاملة تسعى إلى تحقيق النمو الازدهار والتكامل …..
إن ظاهرة استخدام العنف في المؤسسات التربوية،  ظاهرة اجتماعية مرهونة بمستوى تغيير الظروف الاجتماعية والاقتصادية في المجتمع ولن يتاح لنا من خلال رسم بعض الأفكار أن نؤثر كثيراً في هذه الظاهرة، إن نظامنا التربوي على المستوى الرسمي  يتبنى احدث النظريات التربوية التي تمنع استخدام العنف والضرب في المدرسة، ومع ذلك الظاهرة مستمرة وهذا يعود لأسباب اجتماعية تتعلق بالذهنية الاجتماعية والظروف الاجتماعية السائدة. فالمعلم الذي يستخدم الاستهجان والتبخيس والكلمات النابية ، فإنه يكرس العنف ويشوه البيئة النفسية للطالب ، والمدرسة عندما تتبع هذه الأساليب  من عنف وإكراه وإحباط إزاء التلاميذ تكون بمنزلة مؤسسة لتدمير الأجيال وإخفاقهم في كل المجالات ، والنتيجة شباب محبط يائس ناقم على المجتمع بدلا من أن يساهم في نهضة البلد وتقدمها. 
 ويمكن لي أن احدد بعض النقاط الأساسية في معالجة هذه الظاهرة:
1- تنمية وتطوير الوعي التربوي على مستوى الأسرة والمدرسة ، ويتم ذلك من خلال وسائل الإعلام المختلفة، ومن خلال إخضاع المعلمين والآباء لدورات توعوية وعلمية حول أفضل السبل في تربية الأطفال ومعاملتهم.
2- تحقيق الاتصال الدائم بين المدرسة والأسرة ولإقامة ندوات تربوية خاصة بتنشئة الأطفال.
-3 
تعزيز وتدعيم عمل الاخصائي الاجتماعي والتربوي في المدارس وإتاحة الفرصة أمامه من أجل رعاية  الأطفال وحمايتهم وحل مشكلاتهم ومساعدتهم في تجاوز الصعوبات التي تعترضهم ، وهكذاعلى المعلم أن ينظر إلى وسيلة العقاب كوسيلة معينة للتعلم لا قاهرة له، منبهة للغافل لا انتقامية ولا سلطوية.
ولذلك فإنني أرى أن يدرس هذا الأمر بجدية لاسيما في ظل عدم الاختيار الدقيق للمعلمين والمعلمات، أولئك الذين ينخرطون في سلك التدريس بحثاً عن الوظيفة فقط بعيداً عن حب المهنة والتفاني من أجلها.


ولنكون أكثر واقعية ولمعرفة مدى خطورة الظاهرة أقترح  إجراء عدد من الدراسات عن العنف التربوي تشمل:
مسحاً لممارسة العقاب في  رياض الأطفال
  إجراء دراسات لمعرفة
اتجاهات المعلمين ومديري المدارس والمشرفين التربويين تجاه استخدام العنف في المدارسوإجراء دراسة على الطلاب لمعرفة ما إذا كان العقاب البدني يزيد التحصيل الدراسي أم لا

الأسباب التي تدفع المعلم لانتهاج العنف كوسيلة للتعامل


هناك العديد من الأسباب التي تجعل المعلم يتبع الأساليب العنيفة في تعامله مع الطلاب ………منها:
1- الوسط الاجتماعي الذي ينتمي له المعلم . فالمعلم الذي ينتمي إلى وسط اجتماعي يعتمد التسلط وافكراه في التربية يعكس حالته هذه في المدرسة.
2- النقص في مستوى الإعداد التربوي للمعلمين. أي أنهم لم يحصلوا على التأهيل والتدريب المناسبين في معاهد المعلمين أو كليات التربية ، فهم بذلك لا يملكون وعيا تربويا بطرق التعامل مع الأطفال وفقا للنظريات التربوية الحديثة.
3- المعلم بشكل عام يعيش ظروفا اجتماعية تتميز بالصعوبة الحياتية ، إضافة إلى الهموم والمشكلات اليومية التي تجعله غير قادر على التحكم بالعملية التربوية، إذ يتعرض للآستثارة السريعة و الانفجارات العصبية أمام التلاميذ.
4- النظرة الخاطئة التي تؤكد بأن المعلم المتسلط هو المعلم الذي يتحقق لديه مستوى الكفاءة العلمية والتربوية معا. وهذا مخالف للنظريات التربوية الحديثة التي تؤكد لإن المعلم الديمقراطي هو المعلم المتمكن والمؤهل ، وهو وحده الذي يستطيع أن يعتمد على الحوار الموضوعي في توجيه طلابه وتعليمهم دون اللجوء إلى العنف.
5- قلة خبرة المعلم وعدم توافر السمات الشخصية اللازمة للمعلم الناجح فيه ، الأمر الذي يدعوه للجوء للضرب لتغطية فشله وقلة خبرته ، فهو معلم لا يعد دروسه بشكل جيد ، ويجهل الطرق المختلفة للتدريس وأساليب التعامل التربوية مع الطلاب.
6- سوء المعاملة التي يتلقاها بعض المعلمين من الإدارات المدرسية  غير المؤهلة ، قد يدفعه لصب جام غضبه على الطلاب ، حيث لا يزال اختيار مدير المدرسة يتم بشكل غير علمي ، ويفتقر أغلب مديري المدارس للمهارات الإدارية اللازمة لمدير المدرسة الناجح.
7- الخبرات التربوية السابقة للمعلمين الذين تعلموا بالطرق التقليدية التي كانت تجيز الضرب والعنف كوسيلة للتعامل مع الطلاب.
8- اختزال العملية التربوية في جانبها المعرفي فقط ، وإهمال الجانب النفسي والتربوي الذي يؤدي إلى تحقيق التكامل والنمو في شخص الطالب أو التلميذ.
9- اعتياد الطلاب على نمط معروف من العلاقة التربوية ، ووجود نوع من الإكراه المؤسساتي الذي يجعل المعلم نفسه عرضة للسخرية والتهكم حين يحاول تطبيق النظريات الحديثة في أداءه التربوي.
قد يحلو للبعض أن يسأل -  كما سألني أحد المعلمين بعد الانتهاء من دورة تدريبية عن أضرار العنف ضد الأطفال -  ولكن في حال خروج الأطفال على الأنظمة المدرسية، وفي حال تقصيرهم الدراسي، ماهو الأسلوب البديل الممكن استخدامه في توجيههم في حال عدم استخدام الضرب أو العنف بشكل عام؟
ولكن الضرب ليس خياراً تربوياً حتى نبحث له عن بدائل…..
بل إنه طارئ غريب على جسد التعليم، وتهدر باستخدامه أمور كثيرة، ولا يحفظ شيئاً لا للطالب ولا لنظام المدرسة.

أما حفظ نظام المدرسة، فأول ما يبدأ بالقائمين عليها، فمتى انضبط الجهاز التعليمي والإداري في المدرسة، صار قدوة، وعندما يمارس الكبار في مجتمع المدرسة أدوارهم التعليمية باجتهاد وتفانٍ، وحرص يلمس الصغار أثره صارت أمور التعلم أيسر، وسادت الجميع روح الجماعة، وهي الروح التي تصنع بقية الأمور المستحبة.
والملاحظ أن أكثر المدارس فوضوية في إدارتها ومعلميها هي بالضرورة أكثر المدارس تسيباً في طلابها، وهدراً لفرص التعلم بينهم.

‏ كما إن خروج الطفل عن الأنظمة المدرسية له أسباب يجب أن نبحث عنها في إطار الوسط الذي يعيش فيه التلميذ والأسرة التي ينتمي إليها ، وهذا يتطلب تفعيل دور الأخصائي الاجتماعي في المدرسة
 وتوجد أساليب متعددة ومتنوعة جداً يمكن استخدامها في معالجة هذه الظاهرة ، فمعاملة الطلاب بالقليل من الاحترام والتفهم يجعلنا قادرين على احتواء مظاهر العنف، وفي كل الأحوال فإن العنف والإكراه عملية تخدير مؤقت وليس حلاً جذرياً، لان الطفل الذي كبح جماحه بالقوة سيعود إلى مخالفة النظام كلما سنحت له الفرصة. ‏

أما فيما يتعلق بمسألة التقصير المدرسي والتخلف الدراسي:
فهذه الظاهرة تعود إلى عوامل اجتماعية وأسرية، والتقصير ليس مسؤولية الطفل وحده بل هو مسؤولية الأسرة وظروفها ومسؤولية المدرسة ذاتها وطبيعة المناهج وطرق التدريس المتبعة.
وفي كل الأحوال العقاب ليس حلاً. إنما المساعدة والتفهم والتشجيع ومعالجة الظروف المحيطة بالطفل هي الوسائل التربوية التي بجب أن تُعتمد كحلول موضوعية لهذه الإشكالية.

أما الطالب المتأخر دراسياً الذي لا يستطيع أن يواكب الدراسة بسبب متعلق بقدراته العقلية أو الجسدية أو غيرها مما يكون خارجاً عن طوع الطالب وقدرته فكيف نعاقبه على أمر لا يملكه؟
وهذا في نظري ما نعانيه الآن مع كثير من الإخوة والأخوات المشتغلين بعملية التعليم. حيث لا يكون الأمر واضحاً لدى الكثيرين منهم نظراً لضغط العمل في المدرسة والفصل، أو لعدم التدريب والتعليم على ذلك بشكل كاف.
أما ما يتعلق بالقدرات العقلية فلا حاجة للضرب فيها، إذ على المؤسسات التعليمية تعليم الفرد بالقدر الذي تستطيعه، ويكون هناك قبول من الفرد وفقاً لقدراته وظروفه.

وبكل تأكيد يمكن للمعلم أن يجد طرق أخرى للتعامل مع طلابه بعيدا عن العنف أهمها: التحلي بالصبر والتدرج في العقاب، والعطاء والتشجيع والثناء للمجدّين والمنضبطين، الصداقة وعدم التجاهل، التحدث عن السلوك، وغيرها     ..

الشرعية الدستورية

خرج الشعب اليمني ثائرا مطالبا باسقاط النظام بعد أن فشلت كل المحاولات لاصلاح النظام
النظام يعد بالاصلاحات لكنه لاينفذ شيئا
الحل هو اسقاط النظام لإنقاذ اليمن
الرئيس يرفع شعار الشرعية الدستورية
فهو لن يترك السلطة لأنه يمثل الشرعية الدستورية كما يدعي
هو يملك الأكثرية من الشعب المؤيدين له 
المؤيدين للرئيس يتم اخراجهم تحت اغراء المال أو التهديد
المؤيدين للشرعية الدستورية نصبت لهم الخيام في بعض شوارع العاصمة مدججون بالأسلحة ويتم الانفاق عليهم من المال العام
يحمون الشرعية الدستورية بقتل الشباب المعتصم في الساحات بالأسلحة النارية والعصي والأسلحة البيضاء
من يؤيد الرئيس وشرعيته هم مجموعة من البلاطجة الذين تم استئجارهم لقتل المتظاهرين سلميا تحت حماية قوات الأمن والحرس الجمهوري


فماهي الشرعية الدستورية؟
هي شرعية المستبد التي جعلت من الرئيس هو الشرعية وهو الدستور وهو القانون. لقد تغير وتبدل الدستور بحسب مزاج الرئيس وهواه. ومن عارضه فهو خارج على الشرعية الدستورية.
الرئيس يخرق الدستور الذي يمنع توظيف الأقارب فابناء الرئيس وأبناء أخوته هم من يمسك بالأجهزة الأمنية وأغلب مفاصل الدولة بايد أقارب الرئيس ....الدستور حدد دورتين رئاسية للرئيس وهو رئيس منذ 33 سنة.   


لكن حتى وأن كان هناك شرعية دستورية فهي قد سقطت بسفك دماء الأبرياء ....و الثورة بقيامها تكتسب شرعية، تنسخ الشرعية الدستورية وتلغيها إلغاءً تاماً، لذلك فاننا أمام  شرعية ثورية، وبعد نجاح الثورة على الثوارأن يكتبوا دستوراً جديداً.

  ولا ننسى أن الرئيس خلال فترة حكمه الماضية الطويلة إتخذ من الدستور قميصاً يضيقه مرة ويوسعه أخرى بحسب مصالحه.
وإذا كان كذلك ولم يبق الدستور في مثابة الإحترام التي ينبغي أن يكون فيها دوماً، وإذا أصبح الدستور لعبة الحاكم فإنه لا يصح ولا يحق للحاكم أن يحتج به أو أن يستند إليه.

الآثار المترتبة على استخدام العنف في المؤسسات التعليمية على الأطفال والطلاب؟

لا يمكن للعنف أن يؤدي إلى نمو طاقة التفكير والإبداع عند الطفل…. والعنف لا يؤدي في أفضل نتائجه إلا إلى عملية استظهار بعض النصوص والأفكار..
إن القدرة على التفكير لا تنمو إلا في مناخ الحرية، الحرية والتفكير أمران لا ينفصلان.
وإذا كانت العقوبة تساعد في زيادة تحصيل الطالب فإن الأمر لا يتعدى كونه أمراً وقتياً عابراً وسوف يكون على حساب التكامل الشخصي.
والدراسات التربوية الحديثة تؤكد بأن الأطفال الذين يحققون نجاحاً وتفوقاً في دراستهم هم الأطفال الذين ينتمون إلى اسر تسودها المحبة والأجواء الديمقراطية. فالعنف في المؤسسات التربوية يؤدي إلى:
* انتاج شخصيات خائفة تتميز بالعجز والقصور.
* تكوين الشخصية السلبية.
* الاحساس بالضعف ، وعدم المقدرة على تحمل المسؤولية.
* تكوين عقدة الذنب الدائمة لدى الطالب الذي يُعاقب باستمرار.
* تعطيل طاقات الفعل والإبداع والابتكار في شخصية الطالب.
* انتاج الشخصية الانطوائية ، والعصابية ، والانفعالية ، والمتسلطة.
* اهتزاز شخصية الطالب ، وفقدانه الثقة في نفسه.
* اكتساب الطالب للعدوانية ، وبروز سلوك الضدية لديه.
* تأصيل السلوك غير المرغوب في الطالب من باب التحدي في بداية الأمر ، ثم يصبح سمة شخصية.
* العقاب البدني يوجد هوة واسعة بين الطالب ومعلمه ، الأمر الذي يقلل من استفادته منه.
* العقاب البدني قد يتسبب في كراهية الطفل للمدرسة وللعملية التعليمية ، وربما يؤدي به الأمر إلى التسرب أوالجنوح.
* المعلم الذي يستخدم اسلوب الضرب يفقد حب تلاميذه له ، وتصبح علاقته معهم قائمة على العداء وليس الاحترام.
* الخوف من العقاب قد يدفع التلميذ للتفكير في أساليب تُنجيه من العقاب كالكذب والغش وغيرهما.
* أساليب التهكم والإذلال الشخصي تورث الأحقاد في نفس الطالب.
كما أن جميع الآثار المترتبة على استخدام عقوبة الضرب تحط على أرضية مشتركة تتمثل في هدر كرامة الإنسان (الطالب)، والذي جعله الله سبحانه وتعالى في أعلى مراتب الخلق.
ففي أجواء التعليم والتعلم يعتبر استخدام العقاب البدني هدراً لكل مقومات التربية السليمة، وإعلاناً صارخاً في وجه المجتمع عن ضحالة سبل التربية في المؤسسات التعليمية، إذ إن من يدعو للفضيلة لا ينتهكها، وإلا صار غير واضح في مقاصده بين النظرية والتطبيق.
ولعل أول ناتج للضرب هو ترسيخ مبدأ القمع الذي يقتل الطموح والمبادرة، ويضفي على نفس المتعلم قدراً من الإحباط يجعله يخشى التفاعل مع المادة الدراسية، وبالتالي يكرهها ويكره القائمين عليها.
إضافة إلى ما قد يتوالد عن الضرب من إصابات بدنية يخلف البعض منه آثاراً غائرة في جسد الطالب أو نفسه بقية عمره  ، ناهيك عن حالات التسرب من المدارس والتي تحدث بسبب ممارسات قاسية من قبل المعلـم أو الإدارة المدرسية غير الواعية.
ومما لاشك فيه أن طفل اليوم يختلف كثيرا عن طفل الأمس ومعطيات الحياة وأساليب التربية تختلف أيضا عن أساليب الأمس وكذلك أساليب الحياة ، فطفل اليوم طفل مدرك يتعاطى مع أساليب التقنية الحديثة ويعي مايدور حوله من الانفجار المعرفي وقد يفوق معلمه استخداما لهذه الأساليب مثل استخدام الحاسب الآلي أو الأجهزة الإلكترونية المعقدة وفوق هذا وذاك يكتنفه أبواه بكل ألوان الرعاية والاهتمام  إن أي تعامل قاس مع الطفل خلال المراحل الأولى في المدرسة قد يفقده الكثير من توازنه ويلقي بظلال قاتمة على سيره ألتحصيلي والنفسي.
أسلوب العقاب في التربية هو أكثر الأساليب التي تثير خلافات حادة بين الآباء والأمهات والمربين…..
فريق منهم يعتبر الأخذ بهذا الأسلوب عادة سيئة ورثناها من الماضي . بينما أخلاقنا وقيمنا الحاضرة ترفض أسلوبا كهذا ,لأنه ينشىء شخصية ضعيفة, غير متوازنة مسلوبة الإرادة.
وفي المقابل هناك فريق آخر يجد أن من المستحيل تربية الطفل دون عقوبات واستخدام هذا الأسلوب يجنبنا وجود أطفال أشقياء..ولهم حججهم في ذلك.
ومهما يكون من أمر هذين الفريقين. علينا إلا نغفل حقيقة أثبتتها الدراسات الاجتماعية والتربوية وهي
      أن الإبداع والابتكار مرهونان بدرجة الحرية التي تمنح للأطفال في حركتهم وفي تلبية احتياجاتهم ويكمن جوهر الإنسان في حريته وقدرته على التفكير النقدي الفاعل بعيدا عن العنف والقسوة

المبادرة الخليجية

الرئيس اليمني حكم اليمن 33 سنة 
قال عن نفسه أن الحكم في اليمن يشبه الرقص على رؤوس الثعابين 
فظل 33 سنة يرقص 
ونسى لأنه رئيس ينتظر منه الوطن أن يفي بوعوده بالاصلاح والتنمية 
لكن وحتى لايقدم شيئا للوطن 
كان دائما يبحث عن عدو وخطر يتهدد البلد وهو في حرب دائمة لحماية الثورة والوحدة من تلك الأخطار الوهمية 
صبر أبناء الوطن 
أيدوه في حروبه الوهمية 
لكن الأوضاع المعيشية كل يوم تزداد سوءا 
ومستوى المقربين من الرئيس تزداد ثراءا 

تقارير التنمية البشرية تبين تدهور كبير في مستوى المعيشة للفرد في اليمن

نسبة الفقر تزداد كل عام
الخدمات شبه معدومة 

لكن المواطن يسمع عن المنجزات التاريخية لفخامة الرئيس 
صور الرئيس في كل مكان تربط بين الولء للوطن والولاء للرئيس
من ينتقد الرئيس فهو عميل وخائن وعدو للوطن
من رفع صوته بضرورة الاصلاح هو سبب توقف عجلة التنمية
أصبح الوطن مكان لايطاق 
خرج الشعب مناديا يسقط النظام 
لم يكترث الرئيس 
فهو يملك القدرة على المراوغة والتلاعب 
هو متأكد من الانتصار في النهاية 
كل يوم يوجه خطاب تحريضي 
هو الوطن وهو الشرعية الدستورية 

من يطالب بسقوط النظام هم عملاء مخربون فاتهم القطار 
تنامت حركة الاحتجاجات 
ابتعث وزير خارجيته لدول مجلس التعون الخليجي طالبا تدخلهم لحل الأزمة في اليمن 
وضع شروط المبادرة كما يريد 
ظن أن المعارضة لن توافق على تلك المبادرة الملغمة 
وافقت المعارضة 
رفض هو 
رفضه يعني تخلي دول الخليج عنه 
عاود الاتصال بهم 
هو موافق لكنه سيوقع المبادرة بصفته رئيس لحزب المؤتمر وليس رئيس للجمهورية 
من سيستقيل رئيس المؤتمر أم رئيس الجمهورية؟
المبادرة هي فرصته الأخيرة 
لكنه يراهن على تفكك القوى في الشارع وتعبها 
يراهن على الفتنة بين الناس 
يراهن على الاقتتال بين أبناء البلد الواحد
هل ستنجح المبادرة الخليجية؟
رئيس متقلب كالرئيس اليمني يصعب التكهن بما يريد